تحت هذا العنوان تطرقت الصحيفة الي الكتاب الذي صدر اخيرا حول الدور الصيني في افريقيا. صدر هذا الكتاب عن دار نشر "جراسيه" ويحمل عنوان "الصين افريقيا، بكين تغزو القارة السوداء". ويطرح مؤلفا الكتاب تساؤلا هاما: هل تستكمل الصين ما بدأه الغرب من نهب للموارد الافريقية ؟ وفي هذا المؤلف يؤكد الكاتبان ان الصين قد حلت بالفعل محل فرنسا في المجالات الاقتصادية الافريقية، فقد استولي الصينيون بالفعل علي اجزاء كبيرة من السوق الافريقية التي كانت تسيطر عليها فرنسا الي درجة ان العديد من الشركات الفرنسية اصبحت تحجم عن المشاركة في اي عطاءات او مناقصات في القارة السوداء لانها تعلم مسبقا انها لن تنجح في منافسة الصينيين.اما علي الصعيد السياسي فالامر مختلف فمازالت فرنسا هي المسيطرة بدعمها للحكام الطغاة في القارة السوداء. ان الصينيين ادركوا ان القارة السوداء بحاجة الي البنية التحتية وكان هذا هو المجال الذي ركزوا عليه. فلعدة سنوات كان الكل يتسائل حول اسباب تخلف افريقيا وعدم اندماجها في العولمة وكان السبب الرئيسي هو عدم امتلاكها للبنية التحتية من سدود وطرق وكهرباء. ان حجم التجارة بين الصين والقارة السوداء تضاعف ليصل من 10 مليار دولار عام 2000 الي 100 مليار دولار عام 2010. والسبب الاساسي في هذا هو البترول فافريقيا اكبر مورد للبترول الي الصين حيث تستورد بكين نحو 30% ممن احتياجاتها من دول افريقية وعلي رأسها نجولا التي اصبحت تحتل مكانه اعلي من السعودية وايران. ويري الكاتبان ان الصينيين لا يسعون للاندماج في المجتمعات الافريقية فالتبادل قاصر علي الطبقة الحاكمة وما ان ينتهي عملهم ينصرفون من الدولة بدون ترك اي اثر من ورائهم. ان اكبر خطر يمكن ان تواجهه افريقيا هو السقوط في طريق الاحتلال من جديد حيث تكتفي الصين باستيراد المواد الاولية وتصدير المواد الاساسية. ومضي الكاتبان يستطردان انه اثناء الثمانينات تعامل الغرب من الباطن مع الصين في تسويق جزء من منتجاتها في مقابل شراكة مناصفة بين الجانبيين مما مكن الصينيين من جني اموال طائلة وتحسين منتجاتها. ومن اجل هذا لجأت بكين الي القارة السوداء للحصول علي المواد الاولية مما ادي الي ارتفاع اسعار هذه الاخيرة مما ساعد علي انتعاش الاقتصاد الافريقي عن بعد بدون الحاجة الي الدخول الي القارة. بعد هذا بدأت الصين في اقتحام افريقية وتصاعد نفوذها هناك. واختتمت الصحيفة بقولها انه علي الرغم من هذا فان هناك شعور عداوة متزايد داخل القارة تجاه الوجود الصيني ففي زامبيا علي سبيل المثال تصاعد الغضب ضد الصينيين عقب وقوع حادث في احد مناجم النحاس وكذلك فى السنغال حيث يقف التجار وقفة غضب فى مواجهة الصينيين الذين يحطمون الاسعار مما يوشك ان يصيب النفوذ الصيني في افريقيا بردة كبيرة.