حصدت «ثقافة القتل بالسكاكين» في لندن اكثر من 30 مراهقاً منذ مطلع السنة الجارية ما دفع مجلس العموم البريطاني الى الطلب من وزيرة الداخلية جاكي سميث الى الحضور الى البرلمان وتقديم تقرير عما تراه مناسباً لوقف هذه الموجة من العنف التي تجتاح العاصمة. واتى مقتل فتاة صغيرة (15 عاماً) في مصعد المبنى الذي تسكنه ولدى عودتها من المدرسة بعد يوم واحد من جريمة مروعة في حديقة عامة ادت الى مقتل سيدة في الثالثة والخمسين، كان ابنها قتل قبل 6 سنوات وبدأت حملة لاقناع الوزراء والنواب بشن هجمة على قتلة الابرياء. والفتاة هي اول انثى تُقتل بهذه الطريقة الوحشية (10 طعنات بسكين حاد) بين ال16 ضحية مراهقة في العاصمة و31 في مختلف انحاء بريطانيا منذ بداية السنة الجارية، علماً ان السنتين 2006 و2007 شهدتا مقتل 258 شخصاً بالآلات الحادة لم يزد عدد المراهقين بينهم على العشرة. وسيطلب النواب من اعضاء لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم حضور جلسة استماع الى عمدة لندن الجديد بوريس جونسون ليعرض عليهم خطة لجعل العاصمة آمنة اعتباراً من الآن وحتى العام 2012 حين تستضيف لندن الاولمبياد. وكان جونسون وعد في برنامجه الانتخابي بالحد من جرائم السكاكين لكنه سيطلب الآن اعطاء رجال الشرطة سلطات اضافية لتوقيف اي مشبوه ومنع الشبان الخطرين من دخول ساحات عامة او الاقتراب من المدارس. ومع ان الشرطة اعلنت توقيف شخص في الثلاثين بتهمة الاشتباه بانه اعتدى على الفتاة قبل قتلها الا ان جرائم عدة في بريطانيا ولندن لا تزال لغزاً من دون حل وعادة لا ينال «الجناة» قصاصاً كافياً يردع غيرهم. وحتى الآن يرفض المشرعون البريطانيون اعطاء رجال الشرطة الحق الحصري بالتعامل بقسوة مع المشبوهين وحتى اطلاق النار على من يعتقدون انه يمثل خطراً على الامن بعدما ارتكب عناصر من الشرطة جريمة قتل مواطن برازيلي يدعى جان تشارلز منزيس في احد قطارات الانفاق بعد الاعتقاد انه ارهابي، ولم تلجأ الشرطة الى انذاره قبل اطلاق النار عليه وتبين انه قتل بدم بارد. ولجأت سفارات عربية واوروبية في لندن الى تحذير رعاياها من دخول بعض مناطق العاصمة وحتى من زوايا في الاحياء الرئيسية تحسباً من التعرض للخطر والعصابات التي تلجأ الى السلب وحتى القتل احياناً. وكانت اخطار جديدة ظهرت في لندن مصدرها الكلاب الضارية التي يستخدمها افراد العصابات في الحدائق العامة لسلب الضحايا ما اضطر الشرطة الى تسيير دوريات راجلة باللباس المدني لحماية المواطنين من السلب.