أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن رغبته في تطبيع علاقات بلاده مع سوريا. ومن المنتظر أن يلتقي سليمان الرئيس السوري بشار الأسد السبت أو الأحد المقبل على هامش قمة "الاتحاد من أجل المتوسط" في باريس. كما أبدى سليمان تقبله لعقد محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا والتي تتم حاليا بوساطة تركية مؤكدا أن نجاح هذه العملية سيكون له تأثيرات إيجابية على عملية السلام في الشرق الأوسط بأسره. ومن المقرر أن يتولى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوربي- رئاسة قمة قادة دول الاتحاد والقيادات السياسية للدول المطلة على البحر المتوسط في باريس الأحد المقبل. تتزامن تصريحات سليمان مع حديث الرئيس السوري بشار الأسد نشرته صحف لبنانية الخميس بأن بلاده لا تنوي "العودة عسكريا الى لبنان"، مشيرا الى إمكان بحث مسألة التبادل الدبلوماسي مع لبنان مع الحكومة الجديدة. وأوضح الأسد في حديث لمجموعة من الصحف الفرنسية وصحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية عشية زيارته الى فرنسا إنه كان قد اقترح شخصيا في 2005 فتح سفارات بين لبنان وسوريا. وأضاف "الا انه بعد هذا الاقتراح مباشرة تدهورت العلاقات بين البلدين ، ولكنى "اعتقد، مع التطورات الجديدة، أن في إمكاننا بحث هذا الموضوع مع الحكومة الجديدة ، لقد صرحت مرارا أن ليسست لدينا مشكلة مبدئية حول هذا الموضوع". وتطالب الأكثرية في لبنان بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، معتبرة أن دمشق رفضت في الماضي التبادل الدبلوماسي ، "لأنها لا تعترف بلبنان كدولة مستقلة". وعن المعتقلين السياسيين، قال الأسد "لدينا في سجوننا إرهابيون وأشخاص هددوا الأمن الوطني، وليس لدينا سجناء لأنهم معارضون لنا". وعن المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، قال الرئيس السوري "لسنا قلقين ونحن واثقون من براءتنا"، مضيفا "ليس لدينا أي دليل على تورط أي سوري" في عملية الاغتيال. وأشارت التقارير الأولى للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الى ضلوع مسئولين لبنانيين وسوريين في الجريمة التي وقعت في فبراير/شباط 2005 وكان لها أثر كبير في تسريع انسحاب الجيش السوري من لبنان في ابريل/نيسان من العام نفسه ، بينما تحدثت التقارير الأخيرة عن تعاون سوري في التحقيق. وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم من جهته في حديث الى تلفزيون "او تي في" اللبناني التابع للتيار الوطني الحر برئاسة النائب المعارض ميشال عون، أن "يد سوريا ممدودة الى كل من يريد أن يكون صديقا لها". وتحدث عن إمكان زيارة رئيس الحكومة اللبناني المكلف فؤاد السنيورة سوريا "اذا كان رئيسا لحكومة وحدة وطنية". ونفى المعلم أي تدخل مباشر أو غير مباشر لدمشق في تأليف الحكومة اللبنانية، وحذر المعلم من أن الوضع الأمني في لبنان قد يصبح أسوأ اذا لم تشكل الحكومة في أسرع وقت"، لافتا الى وجود "تيارات متطرفة لا تريد خيرا لامن لبنان واستقراره". وأكد الأسد أن ما يجري حاليا في شمال لبنان لن يترك انعكاسات على سوريا، معتبرا أن "هناك متطرفين يتلقون تمويلا من بعض السياسيين اللبنانيين لإعطاء انطباع بوجود صراع طائفي في لبنان". ( (د ب أ ، أ ف ب)