تشهد الأراضي الفلسطينية أكبر مشروع شعري سينمائي هو "هوية الروح". وفيه يقدم الشاعر الراحل محمود درويش أول عرض سينمائي له وهو يروي قصيدته "جندي يحلم بالزنابق البيضاء" ،وقصيدة أبسن "تيريه فيجن" بأداء ساحرعلى مدار ساعة كاملة على خمس شاشات عرض ضخمة مع نظام صوت محيطي، ولقطات سينمائية مبهرة من عدة دول عربية وأجنبية. وكان من المفترض أن يفتتح محمود درويش بنفسه في رام الله عروض "هوية الروح" في الخامس من تشرين الأول المقبل، غير أن رحيله المفاجئ الذي شكل صدمة قوية حال دون ذلك. قال مخرج العمل السينمائي (هوية الروح) الذي عرض ليل الاثنين في ساحة ملعب لكرة القدم في رام الله عبر شاشات ضخمة على مدى ساعة أنه نقل جزء من العرض إلى 100 موقع في العالم كانت تحتفل بقراءات من قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. ويأخذ المخرج الجمهور عبر خمس شاشات ضخمة موضوعة إلى جانب بعضها فتبدو كأنها شاشة عرض سينمائية كبيرة تكون عليها ذات الصورة أو صورمختلفة تنسجم مع كلمات قصيدتي الشاعر النرويجي هنريك ابسن (تيريه فيجن) ومحمود درويش (جندي يحلم بالزنابق بيضاء) في رحلة طويلة بين البحث عن لقمة العيش وسط الحروب وما يعانيه البعض من دمار وفقد للأهل. ويطل درويش على الجمهور في هذا العرض الأول لهوية الروح يقرأ قصيدة أبسن التي تروي قصة رجل نرويجي كان ضحية حرب أمضى شبابه في السجن بسببها ليخرج بعد ذلك ويجد أن زوجته وطفلته قد ماتتا. وينتقل العرض بعد ذلك في رحلة تستمر 20 دقيقة يقرأ فيها درويش قصيدته (جندي يحلم بالزنابق البيضاء) التي كتبها بعد حرب 1967 التي أدت إلى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من أراضي مصروسوريا. ويروي درويش قصة جندي يقررالرحيل عن ساحة المعركة لأنه يحلم بالزنابق البيضاء والعودة إلى أمه سالما. ويقول المخرخ "إن قصيدتي أبسن ودرويش تدوران في نفس الدائرة وتحاولان الإجابة على نفس الأسئلة فيما يتعلق بالتسامح والانتقام." وتعود فكرة هذا العمل السينمائي إلى العام 2006 ومحورها الإنسان والصراع والرغبة في الانتقام والتفكير بالتسامح. وتروي مارتينا رد منتجة العمل قصة لقائها مع درويش عندما عرضت الفكرة عليه في مارس اذار من العام 2008 . وقالت "لم نصدق ما كنا نسمع عندما قال لنا إنه يريد تسجيل قصيدته بنفسه وعندما قرأت ترجمة قصيدة أبسن لفاضل العزاوي قال إنه يريد أن يقرأها أيضا." وترجمت قصيدة (هوية الروح ) إلى سبع لغات في العالم وتم عرض ورواية قصيدة ابسن باللغة اليابانية بصوت الشاعر الياباني ماساتو ايبو العام 2006 في اليابان وستعرض قصيدتا درويش وأبسن باللغة الإنجليزية بصوت فانيسا ريدجا وبالفرنسية بصوت جين روسفوت وبالنرويجية بصوت آني جريت بروس وبالعبرية بصوت جيلا ألماغور وبالاودور بصوت عرفان خان إضافة إلى العربية بصوت درويش. وتتواصل العروض في مدن الضفة الغربية حيث سيكون العرض الثاني غدا الثلاثاء في نابلس وبعدها جنين والقدس قبل الانتقال إلى جولة عروض خارجية في عدد من المخيمات الفلسطينية في الأردن ولبنان ودول أجنبية أخرى فيها تجمعات عربية. (رويترز)