دعت المعارضة السورية الخميس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى التدخل لدى نظيره السوري بشار الاسد -بمناسبة لقائهما المرتقب السبت القادم في باريس- من أجل اطلاق سراح "جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي" في سوريا. واعلنت لجنة "اعلان دمشق" التي تضم أطياف المعارضة السورية في رسالة موجهة الى ساركوزي ان بامكان ساركوزي "كرئيس لفرنسا وكرئيس للاتحاد الاوروبي" ان يطلب من الاسد "اطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي كافة" و"دفعه الى اغلاق هذا الملف". وكانت السلطات السورية قد اعتقلت الاربعاء في حلب (شمال) حسن يونس قاسم الطالب في كلية الادب العربي بجامعة حلب وعضو المجلس الوطني لاعلان دمشق ومن مواليد 1982 لتوقيعه على "اعلان دمشق". وباعتقال قاسم يرتفع عدد المعتقلين الموقعين على اعلان دمشق الى 15 شخصا حتى الان. تجدر الاشارة الى ان"اعلان دمشق" يعد وثيقة تأسيسية وقعتها احزاب المعارضة العلمانية في سوريا وجماعة الاخوان المسلمين (مقرها لندن) في 2005 تدعو "جميع مكونات الشعب السوري" الى العمل على "ضرورة التغيير الجذري في البلاد". واضافت المعارضة السورية في رسالتها الموقعة باسم لجان اعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في فرنسا وكندا وبريطانيا واسبانيا وهولندا والولايات المتحدة ان "النظام السوري تجاهل مئات المطالب والدعوات التي تقدمت بها تنظيمات المعارضة السورية في الداخل والخارج وكذلك مطالبات منظمات حقوق الانسان الدولية لطي ملف الاعتقال السياسي في سوريا". وتابعت "على العكس من ذلك زاد النظام من حملات القمع والاعتقال التي طالت كل فئات الشعب السوري وانتماءاته السياسية والفكرية والعرقية". واضافت الرسالة ان "معتقلي الرأي والسجناء السياسيين في السجون والمعتقلات السورية يتعرضون بشكل منتظم لمعاملة لا انسانية تشمل اعتقالهم مع السجناء الجنائيين وممارسات تشمل التعذيب والاعتداءات الجسدية والنفسية المهينة للكرامة. اما في حال قدموا للمحاكمة فانهم يتهمون بتهم غير تلك التي اعتقلوا على اساسها او بتهم غير صحيحة". ومن المقرر ان يشارك الاسد الاحد في قمة اطلاق "الاتحاد من اجل المتوسط". وقد سبق للمعارضة السورية ان دعت الى التظاهر احتجاجا على هذه الزيارة. ويعتبر اللقاء المرتقب بين ساركوزي والاسد تكريسا لتطبيع العلاقات بين البلدين. وردا على احترام بلاده لحقوق الانسان اجاب الاسد في مقابلة صحفية "لا نقول اننا بلد ديموقراطي بامتياز" موضحا "نقول اننا نسلك هذا الطريق وهو طريق طويل يمكن ان يستغرق سنة واحدة او سنينا عدة". من جهتها وجهت قوى 14 آذار/مارس التي تمثل الاكثرية النيابية في لبنان رسالة الى الرئيس الفرنسي دعته فيها الى اغتنام مناسبة "وجود الرئيسين السوري والاسرائيلي (شيمون بيريز) في باريس لحل مسألتي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من جهة والسجناء اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والسورية من جهة ثانية". (ا ف ب)