دعا الرئيس حسني مبارك مجددا الى إقامة حوار دولي عاجل حول الأمن الغذائي العالمي وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية ، تلتقي تحت مظلته كافة الأطراف الفاعلة والمعنية بأبعاد أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية. جاء ذلك في كلمة الرئيس مبارك أمام اجتماعات الدورة العاشرة لمجلس رئاسة "تجمع الساحل والصحراء" المنعقدة بدولة بنين والتي ألقاها نيابة عنه الثلاثاء وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أمين أباظة. وحذر مبارك من الآثار الخطيرة الناجمة عن تفاقم تلك الأزمة مؤخرا ، مؤكدا حاجة إفريقيا اليوم الى وضع وتنفيذ سياسات إقليمية وقارية لمعالجتها. وقال الرئيس مبارك إن القارة من أكثر مناطق العالم تضررا من هذه الأزمة ، مشيرا أن الدول أعضاء تجمع الساحل والصحراء هي الأكثر معاناة في إفريقيا من ظواهر الجفاف وتصحر الأراضي بانعكاساتها الخطرة على التنمية الزراعية وتفاقم أزمة الغذاء الراهنة. وحدد الرئيس مبارك في كلمته خمسة أسباب أدت الى تفاقم هذه الازمة وهي الارتفاع المستمر في مستوى معيشة شعوب العالم المتقدم بما أدى الى زيادة الطلب على السلع الغذائية ، ووصول أسعار البترول الى مستويات غير مسبوقة بما تسبب في ارتفاع أسعار نقل السلع الزراعية ، وتراجع حجم الاستثمارات في قطاع الزراعة ، وزيادة الاعتماد على استخدام المحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي ، وتأخر المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات جادة نحو الحد من الأثار السلبية لظاهرة تغير المناخ مما تسبب في انتشار موجات الجفاف. وشدد الرئيس حسنى مبارك على ضرورة حث الدول المتقدمة على الوفاء بمسئوليتها تجاه الدول النامية وخاصة إفريقيا ، وتشجيع المزارعين الأفارقة على زيادة إنتاجيتهم من المحاصيل . وطالب مبارك التجمعات الاقتصادية الإقليمية بصياغة وتنفيذ الاستراتيجيات والبرامج اللازمة للمضي قدما في تنفيذ ودعم خطة الاتحاد الإفريقي لزيادة الإنتاجية الزراعية بالقارة بنسبة 6 في المائة بحلول 2015. وأكد الرئيس مبارك أهمية العمل على جذب مزيد من الاستثمارات الى القطاع الزراعي بالقارة وبلورة أطر تعاون متكاملة واستراتيجية زراعية وإنتاجية تعتمد على الأساليب والتقنيات الحديثة التي تتواءم وظروف القارة الإفريقية. ودعا الى تطوير علاقات قارة إفريقيا الاقتصادية من خلال تعزيز التعاون في إطار التجمعات الاقتصادية الإقليمية وتطوير منتجات القارة وصناعاتها من خلال الإسراع في تنفيذ قرارات قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة بأديس أبابا حول التنمية الصناعية بالقارة. ونبه الرئيس مبارك أن ما يعصف بالقارة من مشكلات سياسية ونزاعات مسلحة ومخاطر الإرهاب ، تمثل تحديات تفرض علي دول القارة التكاتف لتجاوزها وتركيز الجهود لزيادة معدلات النمو والارتقاء بمستويات التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من متطلبات التنمية الشاملة . (أ ش أ)