انتعشت السياحة في لبنان مع عودة الهدوء للشارع وهو ما اتضح من تدفق الحجوزات مما يبشر بموسم سياحي واعد يعوض بعضا من خسائر أعوام الاضطراب. وتقول ندى شويري مديرة العلاقات العامة بإحدي أشهر فنادق بيروت، إنه لم يكن حبر اتفاق الدوحة قد جف بعد عندما بدأت الحجوزات تنهال علي الفندق دون انقطاع من لخليج والدول الأوروبية، واضافت ان غرف وقاعات الفندق مشغولة بالاقامات القصيرة والطويلة واعراس اللبنانيين المقيمين بالخارج حتي نهاية الصيف. من ناحيته يتوقع وزير السياحة جو سركيس، عوائد سياحية لموسم صيف 2008 تضاهي ارقام افضل السنوات، لافتا الي ان عدم الاستقرار السياسي والامني كان له اثر سلبي علي البلد السياحي فلم يتعد عدد السياح 280 الف سائح حتى نهاية ابريل/نيسان عام 2008. وأضاف انه يتوقع ان يتراوح عدد السياح بين مليون و300 الف ومليون و 600 الف سائح وهو العدد الذي كان مقدرا لعام 2006 التي كان متوقع ان تشهد فيه السياحة افضل حالاتها. واستدرك الوزير السياحة، قائلا انه بالرغم من انه كان من المتوقع ان تصل عائدات السياحة والاستثمارات لعام 2006 الي 4.4 مليار دولار، الا انها لم تحقق فعليا سوى 1.5 مليار دولار. ويتوقع وزير السياحة ان يرتفع عدد السياح بنسبة 30% عما كان عليه في 2007، ويتضح ذلك من اتجاه الفنادق لإعادة توظيف العمالة وتنظيم شركات الطيران لرحلات اضافية. ويوضح سركيس ان 40% من السياح المتوقعين عرب و25% من الاوروبيين والباقين من جنسيات مختلفة، واضاف أن الاردنيين يحتلون المرتبة الاولي بين السياح العرب، يليهم رعايا السعودية فالكويت فالامارات فالعراق. ومن الدلائل علي استئناف السياحة زخمها عودة المهرجانات الفنية الدولية صيف عام 2008 بعد توقف عامين وهي من السمات المميزة للبنان، فقد اعلنت مهرجانات بيت الدين الدولية عن برنامجها الذي يمتد من 11 يوليو / تموزالى 12 اغسطس/ آب، فضلا عن مهرجانات بعلبك وصور وجبيل. يذكر ان الحرب التي شنتها اسرائيل علي حزب الله بذريعة اختطاف 2 من جنودها في صيف عام 2006 دفعت بالسياح الي مغادرة لبنان، كما زاد من سوء الموقف سلسلة الاغتيالات السياسية التي طالت شخصيات مناهضة لسوريا والتفجيرات والمعارك التي احتدمت صيف عام 2007 في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. واستمرت الازمة السياسية 18 شهرا بين الاكثرية والمعارضة وادت الي فراغ سدة الرئاسة لمدة 6 اشهر وتوجت مطلع مايو/ ايار 2008 باعمال عسكرية في بيروت ادت الي سيطرة المعارضة عسكريا واسفرت عن مقتل 65 شخصا. لكن اتفاق الدوحة الذي ابرم في 21 مايو/ايار ادى الى عودة الهدوء للبلاد وانتخاب الرئيس ميشال سليمان ورفع اعتصام المعارضة بعد ان ابقت خيمها لمدة عام ونصف عام ما ادى الي شل المؤسسات التجارية في وسط بيروت. (أ ف ب)