رد المرشح الديمقراطي فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك أوباما -الاثنين -على اتهام حملة منافسه الجمهوري له "بمصادقة إرهابيين" ، بتسليط الضوء على تورط جون ماكين في فضيحة مالية هزت البلاد في ثمانينيات القرن الماضي. وقبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 ، احتدمت الحملة الانتخابية حين صعد ماكين (72 عاما) اللهجة ساعيا لردم الهوة المتزايدة بينه وبين أوباما (47 عاما) في استطلاعات الرأي ، بينما يثير الوضع الاقتصادي الأمريكي مخاوف كبرى لدى الناخبين. جاء ذلك قبل يوم واحد من عقد ثاني مناظرة تلفزيونية بين المتنافسين في جامعة بيلمونت في ناشفيل (تينيسي-جنوب)، حيث بث أوباما اعلانا جديدا ورسائل الكترونية ذكر فيها بتواطؤ ماكين في فضيحة حول الثري تشارلز كيتينج الذي أدى انهيار مؤسسة ادخار وقروض كان يملكها الى تبخر مدخرات العديد من المتقاعدين المسنين. وكان ماكين آنذاك عضوا في مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ عرفت بمجموعة "خمسة كيتينج" تلقت هدايا وخدمات من رجل الأعمال -الذي ادخل السجن- كما تدخلت لدى الهيئات الضابطة للاقتصاد للتأكيد على ان شركته بوضع صحيح وجيد. ونجا ماكين من الفضيحة بلوم رسمي من مجلس الشيوخ عام 1991 لكنه تكلم عن الارباك الذي اثارته الفضية التي كلفت الادارة 124 مليار دولار لانقاذ قطاع المدخرات والقروض برمته الذي كان مهددا بتفاعلاتها وتحول بعد ذلك الى داعية لاصلاح الاقتصاد وادخال مبادئ اخلاقية اليه. وقال ديفيد بلوف مدير حملة اوباما في رسالة الكترونية الى المؤيدين ان هذه الاحداث تتشابه مع الاوضاع الحالية بعدما صادق الكونجرس الاسبوع الماضي على خطة بقيمة 700 مليار دولار لانقاذ وول ستريت. واضاف "حاولت حملة ماكين تجنب الحديث عن الفضيحة لكن التذكير بماضي ماكين مع كيتينج يفرض نفسه لما تحمله تلك القصة من نقاط شبه مع الازمة الحالية ومن حق الناخبين ان يعرفوا الوقائع ويتحققوا بانفسهم من سوء تقدير جون ماكين". وكانت مرشحة ماكين لنيابة الرئاسة سارة بالين اطلقت شرارة هذه المعركة الاخيرة عندما اتهمت اوباما السبت ب"مصادقة ارهابيين" في اشارة الى مقال في نيويورك تايمز ذكر ان اوباما التقى في الماضي الناشط السابق ضد حرب فيتنام بيل ايرس الذي قامت مجموعته "ويثرمان" بحملة تفجيرات ضد مقرات حكومية في الستينات والسبعينات. وقال تاكر باوندز المتحدث باسم ماكين ان ايرس الذي عمل استاذا جامعيا كان ضمن شبكة من شيكاغو تضم الثري انتوين "توني" ريزكو الذي ادين في الماضي بتهمة الاختلاس والذي كان من كبار جامعي الاموال لاوباما. وقال أوباما سناتور ايلينوي متوجها الى حشد من 28 الف مؤيد الاحد في اشفيل بولاية كارولاينا الشمالية انه لن يقع ضحية حملة التعرض الشخصي نفسها التي ادت الى هزيمة الديمقراطي جون كيري امام الرئيس جورج بوش في انتخابات 2004. وأكد في المقابل أنه يعتزم التركيز على المسائل الحياتية التي تهم الناخبين بما في ذلك أزمة الضمان الصحي في وقت يواجه الاقتصاد الأمريكي خطر الانكماش ولا سيما على ضوء إحصاءات أخيرة أشارت إلى إلغاء 760 الف وظيفة حتى الان هذا العام. وفي ظل الأزمة المالية الحالية التي تهدد وول ستريت والأمريكيين العاديين ، تشير استطلاعات الرأي الى تقدم اوباما على المستوى الوطني وفي ولايات اساسية مثل فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا. ومن المقرر أن تنظم المناظرة التلفزيونية الثالثة والاخيرة بين المرشحين في 15 اكتوبر/تشرين الأول في جامعة هوفسترا في هامستيد (نيويورك-شمال شرق) ، على ان تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2008. (ا ف ب)