تعتبر دول الخليج من أعلى الدول استهلاكا للتبغ ومنتجاته حيث يقدر الاستهلاك السنوي بحوالي مليار دولار، ووفقا لاحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية حول استهلاك التبغ العالمي، فقد احتلت الكويت المركز 19 عالميا في استهلاك التبغ، بمعدل 2280 سيجارة للشخص الواحد سنويا. ووفقا لاستطلاع أجراه مركز جالوب الاميركي فقد حل الشعب الكويتي في المرتبة الثانية بين أكثر شعوب العالم تدخينا، حيث أظهر الاستطلاع ان 37 في المائة من الكويتيين يدخنون السجائر بشكل يومي.. مما يجعلهم ثاني أكثر شعوب العالم تدخينا، بعد الشعب الكوبي الذي جاء في المرتبة الاولى.. بنسبة مدخنين بلغت 40 في المائة. وانتشر في السنوات الأخيرة، في عدد من الدول، اسلوب جديد يضاف الى الاساليب الساعية الى محاربة ظاهرة التدخين من خلال وضع صور مقززة واحيانا مرعبة على علب السجائر. وتظهر هذه الصور التي تشكل من 30 الى 50 في المائة من مساحة العلبة رئات متعفنة او اسنانا متهالكة من كثرة التدخين واحيانا تصل الى حد وضع صور لجثث اطفال ماتوا بسبب التدخين، في محاولة لاظهار مدى التأثير السلبي لهذه الظاهرة على صحة الانسان. ويبدو ان هذا الاسلوب بدأ يلاقي قبولا لدى الحكومات في مختلف دول العالم حيث اماطت الحكومة البريطانية اللثام عن قوانين جديدة تملي على شركات الدخان وضع صور لأموات وأورام سرطانية يسببها التدخين على علب سجائر في اطار حملة جديدة ترمي الى اقناع الناس بالاقلاع عن التدخين. وتم اختيار 15 صورة حية لوضعها على علب السجائر بعد استشارات وتصويت من قبل الجمهور وتتضمن صور رئات مريضة الى جانب تحذيرات من السرطان، وأجنة مع تحذيرات من الاخطار التي يواجهها الاطفال عند تعريضهم لدخان السجائر، ويتوقع ان يتم وضع الصور على جميع علب السجائر والتبغ اعتبارا من نهاية عام 2009. وبدأت الهند حديثا، وتحديدا في مطلع العام الحالي، تطبيق الاسلوب نفسه لتصبح بذلك احدى الدول الآسيوية التي تسعى الى الحد من التدخين من خلال ملصقات العلب، اضافة الى دول اخرى سبق ان طبقت التجربة ابرزها تايلند وسنغافورة. وحديثا بدأت الكثير من الدول العربية، ومن بينها مصر، تطبيق الاسلوب نفسه الاسبوع الماضي حيث اصبح لزاما على كل شركة منتجة للتبغ في مصر، وضع صور على علب التبغ يظهر فيها رجل يقاوم الاختناق راقدا في غرفة عناية مركزة وعلى فمه وانفه جهاز للتنفس الصناعي. وخليجيا فإن هذه الخطوة لا تزال في اطار التوصية التي لم تنفذ، حيث سبق ان اوصت لجنة مكافحة التدخين في دول مجلس التعاون بأن يتم تطبيق الاسلوب نفسه في محاولة لمكافحة التدخين.