صرخة أطلقها إبراهام بورج الرئيس السابق للكنيست في صحيفة يديعوت أحرونوت في 2003 كشفت الخطر الذي يحيق بالدولة الاسرائيلية.. يقول بورج إن إسرائيل تقوم الآن علي الفساد والقمع والظلم وهي بذلك لا يمكن أن تدوم.. ويعتقد أن نهاية المشروع الصهيوني أصبح وشيكا جدا وهناك احتمال بأن يكون جيلنا كما يقول هو آخر أجيال الصهاينة. وهناك إجماع علي أن النظام السياسي الاسرائيلي يعاني من أزمة قديمة جديدة فالفساد السياسي والاداري والمالي الذي أصبح ظاهرة في العقود الثلاثة الاخيرة شكل سمة من سمات الدولة العبرية وقد استفحلت هذه الظاهرة وبلغت ذروتها حين طال الكثير من الرموز وقادة الاحزاب الذين تم التحقيق معهم في قضايا فساد كثيرة تتعلق بالرشوة والاعتداءات الجنسية والاختلاس والتهرب الضريبي وخيانة الامانة والكذب أمام المحكمة والتآمر مع المافيا وحتي تهريب المخدرات والقيام باستغلال المنصب وتعيين الاقارب والمعارف ولا تقتصر هذه التهم علي أشخاص بعينهم فمرتكبوها هم بدءا من رؤساء الدولة ومرورا برؤساء الحكومة وليس انتهاء باعضاء كنيست سابقين وحاليين وقدسجلت ثقة الاسرائيليين بقيادتهم وبالمؤسسات المختلفة تدهورا في العامين الماضيين. فالسواد الاعظم من الاسرائيليين '79 % 'قلقون من الاوضاع العامة في اسرائيل و60 % من الاسرائيليين يعتقدون ان دولتهم اصبحت من اكثر دول العالم فسادا. وفي تقرير أصدره مركز البحث والمعلومات التابع للكنيست الاسرائيلي تبين أن أكثر ما يقلق المواطن الاسرائيلي هو مسألة الفساد في نظام الحكم والتي تصل الي نفس درجة القلق من الارهاب والجريمة المنظمة.. وقد أثبتت استطلاعات للرأي أن كثيرا من الاسرائيليين يعتقدون أن اسرائيل اصبحت من أكثر دول العالم فسادا وأن الفساد أصبح متأصلا في المؤسسات الكبري مثل الجيش ورئاسة الدولة والسلطات المحلية الامر الذي انعكس بشكل واضح علي انتشار الجريمة المنظمة في المجتمع كله حيث آخذ الفساد يحطم ارقاما قياسية.. وقال الكاتب أرييه شابيط إن اسرائيل في عهد أولمرت هي دولة بدون ضمير أو شفرة سلوكية.. وهناك قائمة طويلة من المسئولين الفاسدين ويمكن القول 'المجرمين' من وزراء ورؤساء دولة وتذكر هنا بعضا منهم علي سبيل المثال لا الحصر.. - رئيس الدولة الراحل عيزر وايزمان ثبت تلقيه رشاوي والحصول علي أموال بشكل غير قانوني واضطر لتقديم استقالته - رئيس الدولة السابق موشيه كاتساف اتهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي. رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو وزوجته تم التحقيق معهما بتهمة الفساد المالي وتلقي هدايا. - رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون خضع لتحقيق مكثف بسبب تلقيه أموالا غير مشروعة. عومري شارون نجل رئيس الوزراء السابق وعضو الكنيست عن حزب الليكود تورط في قضية فساد مالي وحكم عليه بالسجن وهو يقضي فترة سجنه حاليا .. - جلعاد شارون النجل الاصغر لشارون أتهم بإتلاف أدلة تفيد حصوله علي أموال غير مشروعة وقد استخدم حقه بعدم الكلام أثناء التحقيق معه. - عضوة الكنيست نعومي بلومنتال عن حزب الليكود تورطت في الحصول علي رشوة أثناء انتخابات قيادة الحزب وحكم عليها بالسجن وقد حصلت علي عفو من الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس. - ايهود باراك رئيس الوزراء الأسبق ووزير الدفاع حاليا خضع للتحقيق لحصوله علي أموال بصورة مخالفة لقانون الانتخابات. - شمعون بيريس رئيس الدولة الحالي وكان يرأس مؤسسة بيريس للسلام ويقوم بجمع الاموال لاهداف سياسية وتم التحقيق معه. - تساحي هانجبي عضو الكنيست والوزير السابق وهو ابن عضو الكنيست المتشددة السابقة حبولا كوهين قدمت ضده لائحة اتهام بتهمة الكذب والتزوير والتدليس وتعيين اصدقائه في مناصب حكومية عندما كان يتولي منصب وزير البيئة. - حاييم رامون وزير العدل السابق وحاليا نائب رئيس الوزراء اتهم بالتحرش الجنسي واضطر لتقديم استقالته من وزارة العدل. - أرييه درعي الزعيم السابق لحزب شاس اتهم بالاستيلاء علي أموال حكومية وحكم عليه بالسجن. أسحاق مردخاي وزير الدفاع الأسبق اتهم باغتصاب سكرتيرته وانتهت حياته السياسية في ضوء هذه القضية. - ايهود اولمرت رئيس الوزراء الحالي في اسرائيل نجا من تهم كثيرة سابقة والآن هناك اشتباه في تورطه في قضايا تتعلق بالفساد المالي والحصول علي مبالغ نقدية لتمويل حملاته الانتخابية وفي انتظار إنهاء التحقيق معه وما إذا كانت ستقدم ضده لائحة اتهام رسمية أم لا ويتوقف مستقبله السياسي علي ذلك.. ويعتبر السياسي الطاهر في اسرائيل استثناء.. وازاء هذا الحال فإن اسرائيل الآن تبدو بدون قيادة طاهرة اليد وكما يري بعض المراقبين أن زمن بن جوربون وليفي اشكول ومناحم بيجن وغيرهم من الآباء الأوائل المؤسسين للدولة العبرية قد ولي وولي عهد المتقشفين والمخلصين للفكرة الصهيونية.