يقدم فيلم "صمت لورنا" للأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك جاردين، الذي عرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي اليوم الاثنين، صورة صعبة ومزعزعة لمحاولات المهاجرين بناء حياة جديدة في أوربا الحديثة. ويركز فيلم الأخوين داردين الأخير على شابة ألبانية، قامت بدورها الممثلة المولودة في برشتينا ارتا دوبروشي . و تدخل الشابة في صفقة زواج من مدمن هيروين حتى تحصل على الجنسية البلجيكية ثم تتزوج من زعيم عصابة مافيا روسية يرغب في الحصول على جنسية إحدى دول أوربا الغربية سريعا. وقالت دوبروشي في مؤتمر صحفي عقد بمناسبة عرض الفيلم لأول مرة في كان "أعرف هذه القصص من البلقان", مضيفا أنها قصص عن "أشخاص يحاولون البقاء على قيد الحياة". وفي الفيلم تكافح لورنا من أجل قمع مشاعرها وإحساسها المتنامي بالوحدة بينما تخوض المعارك من أجل تحقيق أحلامها بإقامة حياة جديدة في بلجيكا مع صديقها سوكو الذي يعمل في وظائف خطيرة في أجزاء أخرى من أوربا الغربية. ولكن حقيقة العالم الإجرامي الذي أدخلت نفسها فيه سريعا ما تلاحقها وتضع آمالها في خطر حيث يقوم الرجل الذي يرتب الزواج بالتآمر مع الروسي لقتل زوجها المدمن وتتكشف علاقتها مع سوكو. وقال جان بيير داردين في المؤتمر الصحفي "أريد أن أقول إننا مهتمون بالبشر، بأشخاص من مكان آخر يأتون من أي مكان ". وأضاف "إننا نوضح كيف يصلون ويقيمون أنفسهم"، مضيفا أنهم يوضحون أيضا ما الذي يستعد المهاجرون لقبوله. يشار الى أنه في حال فوزه الأخوين داردين بالسعفة الذهبية هذا العام سيمثل إنجازا غير مسبوق بحصولهما عليها لثالث مرة. واعترف لوك داردين في المؤتمر أنه من الصعب إيجاد حل لمشكلة تهريب البشر والمهاجرين غير الشرعيين. غير أن الألباني أوكاي الذي يقوم بدور سوكا في فيلم صمت لورنا وهو أيضا من مواليد برشتينا يصف الانحطاط الشخصي الذي ينجم عندما يجد الشخص نفسه يعيش في بلد آخر "لا ينتمي إليه" على حد قوله. ويقول أوكاي "إن هذا أسوأ انحطاط .. إنه من الأسهل أن تموت " مضيفا أن هذا جعل قصة "صمت لورنا " مقربة إلى نفسه. ولكن حسبما تقول دوبروشي أيضا "يمكن أن تكون قصة من ألبانيا أو صربيا أو تركيا". (د ب ا)