دخل الحديد قائمة السلع النادرة غالية الثمن, وضمه اللصوص إلي مسروقاتهم, ويبدو أن اللصوص أيضا يطورون قائمة المسروقات مع الحالة الاقتصادية, فبعدما كانت ظاهرة سرقات الغسيل والدجاج في الخمسينيات; أصبح الحديد الآن يحتل قمة القائمة, وبدأ اللصوص يسطون علي كل ما هو معدني ليشمل العلامات الإرشادية علي الطرق, وقضبان السكك الحديدية, وكابلات الإشارة الهوائية, والمعدات داخل غرف وصناديق التوزيع بالقاهرة الكبري, وأغطية بالوعات الصرف الصحي, وهو ما يسبب كوارث إنسانية وبيئية, بدءا من الموت في بالوعة, وانتهاء بانتشار الظلام. والغريب أن مافيا سرقة الحديد لا تجد صعوبة في تصريف مسروقاتها, فهناك تجار الخردة جاهزون للشراء بأبخس الأسعار, وقد وصلت أعداد العلامات الإرشادية المسروقة من علي الطرق, خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط,633 علامة, بينما لا يمر أسبوع دون عدة بلاغات عن حالات سرقة المهمات, والمعدات داخل غرف وصناديق توزيع الطاقة, مما يؤدي إلي انقطاع التيار الكهربائي, والمأساة نفسها تشهدها السكة الحديد, مما يشكل خطورة داهمة علي حركة سير القطارات, وهو ما دفع المسئولين إلي الاتجاه لاستبدال الكابلات التي تحتوي علي النحاس بأخري لا تغري اللصوص بسرقها, ولهذا تجري حاليا دراسة لاستخدام بدائل غير معدنية, وفقا لما يقترحه المهندس طارق العطار رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري, كما تجري محافظة القاهرة تجربة لتغيير الغطاء الحديدي لشبكات الصرف بأخري أسمنتية.