يعيش نحو نصف الدببة البنية في أوروبا وعددها ستة آلاف تقريبا في جبال كارباثيا البكر في وسط رومانيا ويكافح خبراء البيئة والسلطات للفصل بين الحيوانات البرية والسكان في بلدات جبلية. وفي السنوات الأخيرة تعرض عدد من الأفراد بينهم سائحون أجانب لهجمات أودت بحياتهم من حيوانات جائعة أو غاضبة تأتي يوميا لبلدات وقرى في جنوب منطقة جبال كارباثيا بحثا عن الطعام. ووقعت أحدثها في أغسطس /آب عندما عثر على جثة ممزقة لرجل من السكان المحليين على بعد نحو 500 متر من وسط براسوف. ويقول مسئولون أن عدد الدببة التي تظهر في المنطقة زاد في السنوات القليلة الماضية. وتعبث الدببة وسط صناديق القمامة وتغفو داخل مبان سكنية وفي بعض الأحيان كانت تقتحم الحانات والمستشفيات. يتعرض الموطن الطبيعي للدببة للتدمير نتيجة أعمال البناء المتزايدة لصالح النشاط السياحي الذي ينمو سريعا في رومانيا، كما أن عادات الدببة الغذائية تتغير لأنها أصبحت مصدر جذب سياحي مثير. قال فلافيوس بابولسكو وهو مسئول في إحدى جهات حماية الحيوان في براسوف إنه يوجد كل مساء هناك عرض.. ما يشبه السيرك، فمع توقف السائقين لالتقاط الصور يتجه الدب ناحية السيارات ويأخذ أوضاعا ظريفة للتصوير على أمل الحصول على الغذاء. وترغب بلدات جبلية مثل براسوف في إبعاد الدببة عن المناطق السكنية لذلك تفرغ صناديق القمامة ثلاث مرات يوميا وأعادت توطين الدببة في مناطق برية بدرجة أكبر وفرضت غرامات على من يضبط أثناء إطعام أو تصوير هذه الحيوانات الأكلة للحوم. ولكن ما زال السائحون يأتون لأماكن مثل حي راكادو وهو تجمع كئيب المنظر لكتل سكنية رمادية تبدو أنها الوجهة المفضلة لنزهة الدببة. ويقول خبراء الحياة البرية إن تلك الدببة التي يطلق عليها "دببة صناديق القمامة" ستواصل البحث بين القمامة في المدن مع تسبب الزحف العمراني الحضري في تآكل موطن الدببة وإذا ما واصل الناس إطعامها. وقال فيكتور واتكنز مستشار الحياة البرية في الجمعية العالمية البريطانية لحماية الحيوان "يجب ألا تترك المطاعم الغذاء بالخارج ويجب ألا يشجع الناس الدببة، وإذا كانوا يرغبون في رؤية الحيوانات فلابد أن يأتوا إلى مأوى الدببة." وفي جزء من راكادو تظهر الشقق السكنية عند طرف الغابة وتفصلها منطقة مروج ضيقة عن مكان يحيط به سياج ويضم أربع حاويات قمامة ممتلئة عن آخرها، وعادة ما يستخدم الناس منطقة المروج خاصة في الصيف في حمامات الشمس وفي حفلات الشواء وفي شي الباذنجان. وفي حين أن كل تلك الأنشطة من التقاليد التي ولى زمانها في رومانيا فإن الروائح والقمامة الملقاة في كل مكان هي بالضبط ما يجتذب بعض الدببة لبلدات مثل براسوف. وتمثل جبال رومانيا الخضراء موطنا للدبب البنية منذ قرون، وزادت أعدادها في السبعينيات والثمانينيات عندما حظر الرئيس الشيوعي الأسبق نيكولاي تشاوشيسكو الصيد على الجميع باستثناء نفسه. وكان تشاوشيسكو الذي أعدم رميا بالرصاص عام 1989 خلال ثورة رومانيا العنيفة المناهضة للشيوعية يدعو الأصدقاء وكبار الشخصيات الأجنبية على حفلات صيد وفي بعض الأحيان كانوا يصطادون عشرات الدببة في يوم واحد. وتقصر القوانين الآن صيد الدببة على نحو 300 دب سنويا وهو ما يقول مسئولون إنه أمر لازم للحفاظ على النوع. ويبحث المسئولون والسلطات في رومانيا من ولايات أخرى في منطقة كارباثيا خططا لفتح ممرات جبلية كانت الدببة تستخدمها لقرون لمساعدتها على التحرك بحرية أكثر وسط جبال كارباثيا والعثور على الطعام. (رويترز)