الأخبار 28/10/2008 حادث تبادل الزوجات الذي نشرته الصحف جريمة أخلاقية لم أكن أتخيل ان تحدث في مصر أو يفكر فيها انسان ينتمي إلي هذا البلد. المأساة أنه ليس فردا واحدا يمكن أن نتهمه بالجنون ولكن أعضاء المجموعة التي دعت إلي تبادل الزوجات لكسر الملل في الحياة الزوجية وصل إلي أكثر من 44 زوجا وزوجة يتبادلون هذه الافكار المجنونة علي مواقع الانترنت!! مايحدث رأيناه بصورة أخري علي القنوات الفضائية الأجنبية في برنامج بعنوان »تبادل الزوجات«. ويتم تصوير البرنامج في الولايات المتحدة الامريكية وتقوم الشركة المنتجة ببيعه للفضائيات المصرية وكنا نشاهد هذا البرنامج ونشعر أننا نشاهد أحداثا في كوكب آخر رغم أن البرنامج الامريكي لا يتحدث أو يتبادل العلاقة الحميمة ولكنه يناقش رد فعل زوجة تنقل للحياة في بيئة أخري ومع أسرة وأطفال تم تربيتهم بشكل مختلف وبعد خمسة عشر يوما من الحياة في المنزل الغريب عنها تعود الي بيتها بخبرات أخري وتكتشف العيوب في تربيتها لابنائها أو إدارتها لشئون منزلها. ورغم ذلك كنت أتخيل أن هذه الفكرة لا يمكن أن تأتي علي بال شرقي من ذوي الدم الحار الذي يرفض أن يتدخل أحد في شئون اسرته أو حتي ينظر اي نظرة الي زوجته أو أبنائه.. ماذا حدث؟ وأين ذهبت الاخلاق والنخوة والرجولة والخجل والاحتشام.. قد يقول البعض لقد تم القبض علي هذه المجموعة ومحاكمة صاحب الفكرة.. ولكن هذا لايكفي هناك انهيار أخلاقي لابد أن نتوقف أمامه. منذ أسابيع فجعنا في أحداث التحرش بشارع جامعة الدول العربية الذي وصل إلي درجة التحرش الجماعي وإهانة كل الفتيات والنساء اللاتي شاء حظهن السييء ان يتواجدوا في هذه اللحظة وهذا المكان. واليوم نجد مصيبة اخلاقية اخري لايمكن أن تأتي علي بال أحد!! هل السبب الفضائيات الغربية والمسلسلات والكليبات التي تزرع في مجتمعاتنا أفكارا غريبة أم أن هناك أسبابا كثيرة أغمضنا أعيننا عنها وتظاهرنا أن كله تمام!! لابد أن ينتبه المجتمع كله لما يحدث من انهيار أخلاقي وهذا لايعني أن يزداد التشدد الديني.. فالرجل الذي تزعم فكرة تبادل الزوجات مدرس ولديه أطفال أي كان يعلم النشء ولديه أطفال يعلمهم ويربيهم علي أي قيم أو أخلاق لا أدري.. أيضا زوجته التي شجعته علي هذه الأفكار سيدة محجبة ترتدي جلبابا أي تخفي شعرها ومعالم جسدها ومن المفترض أن هذا المظهر في نظر الكثيرين يعني الاحتشام والاخلاق والفضيلة.. طبعا واضح جدا أن الأخلاق ليست بهذه المظاهر والملابس والكلام ولكن لابد أن نعترف أن لدينا مشكلة اخلاقية لا تحتمل التأجيل.. وهذا دورنا جميعا قبل أن يفوت الأوان