وقعت الصين وروسيا الإثنين اتفاقا يسوى بشكل نهائي ترسيم الحدود بين البلدين التي تمتد لمسافة 4300 كيلومتر والتي كانت ساحة لاشتباكات مسلحة في ذروة الحرب الباردة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن وزير الخارجية يانج جي تشي ونظيره الروسي سيرجي لافروف وقعا "بروتوكولا إضافيا خاصا بالجزء الشرقي من الحدود." وقال لافروف للصحفيين "هذا يبين أن جميع المشكلات حتى تلك المعقدة يمكن أن تحل مادمنا نجتهد لإيجاد حلول قائمة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة." وأضاف لافروف أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين سيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الإولمبية الشهر القادم في بكين ويلتقي مع زعماء صينيين. من جهته صرح وزير الخارجية الصيني للصحفيين عقب توقيع الاتفاق "هذا يعني ترسيم الحدود البالغ طولها 4300 كيلومتر بين بلدينا." وتابع "أولينا في المحادثات أهمية كبيرة للتطور السريع والنجاحات في الشراكة الاستراتيجية الصينية الروسية في السنوات الأخيرة." وتحرص روسيا على زيادة صادرات النفط والغاز والمنتجات النووية للصين ثاني أكبر مستهلك للنفط والطاقة في العالم فيما تتابع الصفوة في موسكو بقدر من القلق تنامي مكانة الصين عالميا. ومرت العلاقات بين البلدين خلال القرن الماضي بفترات فتور ودفء.فقد شابت علاقات الصداقة القوية التي جمعت بين الصين والاتحاد السوفيتي في الخمسينات خصومة وارتياب بعد عقد من الزمن إثر مناوشات على الحدود نتيجة خلافات بشأن مباديء أيديولوجية. ووقع البلدان اتفاقا لترسيم الجزء الشرقي من الحدود في عام 1991 وأعقبه اتفاق تكميلي في عام 2004. ووقع اتفاق بشأن الحدود الغربية في عام 1994. وذكرت صحيفة تشاينا ديلي يوم الاثنين أن البروتوكول الجديد ينص على أن تعيد روسيا جزيرة ينلونج أو جزيرة تاراباروف ونصف جزيرة هيشياتسي (جزيرة بولشوي يوسوريسكاي) للصين. وذكرت الصحيفة أن المنطقة التي تبلغ مساحتها 174 كيلومتر مربعا واستولى عليها الاتحاد السوفيتي في عام 1929 تقع عند تلاقي نهري أمور وأوسوري اللذين يعتبران بمثابة حدود طبيعية تفصل بين البلدين. (رويترز)