أسفرت النتائج الرسمية النهائية لانتخابات مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي عن احتفاظ 27 نائبا من المجلس السابق بمقاعدهم ودخول 23 نائبا جديدا بنسبة تغيير بلغت 46 % فيما لم يحالف النجاح أيا من المرشحات ال 27 اللاتي خضن هذه الانتخابات. وتسببت أخطاء فنية في رصد نتائج الفرز في الدائرة الثانية في تعطيل إعلان النتائج النهائية للانتخابات لعدة ساعات لحين إعادة رصد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح. وكانت تقارير مسبقة قد أشارت إلى أن الإسلاميين السلفيين عززوا بشكل ملحوظ تواجدهم في مجلس الأمة الكويتي فيما فشلت المرأة للمرة الثانية في دخول الدورة البرلمانية , وذلك بحسب نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة التي نشرت الأحد. وأشارت التقارير إلى أن التجمع السلفي الإسلامي وحلفاءه فازوا بعشرة مقاعد في البرلمان المؤلف من خمسين عضوا مضاعفا تقريبا تمثيله في المجلس عن الدورة السابقة. وبشكل عام فاز الإسلاميون السنة ب 21 مقعدا أي أنهم سيطروا على أربعة مقاعد إضافية مقارنة بالمجلس السابق الذي حله أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في آذار/ مارس ودعا إلى انتخابات مبكرة في أعقاب أزمات متتالية بين الحكومة والنواب. أما الحركة الدستورية الإسلامية المنبثقة عن الإخوان المسلمين فقد انحسر حجم تمثيلها إلى النصف مع فوزها بثلاثة مقاعد. أما الشيعة الذين يشكلون ثلث المواطنين تقريبا, فقد ارتفع تمثيلهم في البرلمان من أربعة نواب إلى خمسة. وجميع النواب الشيعة الفائزين إسلاميون وبينهم النائبان اللذان شاركا في آذار/ مارس الماضي في تجمع تأبيني للقيادي في حزب الله عماد مغنية, الأمر الذي كان سبب موجة من التوترات الطائفية. وفاز الليبراليون وحلفاؤهم بسبعة مقاعد, أي أنهم خسروا مقعدا في البرلمان ، فيما خسر الوطنيون الممثلون بكتلة العمل الشعبي بقيادة البرلماني المخضرم أحمد السعدون مقعدا وباتوا ممثلين بأربعة مقاعد. ولم تنجح أي من المرشحات بدخول الدورة البرلمانية في ثاني عملية انتخابية تشارك فيها المرأة اقتراعا وترشيحا. إلا أن المرشحة أسيل العوضي حلت مباشرة خلف الرابح العاشر في الدائرة الثالثة (عشرة نواب عن كل دائرة). أما المرشحون القبليون الذين يضمون إسلاميين ومحافظين موالين للحكومة, ففازوا بنصف مقاعد البرلمان تقريبا. ويضم البرلمان الجديد 22 وجها جديدا معظمهم من المناطق القبلية. كان الناخبون عبروا عن عزمهم الاقتراع لصالح التغيير للأفضل ولوضع حد للخلافات المتتالية بين النواب والحكومة والتأخير الذي نتج جراء ذلك على مستوى التنمية. وقد أظهرت إحصاءات أولية لأعداد المصوتين في الانتخابات النيابية الكويتية ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات اقتراع الناخبين في الدوائر الخمس التي تغطي مختلف مناطق الكويت. وكان العدد الإجمالي للمقيدين في كشوف الناخبين في الدوائر الخمس قد بلغ نحو 361 ألف ناخب ، منهم أكثر من 200 ألف امرأة، فيما تنافس في الانتخابات التي جرت للمرة الأولى بنظام الدوائر الخمس 275 مرشحاً بينهم 27 امرأة. وتملك الكويت عشر الاحتياطي النفطي العالمي وهي تنتج يوميا 5,2 مليون برميل من الخام . ويتكون مجلس الأمة من 50 نائباً منتخباً ينضم إليهم لاحقاً أعضاء الحكومة بحكم مناصبهم ، على ألاَّ يتجاوز عددهم ثلث عدد النواب المنتخبين. يشار إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أصدر مرسوماً قبل شهرين بحل مجلس الأمة ، ودعا لإجراء انتخابات نيابية بعد تفاقم الخلافات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية التي استمرت على مدى العامين الأخيرين. (أ.ش.أ)