يبدو أن الكوابيس والأحلام المزعجة لا تطارد الفنانين علي الشاشة فقط، لكنها تطاردهم في الحقيقة أيضا، ويعد إسدال الستار على البلاغ الذي تقدم به "محمد" شقيق "أيمن السويدي" إلي نيابة قصر النيل ،وطلب فيه الإذن له بفتح الشقة مسرح الجريمة بعد إغلاقها بالشمع الأحمر، بعد أن أخبره رجال الحراسة بسراي السلطان بأن هناك أصواتا غريبة تنبعث من الشقة .. كما أنهم لاحظوا شباك غرفة النوم ينفتح فجأة، بالإضافة لمشاهدتهم أحجارا صغيرة تتطاير من الشقة كل ليلة! وكانت هذه الشقة قد شهدت أواخر عام 2003جريمة بشعة انطلقت خلالها (69) رصاصة من مدفع رشاش أمسك به "أيمن" السويدي، وقتل به زوجته التونسية ذكرى، ومدير أعماله "عمر الخولي" وزوجته "خديجة" ثم صوبه داخل فمه وانتحر . وبعد أن اطمأن شقيق السويدي لعدم وجود أشباح داخل الشقة كما ادعي حارس العمارة وبعض الجيران، وخف الحديث عن الحجارة التي تتطاير من الشقة والأصوات الغريبة التي يسمعونها بداخلها عاد الحديث مرة أخري عن عفريت "ذكري" الذي يفزع سكان العمارة، وغنائها الذي لا ينقطع ليلاً من داخل الشقة التي لقيت مصرعها فيها . وكيل النائب العام سمح بفتح مسرح الجريمة وتوجهت قوة من رجال مباحث قصر النيل إلي الشقة .. وهناك تلقوا أكثر من طلب من حراس العقار وعدد من الجيران بضرورة تشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم لأن الشقة أصبحت مسكونة! ضابط مباحث بقسم شرطة قصر النيل قال: دخلت شقة "ذكرى" و"أيمن السويدي" أكثر من مرة عقب وقوع الجريمة.. وتجولت في كل أرجاء المكان وقتها بلا خوف رغم مشاهدتي للجثث الأربع -ضحايا الحادث- فطبيعة عملي وكثرة مشاهداتي لجرائم مماثلة أزالت عني رهبة النظر جثث القتلي.. ولكن هذه المرة عندما وصلنا وزملائي بقرار وكيل النائب العام بفتح الشقة مسرح الجريمة بعد البلاغ الذي تقدم به شقيق "أيمن السويدي" انتابني إحساس غريب وشعرت بقليل من الخوف لم أكن أعلم سببه. ويضيف ضابط المباحث قائلا: في الحادية عشرة ظهرا توقفت سيارة "البوكس" أمام سراي السلطان بشارع حسن مظهر بالزمالك . نزلت مع زملائي الضباط والقوة المرافقة لنا ودخلنا إلي العقار حيث كان في انتظارنا "محمد" شقيق "أيمن السويدي" وكان يقف مع الحراسة الخاصة المكلفة بحراسة سراي السلطان وراح يسمع منهم حكايات غريبة تحدث داخل شقة شقيقه كل ليلة. إحدي الحكايات التي سمعتها منهم كانت تقول إن مصعد العقار كلما أعلنت الساعة عن تمام الخامسة فجرا وهو نفس موعد ارتكاب الجريمة يتوقف عند الطابق الثاني .. نفس الطابق الذي توجد فيه شقة "ذكرى" و"أيمن السويدي".. وهو طابق ليس به أي شقة أخري .. فمن الذي يستدعي المصعد من أي طابق إلي الطابق الثاني؟! يصمت ضابط المباحث للحظات ثم يكمل قائلا: حكاية أخري أشد غرابة سمعتها من حارس العقار أثناء وقوفنا في مدخل سراي السلطان في تلك اللحظات وكانت تؤكد سماع أصوات شجار تصدر من داخل الشقة عند منتصف كل ليلة وبعدها تنطلق صرخات أشبه بصرخات "القطط" في العراك لمدة خمس دقائق فقط.. هذه الأصوات يسمعها حراس العقار الذين يتولون وردية الليل من الثامنة مساء وحتي الثامنة صباحا. ومن شقة السويدي وذكري إلي فيلا أبو عوف حيث يقيم شبح رجل الأعمال اليهودي "شيكوريل" صاحب المحلات الشهيرة باسمه والذي قتل داخل الفيلا منذ أكثر من خمسين عاماً.. ويضحك رئيس مهرجان القاهرة السينمائي عزت أبو عوف وهو يحكي قصة تعايشه هو وأخواته البنات مع شبح شيكوريل منذ كانوا صغاراً، وكيف كانوا يخرجون من غرفهم ليلاً إلا للشديد القوي.. ويقول عزت:هذا الشبح كان يظهر لنا مع دخول الليل واضحاً كهالة نور على شكل إنسان عجوز يمسك في يده مصباحا حتي يتلمس طريقه بوضوح داخل طرقات وممرات الفيلا، وحين حاول أبي استرداد أمواله من الرجل الذي اشتراها منه بعد أن قضينا ليالي مرعبة، وحاولنا الضغط عليه لكي يبحث لنا عن بيت آخر نعيش فيه بعيداً عن الأشباح ..أكد الرجل لوالدي أن العفريت هاديء وفي حاله ولا يمكن أن يؤذي أحداً، ويختفي بمجرد إضاءة الأنوار ..ولأن عقد الفيلا كان يتضمن شرطاً جزائياً تضيع معه فلوس الوالد إذا حاول استردادها ..فقد ابتلع غضبه، وتعود وتعودنا التعايش مع الشبح الطيب.