انخفضت أسعار النفط دون مستوى 124 دولارا للبرميل الاربعاء لتسجل أدنى مستوى منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع بعد صعود العملة الامريكية وزيادة أسعار الوقود في الهند في خطوة يتوقع ان تقلل الطلب عليه. وجاء هبوط الأربعاء بعد تراجع الاسعار أكثر من 3 دولارات الثلاثاء عقب ارتفاع الدولار الامريكي مقتربا من أعلى مستوى في ثلاثة شهور في رد فعل لتحذير صريح من بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) من التهديد التضخمي لعملة أمريكية ضعيفة. وهبط الخام الامريكي الخفيف في عقود يوليو/ تموز الى 123.15 دولار للبرميل ليسجل أدنى مستوى منذ منتصف مايو ايار، قبل ان يستقر عند الى 123.46 دولار للبرميل. وعلي صعيد خام القياس الاوروبي انخفض مزيج برنت 1.26 دولار الى 123.32 دولار للبرميل. وطال التراجع سلة خامات اوبك القياسية التى انخفضت الثلاثاء إلى 121.69 دولار للبرميل من 122.10 دولار الاثنين. وأدى ارتفاع أسعار النفط الى تراجع الطلب وزاد من الصعوبات التي تواجهها الحكومات في دعم أسعار الوقود. وقررت الهند زيادة أسعار البنزين ووقود الديزل بنسبة 10 % الأربعاء في أكبر زيادة من نوعها منذ سنوات. وخفضت دول اسيوية أخرى حجم الدعم بينما تفكر مجموعة أخرى في اتخاذ خطوة من هذا النوع الامر الذي ينطوي على تغيرات في الطلب. وقال أديسون ارمسترونج من شركة تراديشن انرجي انه اذا انخفض الطلب في اندونيسيا، وتايوان، وتايلاند، وماليزيا والهند بنسبة 5 % فان ذلك سيقلل حجم الاستهلاك اليومي بما يتجاوز 310 الاف برميل. وتصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بياناتها الأسبوعية الأربعاء وينتظر أن تظهر ارتفاع مخزونات كل من النفط الخام والمنتجات المكررة وهو أمر يدفع أسعار النفط للهبوط. وانتعش الدولار بوجه عام بعد تصريحات برنانكي الذي كان يتحدث في مؤتمر لمحافظي البنوك المركزية في برشلونة وحذر من التأثير التضخمي لضعف العملة قائلا إنه من غير المحتمل أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة أكثر في عام 2008. وارتفع مؤشر الدولار أمام ست عملات رئيسية بنسبة تصل الى 1.3 % عن المستويات المتدنية بعد أن قال برنانكي ان ضعف الدولار الامريكي يزيد من الضغوط السعرية وان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) مع وزارة الخزانة الامريكية يراقبان عن كثب أسواق العملات الامر الذي ينبيء بالقلق الكبير في واشنطن بشأن الدولار واحتمال التدخل في الاسواق لدعمه. وهبط الدولار خلال عام 2008 الى مستويات قياسية بفعل قرارات خفض الفائدة التي اتخذها المجلس لمحاولة الحد من أضرار أزمة ائتمان عالمية مما أدى الى دائرة مفرغة باذكاء ارتفاع أسعار النفط والسلع الاولية مما رفع الضغوط التضخمية. ونادرا ما يعقب مجلس الاحتياطي الاتحادي على الدولار ويترك السياسة الخاصة بالعملات للخزانة الامريكية الامر الذي زاد من أهمية تصريحات برنانكي، لكن بعض المحللين قالوا ان من الممكن اختبار هذا التحذير. وقال كريس تيرنر رئيس أبحاث الصرف الاجنبي لدى اي.ان.جي "الدولار شهد ارتفاعا كبيرا لكن عليك أن تطرح السؤال. اذا كانت الولاياتالمتحدة تريد دولارا أقوى فكيف ستحقق ذلك.. هل هم على استعداد للتدخل.. الا اذا كانوا مستعدين لدعم القول بالفعل برفع الفائدة." وأضاف "نحن نعتقد أن بيانات الانشطة (الاقتصادية) لن تتيح لهم ذلك خلال الصيف." وقال تيرنر أيضا ان أي تدخل بشراء الدولار يجب أن يكون منسقا على مستوى البنوك المركزية "فهل البنك المركزي الاوروبي مستعد لخفض الفائدة.. يبدو أن هذا سابق لاوانه أيضا." وارتفع مؤشر الدولار 0.1 % الى 73.404 ، بينما استقر اليورو الاوروبي على 1.5440 دولار بعد هبوطه 1.4 % عن الذروة التي بلغها الثلاثاء. ولم تتأثر العملة الاوروبية الموحدة ببيانات أظهرت أن نمو قطاع الخدمات تباطأ لدرجة تقربه من حد الانكماش. (رويترز)