أطلقت أسوأ فيضانات في الغرب الأوسط الأمريكي منذ 15 عاما موجات صدمة جديدة في الأسواق العالمية ولدى المستهلكين إذ بلغت أسعار الذرة مستويات قياسية مرتفعة بسبب الخسائر المدمرة للمحصول في قلب أكبر منطقة لتصدير الحبوب في العالم. وقفز سعر عقود الذرة في بورصة مجلس تجارة شيكاغو متخطيا 8 دولارات للبوشل للمرة الأولى إذ أثارت الأمطار المتواصلة وفيضانات الأنهار المخاوف ألا يستطيع الزراع في منطقة الغرب الأوسط من زراعة ما يصل الى 5 ملايين فدان (مليوني هكتار). وامتدت فيضانات الأنهار في أنحاء ولايتي "ايوا" و"ايلينوي" اللتين تنتجان نحو ثلث إنتاج الولاياتالمتحدة من الذرة وفول الصويا وشردت الالاف. وكانت أسعار الذرة قفزت إلى مستويات قياسية فى الأسبوع الأول من يونيو 2008 إثر الأمطارالغزيرة بمناطق غرب ووسط الولاياتالمتحدة، حيث ارتفع سعر الذرة في عقود يوليو/ تموز إلى 6.73 دولار للبوشل بزيادة أكثر من 3 % وبلغ مستوى قياسيا في السوق الفورية، في حين ارتفع السعر في عقود يوليو عام 2009 إلى مستوى قياسي بلغ 7.20 دولار للبوشل. وقال المحلل ديفيد هارت من كومرتس بنك "الأمطار في الولاياتالمتحدة قد تخفض الزراعات والإنتاجية في حقول الذرة، ومع الاتجاه لإنتاج الإيثانول يمكن أن نرى لماذا يرتفع سعر الذرة." وأضاف هاندز " مازلت أتوقع ارتفاع الأسعار، ليصل إلى 7 و8 و9 دولارات". وأسهم الطلب القوي على الذرة من جانب منتجي الوقود الحيوي في الولاياتالمتحدة في نقص المعروض بالسوق، وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يوجه ثلث المحصول خلال عام 2008 إلى إنتاج الوقود الحيوي. وينادي بعض الساسة الأمريكيين ومن بينهم السناتور جون مكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المسئولين عن شئون البيئة بتقليص التشريعات الخاصة بالوقود المتجدد، كما حث مستشار للأمين العام للأمم المتحدة في مايو 2008 الولاياتالمتحدة وأوربا على تقليل استخدام الوقود الحيوي لتخفيف الضغط عن أسعار الأغذية الملتهبة. (رويترز)