اختيار أماكن التصوير من أصعب الأمور التي تواجه صناع سينما الصيف القادم ولاسيما المخرج باعتباره المسئول عن البحث عما يتناسب مع أحداث عمله ويتوافق مع مشاهد الفيلم من مناظر ومشاهد بما يؤدي في النهاية إلى رؤية جديدة علي الشاشة ، وتزداد صعوبة مهمة اختيارالأماكن التي يتم التصوير فيها إذا كان خارج مصر ، لأن المخرج يصبح مضطراً للاستفادة من كل إمكانيات وميزانية المنتج في إخراج مشاهد أكثر جذباً تبهر المشاهد وتدفعه لمتابعة الفيلم حتى النهاية. الأمر ليس سهلاً في ظل اتجاه معظم أفلام الموسم الصيفي القادم إلى التصوير الخارجي، الذين لم يكتفو بالخروج بالكاميرات إلى الشوارع وإلى بعض المنتجعات ولكن ذهبوا للتصوير في الدول الأجنبية، وليس في مدن أو شواطئ مصر، ولا حتى في الدول العربية . واللافت هو تدخل النجوم في اختيار تلك الأماكن التي ينتظر التصوير فيها، ويصرون علي السفر مع المخرج والمنتج لمعاينتها بأنفسهم للتأكد من أنها ستكون أحد عناصر الجذب للمشاهد. والعجيب أن السينما الحالية تبحث عن أي شارع في اي مكان غير مصر لتصوير الفيلم الذي ينتجه ويقوم ببطولته فنانون مصريون ، رغم أن هناك أفلام صورت في مصر ولم يعبها شي وحققت نجاحات كظهور مدينة الاسماعلية في فيلم مطب صناعي أو الريف في فيلم محطة مصر,ووسط البلد في فيلم بنات وسط البلد الذي قدمه المخرج محمد خان والتي دارت أحداثه داخل شوارع القاهرة. و اختار الفنان سامي العدل الأماكن التي سيتم فيها تصوير فيلمه الجديد الديلر والذي ينتجه بينما يقوم ببطولته أحمد السقا،ومي سليم وإخراج خالد مرعي ، وتنحصر أماكن تصوير الفيلم بين مصلحة السجون وأقسام البوليس، أما الأماكن الخارجية فيتم تصويرها في تركيا وبراغ، ووقع الاختيار على تركيا ليتم فيها تصوير نصف أحداث الفيلم تقريباً، وستظهر في الفيلم معالم هذه البلاد منها شواطئ براغ، ومن الأماكن التي تم اختيارها للتصوير هناك مقابر وأحد الديسكوهات ومخزن كبير ومحطة قطارات . ويؤكد العدل علي أهمية تصوير الأفلام المصرية في الخارج،أنها تُكسب الأفلام صورا جديدة بعيداً عن الأماكن التقليدية، وطبعاً يفضل أن يكون اختيار هذه الدول لضرورة درامية وليس لمجرد المنظرة كما يحدث في بعض الأفلام، خاصة أنها مكلفة للغاية. أما فيلم الطريق فقد عاد مخرجه أحمد نادر جلال بعد أن قام بجولة في مدن وشوارع بولندا مع النجم كريم عبدالعزيز، اختار خلالها المدن الثلاث التي سيتم فيها تصوير الفيلم هناك، وقد استقر في النهاية على العاصمة وارسو ومدينتي كركوف وجادنيسكا، وعن سر اختيارهما لبولندا قال المخرج: بولندا بها أماكن جميلة، بالإضافة إلى أن أحداث الفيلم تستدعي وجود البطل هناك لضرورة درامية دون ذكر التفاصيل. الفنان هاني سلامة يستعد للسفر مع المخرج سعد هنداوي لمعاينة عدد من أماكن التصوير من أجل فيلم المهمة والمقرر أن يتم تصوير أحداثه خلال شهر مايو المقبل في عدد من البلدان، ومنها مصر، تركيا، فرنسا، كتب أحداث الفيلم المؤلف مدحت العدل، وهنداوي مخرج فيلم ألوان السما السبعة، انسحب مؤخرا من احد المهرجانات الدولية بسبب احتفائه بإسرائيل. وهناك بعض الممثلين الذين يقومون باختيار أماكن تصوير الفيلم، قبل أن يستقروا على اسم المخرج، وهو مافعله الممثل أحمد آدم الذي اختار منذ فترة أماكن تصوير فيلمه الجديد شعبان الفارس قبل أن يحدد اسم مخرجه. وانتقل المخرج عادل أديب مخرج فيلم ليلة البيبي دول أخر ما كتب والده السينارست الراحل عبد الحي أديب، للتصوير بين عدة دول عربية وغربية، في مصر وسوريا، ونيويورك، وواشنطن، ويوغسلافيا، وكندا، ويستعين بعدد كبير من الفنيين، في مجالات التصوير والإنتاج والكاستينج من بريطانيا وأمريكا وجنوب أفريقيا، كذلك الموسيقى التصويرية تأليف الفنان ياسر عبد الرحمن سجلت في لندن كما حدث مع فيلم حليم حيث أعلنت جود نيوز المنتجة للفيلم عن رصدها ميزانية قدرها 40 مليون جنيه لتصوير الفيلم بشكل يجعله الفيلم الأكثر تكلفة في تاريخ السينما المصرية، والفيلم عرض مؤخراً في مهرجان كان السينمائي . ويرصد الفيلم قضيتي الإرهاب واحتلال العراق، من خلال مرشد سياحي يعود إلى مصر بعد غياب عام كامل، ومعه فوج أجنبي، ويحضر لزوجته الشابة بيبي دول هدية من زوجها المشتاق، لكن الفوج يتعرض لعملية إرهابية بطولة محمود عبد العزيز ونور الشريف وجمال سليمان ونيكول سابا وسلاف فواخرجي وليلي علوي وعدد كبير من النجوم. وكان المنتج أحمد السبكي قد سافر مع المخرج عمروعرفة وطاقم فيلم بوشكاش للنجم محمد سعد، للتصوير في كوبا قبل اعتذاره عن الفيلم وتحديداً في منطقة جبل موجوت فيناليس وشواطئ كوبا والعاصمة القديمة هافانا، وتعرض الفيلم لتأخير التصوير أكثر من مرة بسبب عدد من الأزمات واجهتها هناك حيث اضطر المخرج لإعادة إجراء معاينات مواقع التصوير، وذلك لأن المعاينات الأولي كانت عن طريق الإنترنت من خلال صور أرسلتها شركة الإنتاج الكوبية التي اتفق معها المخرج عمرو عرفة علي تولي تنفيذ الإنتاج هناك، ولكن بعد وصول عرفة إلي كوبا فوجئ باختلافات شديدة بين الصور والحقيقة، فاضطر إلي إعادة المعاينة، مما عطل التصوير أكثر من مرة . وبعد عدة أزمات اعتذر عمرو عرفة عن الفيلم ليحل محله المخرج احمد يسري واعتذرت اللبنانية نور عن البطولة النسائية وتم دخول زينة البلاتوهات بدلاً منها ، وتم الإستغناء عن المشاهد التي تم تصويرها في كوبا والتي صورها عمرو عرفة وقد تم استبدال كوبا في الفيلم بمدينة اسوان . بوشكاش من تأليف احمد فهمي وتدور احداثه حول حارس مرمي سابق يقوم بعمل وكيل لاعبين ويتفق مع ناد كبير على ان يقدم له مواهب رياضية فذة ولكنه يفاجأ بأكثر من مشكلة. وفي السنوات الأخيرة كان هناك اتجاهاً عاماً للتصوير خارج مصر وفيلم بأكمله مثل الرهينة تم تصويره في أوكرانيا وفيلم فول الصين العظيم والذي تم تصوير مشاهده في الصين وغيرها ، وقام السقا بتصوير فيلمه تيمور وشفيقة في جنوب افريقيا . السيناريست تامر حبيب يري ان طبيعة الأحداث الواردة في العمل هي التي تحدد ماسيكون هناك تصويراً خارجياً من الأساس أم لا وليس من المعقول أن يصور المخرج أحداث في القاهرة من المفترض انها تقع في باريس مثلا موضحاً أن الكتاب في الغالب لا يسعون لإقحام مشاهد من هذا النوع في الأحداث ولكن إذا تطلبت الفكرة السفر للخارج فلا مانع . تصوير الأفلام المصرية في الخارج أمر تتطلبه الضرورة الدرامية هكذا يبدأ المنتج هاني جرجس فوزي كلامه موضحا أنك قد تصور فيلما بالكامل في مصر وتوفر في النفقات ويخسر، فجودة العمل هي المعيار،و تطلبت أحداث الفيلم السفر للخارج فلا مانع . ويضيف جرجس: في الماضي لجأ صناع السينما المصرية للتصوير في أوروبا في السبعينات والثمانينات لأن الجمهور كان يحب مشاهدة هذه البلاد وكان هذا عنصر جذب ولكن المسألة اختلفت الآن والجمهور لا يُقبل سوى على العمل الجيد، وما يشجع المخرجون اليوم علي التصوير في الخارج هو السعي لتقديم صورة جديدة للمشاهد ليس أكثر. المخرج خالد الحجر يؤكد أن هناك أفلاماً تقدم مناظر للمرة الأولي تبهر المشاهد حيث يشاهد مناظر ربما للمرة الأولي وهناك أماكن في بلدان العالم يتم تقديمها للمشاهد بشكل أو بآخر وهو مالمسته في فيلم الرهينة حيث جعلت المشاهد تبدو وأنها حقيقية برغم تصويرها في أوكرانيا . ويوضح الحجر أن التصوير خارج مصر لايعني أن التصوير الداخلي في شوارع القاهرة أقل جاذبية ولكن قد يفرض السيناريو اهمية التصوير خارج مصر . يرفض المنتج محمد العدل فكرة ان التصوير خارج مصر بديلاً عن التصوير في مصر ويري ان الفيلم الجيد مهما كانت اماكن تصويره سيقبل الجمهور عليه فتصوير بعض الافلام خارج مصر فتح شهية كثيرين لانتاج افلام يتم تصويرها في الخارج بعد اقبال الجمهور عليها . ويضيف : في فترة من الفترات تم تصوير بعض الافلام المصرية خارج مصر وخاصة في لبنان وكانت تقدم بشكل ساذج جداً، ولم تفلح فالعبرة بجودة العمل لابالتصوير خارج مصر . اما المخرج احمد جلال يؤكد هو الآخر علي أن نجاح الفيلم وفكرته لا تتوقف فقط علي اماكن التصوير سواء داخل او خارج مصر ، ولكن المسألة هنا تتوقف علي عامل التنوع فينبغي ان يكون امام الجمهور مشاهد متنوعة ،وأرفض تقليد الافلام الامريكية التي تعمل علي ابراز مناظر طبيعية وخلابه تسحر المشاهد فاالمضمون أهم وليس الشكل فقط.