أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن بغداد وواشنطن أوشكتا على التوصل لاتفاق حول الوجود العسكري الأمريكي في العراق. وقالت رايس التي وصلت الى بغداد في زيارة مفاجئة صباح الخميس للصحفيين إن "بغداد وواشنطن قريبتان جدا من اتفاق بشأن اتفاقية تنظيم الوجود العسكري الأمريكي في العراق". وأضافت "لقد أحرز المفاوضون تقدما نحو وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق لكن ليس هناك ما يدعو للاعتقاد أن هناك اتفاقا." وأوضحت "لا تزال هناك مسائل يجب تسويتها تتعلق بطريقة عمل قواتنا في المستقبل، وهذا أمر طبيعي." جاءت الزيارة فيما أعلن محمد الحاج حمود كبير المفاوضين العراقيين في المفاوضات الجارية مع الولاياتالمتحدة حول الاتفاق أن الجانبين توصلا إلى مسودة اتفاق تمنح القوات الأمريكية أساسا قانونيا للبقاء في العراق بعد عام 2008 دون تحديد جدول زمني لانسحابها. وأضاف حمود الأربعاء أن المسودة التي ستعرض الآن على الزعماء السياسيين لمناقشتها لم تتضمن صراحة جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأمريكية من العراق كما تترك أيضا دون حل مسألة ما اذا كانت القوات الأمريكية ستخضع للقانون العراقي. على أن يتم حل هاتين القضيتين في مفاوضات أخرى. ولكن جون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض نفى أن يكون الاتفاق الذي يشتد الجدل بشأنه قد تمت صياغته في صورته النهائية. وستلتقي رايس القادة العراقيين وبينهم رئيس الوزراء نوري المالكي بالإضافة الى مسئولين أمريكيين في البلاد لمناقشة وضع الاتفاقية المثيرة للجدل والتي تمدد الوجود الأمريكي في العراق بعد 31 ديسمبر/ كانون الأول، تاريخ انتهاء تفويض الأممالمتحدة الذي تعمل بموجبه القوات الأمريكية. وتعتبر هذه الاتفاقية جزءا من شراكة طويلة الأمد تتفاوض حولها الحكومتان الأمريكية والعراقية. وتوصل الرئيسان الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي الى اتفاق مبدئي في نوفمبر/تشرين الثاني على التوقيع على اتفاق حول وجود القوات الأمريكية في العراق بحلول نهاية يوليو/تموز الماضي، لكن الجدل بين الأطراف السياسية العراقية أجل الاتفاق. ويوجد حاليا حوالي 144 ألف جندي أمريكي في العراق. وقال مسئولون عراقيون إنهم سيرغبون في أن يحد أي اتفاق مستقبلي من الوجود الأمريكي في الشوارع العراقية بحلول منتصف عام 2009 وانسحاب القوات القتالية الأمريكية بحلول عام 2010 أو 2011. وعارضت الإدارة الأمريكية فرض جدول زمني محدد لكنها بدأت الشهر الماضي تتحدث عن "آفاق زمنية" و"أهداف طموحة" من أجل الانسحاب. أمن بغداد: اعتقلنا نجل الدليمي وهو يزرع "عبوة ناسفة" رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي على صعيد آخر، قالت قيادة عمليات بغداد الخميس ان قوات الامن العراقية اعتقلت نجل عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق اثناء زرعه عبوة ناسفة في منزل لعائلة مهجرة غرب بغداد. ونقل البيان تاكيد اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون ان "عملية اعتقال المدعو مثنى نجل عضو مجلس النواب عدنان الدليمي تمت بوجب ثلاثة مذكرات قضائية صادرة من محكمة الكرخ لاتهامه بارتكاب عمليات القتل والتهجير في حي العدل" غرب بغداد. واضاف انه "محتجز حاليا لدى القوات الامنية العراقية". وتعرضت العائلات الشيعية التي كانت تسكن حي العدل احد الاحياء الراقية في بغداد لحملات تهجير واستقرت بدلا منها عائلات سنية مهجرة من مناطق اخرى. وتقوم السلطات حاليا بالعمل لاعادة الامور الى ما كانت عليه بعد تحسن الاوضاع الامنية. وكان الدليمي اعلن الاربعاء ان "قوات عراقية اعتقلت نجله مثنى (44 عاما) الثلاثاء". واعتقلت قوات مشتركة عراقية امريكية نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 مكي الدليمي (38 عاما) و43 من حرس المقر الواقع غرب بغداد عقب العثور على سيارتين مفخختين في المكان وفقا لمصادر امنية. ويتزعم الدليمي "مؤتمر اهل العراق" احد مكونات جبهة التوافق (44 مقعدا) في البرلمان. من جهتها طالبت جبهة التوافق في بيان نشر على موقعها "رئيس الوزراء نوري المالكي اطلاق نجل الدليمي على الفور". واعتبرت الجبهة ان ما جرى يندرج "ضمن مسلسل الضغط المستمر الذي تمارسه السلطة التنفيذية على القوى الوطنية والكتل السياسية". وقالت في البيان ان "الجبهة إذ تستنكر وبشدة هذا العمل المشين فإنها تستغرب أشد الاستغراب هذا النهج الهمجي الذي تنتهجه الجهات التنفيذية ضد الرموز والقوى الوطنية". (ا ف ب + رويترز)