القمة تتبنى 6 مشروعات مشاركة 44 دولة بقمة دول المتوسط أكد الرئيس مبارك الأحد أن تعاون دول البحر المتوسط يمثل مرحلة جديدة تقوم على المساواة والتعاون المشترك بين الشمال والجنوب، وتضيق الفجوة بينهما لإتاحة فرص العمل،وتوفير الامن الغذائى، والارتقاء بمستوى التعليم والرعاية الصحية. ودعا الرئيس مبارك - خلال كلمة الافتتاح للقمة من أجل دول المتوسط بباريس- الرئيس الفلسطينى محمود أبومازن وإيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل لاتفاق السلام الشامل وفقا للمباردة العربية ،وفتح صفحة جديدة في الشرق الأوسط. وأشار مبارك إلى أن دول جنوب المتوسط تواصل جهودها لتحقيق التنمية الشاملة وتواجه العديد من الصعاب . وفي نهاية كلمته قال الرئيس مبارك "إننا نخطو خطوة لتحقيق التمنية، وسنمضى إلى الأمام لنواجه ما نصادفه من تحديات مشتركة ونصنع التنمية لشعوبنا." كلمة الرئيس الفرنسي في القمة ومن جانبه قال الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى مستهلا كلمته "يسعد فرنسا أن تستضيف كافة شعوب البحر المتوسط والذى يعد مصدر الحياة والثقافة لهم. شعوب البحر المتوسط كانت دائما منفصلة تتصارع فيما بينها ومنقسمة ليس بسبب الخلافات التى توجد بينهم ولكن لأنهم متشابهون ونجتمع اليوم لاننا نعلم أنننا نتقاسم نفس الحضارة." وأشار إلى أن "حلم المتوسطى" لا يختلف كثيرا عن حلم الاتحاد الأوروبى وقال "سوف ننجح معا ونتجه صوب المستقبل معا لا يمكن أن نكتفى بعلاقة التسامح فيما بيننا ولكن يجب أن نضمى إلى الأمام وأن يكون هناك نوع من التفاهم والاحترام المتبادل. لا نرغب فى أن نكون فقط جيران ولكن أن نكون شركاء ايضا." وتابع الرئيس الفرنسى "يجب أن ندرك جميعا أننا بحاجة إلى آليات جديدة للسيطرة والتحكم فى مستقبلنا المشترك فى أن يكون لنا سياسة وتاريخ مشترك على قدم المساواة بين الشمال والجنوب." وأوضح الرئيس الفرنسى أن أمام دول الاتحاد المتوسطى تحديات تحتاج إلى العمل المشترك والمشاركة فى المسئوليات وأن يكون لكل طرف حقوقه وواجباته المتساوية.. وقال "نحن جميعا على هذه المائدة متساون ليس هناك من يفرض أوامره ومن يتلقى الأوامر لكن هناك حقوق وواجبات مشتركة لنا جميعا. إن هذا هو الخيار السياسى والأخلاقى والتاريخى الأساسى للاتحاد من أجل المتوسط.. العدالة .. المساواة .. والقدرة على اتخاذ قرارات مشتركة." وقال إن أسس الشراكة فى الاتحاد المتوسطى تتضح فى الرئاسة المشتركة للاتحاد دولة من الشمال ودولة من الجنوب وقال "لهذا فإن فرنسا ومصر تتوليان حاليا هذه المسئولية ليست بصفة دولة من الشمال أمام دولة من الجنوب أو كتلة أمام كتلة أو دولة أوروبية فى مواجهة دول الجنوب وليست مواجهة فيما بيينا وإنما اتحاد فيما بيننا حتى نعبر معا عن الاهتمامات المشتركة. وأضاف الرئيس الفرنسى "بعض المراقبين رأوا أننى والرئيس مبارك قد اتخذنا العديد من المخاطر ولكنني أقول أن الحياة هى مجموعة من المخاطر وإذا كانت المخاطرة الكبيرة التى قمنا بها فى أوروبا هى مد اليد إلى السيد الرئيس بشار الأسد وأن نثق فى الرئيس محمود عباس وأن ندعو رئيس الوزراء الإسرائيلى أولمرت إذا كانت المخاطرة تكمن فى أننا قمنا بمد أيدينا إلى هؤلاء وأننا قمنا باتخاذ تحدى السلام وأننا قمنا بالمخاطرة بأن تكون أوروبا شريك أساسى فى السلام فإننى اعتقد أن وجود الأمين العام لللامم المتحدة هو خير دليل على هذه المخاطرة الناجحة". القمة تتبنى 6 مشروعات اختتم قادة الدول ال 44 المشاركة فى قمة باريس لاطلاق الاتحاد من اجل المتوسط أعمال القمة الاولى للاتحاد. وأوضح الرئيس الفرنسى أن القادة المجتمعين بالقمة الأولى للاتحاد من أجل المتوسط اتفقوا على دورية انعقاد لقمتهم كل عامين وبرئاسة مشتركة, وحضور الجامعة العربية كعضو دائم, موضحا أن القمة تبنت 6 مشروعات هامة. وأشار إلى أن وزاء خارجية (دول الاتحاد من أجل المتوسط) سيجتمعون فى نوفمبر من أجل الاعلان حول تشكيل الأمانة العامة للاتحاد واختيار مقرا لها. ونوه إلى تبنى القمة 6 مشروعات, يتعلق الأول بإزالة التلوث فى مياه البحر المتوسط, والثانى يتعلق بمشروعات خاصة بإنشاء طرق بحرية سريعة فى البحر المتوسط تقوم بتحميل أكبر عدد من الحاويات, أما المشروع الثالث فيقضى بالعمل من أجل تحديد برنامج مشترك للدفاع المدنى فى مجال الكوارث الطبيعية، ويتعلق المشروع الرابع بإنشاء هيكل يضم كافة دول البحر المتوسط حول الكهرباء. ويقضى المشروع الخامس بإنشاء جامعة متوسطية تقوم بالموافقة على قبول الطلبة من جميع دول البحر المتوسط، أما المشروع السادس والأخير فيتعلق بتنمية المشروعات بين الدول. وأكد الرئيس الفرنسى أن كافة المؤسسات المعنية ستتعهد بتمويل هذه المشروعات وهذا الاتحاد, ومنها البنك الدولى والمؤسسات الأخرى المعنية، من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لهذه المشروعات. من جانبه, أشاد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بقيادة وحكمة الرئيس حسنى مبارك الذى كان محركا أساسيا فى الحوار والتقريب بين الحضارات فى منطقة تتعدد بها الصراعات، مشيدا أيضا بإصرار الرئيس الفرنسى نيكولار ساركوزى فى أن يجعل منطقة البحر المتوسط مركز السياسة الأوروبية. وأكد أن قمة البحر المتوسط تمثل ميثاق مسئولية من أجل وضع مشروعات ملموسة لهذا الاتحاد الذى يهدف عبر هذه المشروعات إلى التحول لاتحاد حقيقى بين الشعوب على جانبى البحر المتوسط, مشددا على أن الاتحاد من أجل المتوسط سينشىء علاقات قوية وبناءة بين الافراد والشعوب على جانبى المتوسط, مشيرا إلى ان المفوضية الاوروبية ستشارك فى ذلك بإصرار وعزم. وأوضح رئيس المفوضية الأوروبية أن منطقة البحر المتوسط حساسة وحيوية ومهمة جدا بالنسبة لمستقبل القارة الأوروبية, كما أنها مفعمة بالآمال "خاصة إذا استطعنا أن نرسى أسس التعاون والترابط فيما بيننا وبدون أى نزاعات. وطالب باروسو بأن يكون التعاون والترابط هو المبدأ الأساسى والرغبة السياسية لكل الدول المشاركة فى الاتحاد من أجل حل النزاعات, خاصة فى منطقة الشرق الاوسط, فضلا عن الاندماج الاقليمى وتقليل الفجوة وكسب العناصر الاقتصادية على جانبى البحر المتوسط فى مجال الاقتصاد والاستثمار. وأشار إلى أن منطقة البحر المتوسط لها مستقبل زاهر لأن أوروبا والجانب الاخر من البحر المتوسط لديهما عناصر مكملة, مشددا على أنه يؤمن بمستقبل هذا التعاون والثمار التى ستعود على المنطقة منه. مشاركة 44 دولة بقمة دول المتوسط الجدير بالذكر يشارك في قمة "الاتحاد من أجل المتوسط" 44 رئيس دولة وحكومة تحت الرئاسة المشتركة للرئيس مبارك ونظيره الفرنسى. ويتولى الرئيس مبارك إدارة اثنين من المحاور الأربعة التى تتفرع إليها جلسات القمة وهما المحور الاول الخاص بقضايا الامن الغذائى والتنمية الاقتصادية والمياه والطاقة ، والمحور الثالث الخاص بقضايا التعليم وتنقل الأفراد ، فيما يدير الرئيس ساركوزى المحورين الثانى والرابع المتعلقين بحماية البيئة والحوار السياسى. (أ ش أ)