تمرد "حركة تحرير الحدود" السودانية تواصل الطائرات السودانية قصف مواقع لحركات التمرد في شمال إقليم دارفور (غرب) الذي يشهد حربا أهلية منذ شباط/فبراير 2003. وكان مقاتلون من حركة تحرير السودان تحدثوا عن تصعيد في الهجمات الحكومية ووقوع معارك عنيفة خلال الأسبوعين الأخيرين. ووقعت أغلب المعارك بالقرب من طويلة على بعد قرابة خمسين كيلومتر الى الغرب من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وقال أبو بكر كادو وهون قائد من أحد فصائل حركة تحرير السودان إن "طائرات انتونوف تقصف في خازان تنقر وبالقرب من طويلة". وكان المتمردون أكدوا الأربعاء أن حوالى مئة سيارة لنقل الجند تابعة للقوات الحكومية شنت هجوما أمس ولكن تم التصدي له وأرغم الجنود الحكوميون على التراجع. ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل. من جانبه نفى الجيش السوداني تقارير المتمردين مؤكدا أن العمليات العسكرية الوحيدة الجارية حاليا تستهدف لصوصا يقوم بهجمات على قوافل الإغاثة. وقال ناطق باسم الجيش السوداني "لا توجد عمليات في خاوان تنقر وطويلة ولكن الجيش يواصل عملياته المعتادة لتأمين الطرق من اللصوص لتسهيل مرور قوافل المساعدات الإنسانية". ويأتي هذا التصعيد في دارفور بينما يسعى فيه النظام السوداني الى تعليق إجراءات المحكمة الجنائية الدولية التي اتهم مدعيها العام لويس مورينو أوكامبو في تموز/يوليو الماضي الرئيس عمر البشير بالمسئولية عن "إبادة جماعية" تمت في دارفور وطالب بإصدر مذكرة توقيف دولية بحقه. تمرد "حركة تحرير الحدود" السودانية وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة مسلحة في دارفور أطلقت على نفسها "حركة تحرير الحدود" التمرد على الدولة في محافظة تلس بولاية جنوب دارفور. وقالت مصادر رسمية لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي) الخميس إن عشرات من أبناء قبيلة الفلاتة ممن كانوا ضمن متطوعي (قوات الدفاع الشعبي)، التي تدعم القوات الحكومية في العمليات يقودون حركة العصيان العسكري، وذكرت أن المجموعة المتمردة يقودها جاموس سيف الدين وتتخذ من منطقتي "صبركي" و"دمسو" شمال شرق محافظة تلس قاعدة لانطلاق عملياتها العسكرية. واعترف حاكم ولاية جنوب دارفور علي محمود بتمرد المجموعة المسلحة واستدعى قيادات قبيلة الفلاتة التي ينتمي لها المتمردون وطلب منهم التدخل لحسم المشكلة وإجراء حوار مع المجموعة المتمردة ومعرفة مطالبهم. وقال محافظ منطقة تلس صديق عبد النبي وجود مجموعة قوامها 68 فردا من قدامى مقاتلى قوات الدفاع الشعبي الذين كانوا يقاتلون الي جانب الجيش الحكومي أعلنوا التمرد والعصيان، وقال إن المتمردين بدأوا نشاطهم بسرقة السيارات ونهب ممتلكات المواطنين الى أن تطور الأمر وتحول لتمرد ضد الدولة. وأضاف عبد النبي أن المجموعة اختطفت خلال اليومين الماضيين ست سيارات من داخل تلس وتسعة من مناطق أخرى، وقال إن الحركة الجديدة طلبت مقابلته لتسليمه رسالة تحمل مطالبهم ونفى أن تكون هناك جهة تقوم بدعم المجموعة عسكريا أو تتبنى مطالبهم. وقلل المعتمد من تمرد المجموعة واعتبر الأمر برمته مجرد "منفلتين" كانوا ينتمون في السابق الى (الدفاع الشعبي) وربما لديهم "مرارات " قديمة تجاه الدولة، وكشف عن اتصالات مستمرة لاحتواء الموقف وبدء حوار مع المجموعة المتمردة لمعرفة قضاياهم ومطالبهم. صفقة بشأن البشير عمر البشير لمحت فرنسا الأربعاء أنها قد تساند تعليق توجيه اتهامات دولية إلى الرئيس السوداني عمر البشير إذا لبت الخرطوم عدة شروط منها منع "عمليات القتل" في دارفور غربي السودان. وقال سفير فرنسا في الأممالمتحدة جان موريس ريبير للصحفيين إن باريس قد تصبح مستعدة لقبول فكرة تجميد أي إجراء من جانب المحكمة الدولية في حق البشير بشرط تلبية عدة شروط. وأوضح ريبير أنه يجب أن تتوقف الهجمات وأعمال القتل في دارفور، وقال إنه يتعين على الخرطوم أن تفتح "حوارا سياسيا شاملا" مع كل الجماعات في دارفور وأن تتحسن علاقات السودان مع جاره تشاد وأن تحاكم الخرطوم رجلين يشتبه بارتكابهما جرائم حرب. ولم تستبعد بريطانيا احتمال أن تساند التجميد بموجب المادة 16 من القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعرقلة اتخاذ إجراءات لمقاضاة البشير، وقال دبلوماسيون أوروبيون إن موقف لندن مماثل لموقف باريس. وطلب كبير المدعين في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو من قضاة المحكمة إصدار أمر اعتقال بحق البشير عن جرائم الحرب في منطقة دارفور. وحث الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وتحالفات أخرى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عرقلة اتخاذ إجراءات لمقاضاة البشير لتفادي إفساد عملية السلام الهشة في دارفور. (أ ف ب)