كشف الجيش الاميركي ان ارسال جنوده المتكرر الى العراق «يزيد من مخاطر الامراض العقلية لديهم». وذكرت دراسة جديدة للجيش الاميركي نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز مضمونها ان ربع الجنود المتطوعين قد ظهرت عليهم اعراض متاعب عقلية لدى اعادة توزيعهم في العراق لجولة ثالثة او رابعة، بشكل اكبر من الجنود الذين يقضون اولى او ثانية جولاتهم في مناطق القتال. وحسب الصحيفة، فإن نتائج هذه الدراسة قد تؤدي الى تقصير مدة الجولات بمناطق القتال واطالة الفترات الفاصلة بين كل جولة واخرى. وتورد الدراسة ان مظاهر الاضطرابات العقلية تتضمن الاكتئاب والقلق والاضطرابات الناتجة عن الضغط النفسي، وكذلك تردي الحالة المعنوية لدى الجنود. ويوضح الكولونيل بول بلايز، الذي قاد فريق الدراسة، كيف ان الجنود «لا تتاح لهم الفرصة للتعافي تماما من الجولات السابقة قبل اعادة نشرهم في جولات جديدة»، والواضح هو تحسن الحالة المعنوية للجنود في العراق، بسبب انخفاض معدلات العنف، في حين انخفضت الحالة المعنوية في افغانستان بسبب ازدياد العنف فيها، كما تورد الدراسة ان زيادة مدة جولة الخدمة العسكرية الى خمسة عشر شهرا كانت لها نتائج مختلفة، اذ كانت هناك زيادة واضحة في الاضطرابات باماكن دون غيرها، ومنها اصرار 30% من الجنود في جولتهم الاولى على الانفصال عن زوجاتهم اوصديقاتهم بعد انتهاء تلك الجولة، كما ان زيادة فترة الخدمة العسكرية قد اثرت في قدرات الجنود على القيام بعملهم على الوجه الاكمل مما اثار شكاوى رؤسائهم. وعلى الرغم من ملاحظة ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية والعقلية في ذروة الجولة العسكرية، انخفضت تلك النسبة قرب انتهائها وعودة المجندين الى ديارهم، وهو ما يصفه الكولونيل بلايز بأن الجنود «يرون النور في نهاية النفق في الشهور الثلاثة الاخيرة» التي تسبق عودتهم الى الديار. وبلغ المعدل الاجمالي للجنود الذين يعانون من اعراض او مشاكل الضغط النفسي 17 الى 18 في المائة، حسب الجيش. واشار التقرير كذلك الى ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود المنتشرين في العراق وافغانستان مقارنة مع المعدلات التاريخية للانتحار في الجيش.