رغم مرور أكثر من شهرين على التهدئة، لا يزال أكثر من مليون ونصف المليون مواطن يشعرون بأن لا شيء تغير في حياتهم. ورغم أن الالتزام الفلسطيني بلغ الحد الأقصى إلا أن الالتزام من الجانب الإسرائيلي لا يرقى إلى الحد المطلوب. المواطن ياسر أبو شاويش (33 عاماً) عبّر عن خيبة أمله من التهدئة التي لم تقدم أي شيء للمواطنين، لافتاً إلى أن الحصار ما زال مفروضاً على قطاع غزة. وقال: كنا نعتقد أنه بمجرد الإعلان عن التهدئة سيتغير كل شيء هنا وسنلمس بعض التغيرات كفتح المعابر وإدخال الموارد الأساسية، إلا أن الحال السيئة الراهنة جعلت المواطنين يفقدون الأمل في فك الحصار المميت. المواطنة منال أبو عرمانة (29 عاماً) أكدت أن التهدئة لم تحقق أدنى طموح لها على صعيد الأوضاع الحياتية التي تعيشها في غزة، مشيرة إلى أن الناس فقدوا الأمل في رفع الحصار والمصالحة بين فتح وحماس ووقف العدوان الإسرائيلي. واعتبر عبد العزيز العفيفي (25 عاماً) أن الاحتلال يسخر من الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه لو كانت هناك مؤشرات على قرب فتح المعابر بشكل كامل ورفع الحصار لقامت الحكومة المقالة ببعض التحركات والتجار باستعدادات، وخاصة من قبل رجال الأعمال والقطاعات الاقتصادية المختلفة. وأشار إلى أن ما يتم إدخاله بعض الفواكه التي أوشكت على التلف والعصائر والبسكويت، وجميعها ليس من المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن في قطاع غزة. وأشارت الطالبة إلهام شاهين (23 عاماً) إلى أن الأوضاع في غزة لا تحتمل ولم تعد التهدئة ذات فائدة، فكل شيء كما هو ولا يوجد هناك أي تغير، متسائلة عن الفائدة من التهدئة إذا لم ينته الحصار والغلاء المعيشي وانقطاع المواد الأساسية. وقالت: هل هذه تهدئة لسكان إسرائيل لينعموا بالأمن والاستقرار بينما نحن هنا نئن من الحصار؟، وطالبت القائمين على التهدئة بأن يتحدثوا مع المصريين للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بما اتفق عليه. المواطن محمود جودة (25 عاماً) أكد أن إسرائيل ستماطل بقدر المستطاع في فتح المعابر وإدخال البضائع والوقود والمواد الأساسية الأخرى، إلا أنها سترضخ في النهاية لشروط المقاومة وستضطر لأن تلتزم ببنود التهدئة المتفق عليها، لأنه لا خيار أمامها سوى ذلك. رمزي حماد (30 عاماً) الذي يعمل سائقاً قال: انتظر الكثير من المواطنين في قطاع غزة التهدئة التي سيتم بموجبها فتح المعابر ورفع الحصار والحصول على كل ما هو غير موجود وتوفير فرص عمل للمواطنين الذين أصبحوا يتسولون لقلة الأعمال، لكن هذه التهدئة لم تنتج أي شيء للمواطن. ويشير حماد إلى أن الأهم هو التوصل إلى حوار وطني للمصالحة مع الفصائل المتصارعة كي تتوحد خلف قضايا شعبها وتلتفت إليها. الصحافية بدور قشطه (24 عاماً) أكدت أنه لا يوجد أي مبرر لإسرائيل في ظل التهدئة لمنع دخول البضائع اللازمة لقطاعات العمران والصناعة، وكذلك تزويد غزة بالوقود والمحروقات، موضحة أن معاناة سكان قطاع غزة مستمرة وأن إسرائيل ما زالت تفرض قيوداً على كميات وأصناف البضائع المسموح بدخولها. الشاب رائد غنام (24 عاماً) قال: يجب أن نصبر رغم أكذوبة التهدئة كي نعيش، صبرنا عاماً كاملاً على الحصار فلماذا لا نصبر بضعة أشهر لنرى نتائج هذه التهدئة.وأضاف: تعبنا كثيراً في العام الماضي بمآسيه خاصة نحن الشباب ولا نملك سوى الأحلام. ولا تبدي تهاني أبو جزر (24 عاماً) تفاؤلاً إزاء اتفاق التهدئة محاوله إثبات رأيها بذكر التجارب السابقة مع الاحتلال.وتقول: لا أثق بالنوايا الإسرائيلية، وغير متفائلة بالاتفاق فهذه خدعة إسرائيلية مثل الخدع السابقة. واعتبرت رنا زيارة (23 عاماً) أن التهدئة مصلحة فلسطينية ومطلباً شعبياً ضرورياً في ظل زيادة معاناة الفلسطينيين نتيجة الحصار الخانق.وترى زيارة في التهدئة فرصة لالتقاط المواطن أنفاسه وإعادة بناء الاقتصاد وإحياء القطاعات التي تضررت جراء الحصار. وتعرب زيارة عن أملها بأن تساهم التهدئة في فتح المعابر بأسرع وقت ممكن ورفع الحصار