كشف فريق الفيلم الإسرائيلي "فالس مع بشير" للمخرج آري فولمان عن رغبة الفريق بعرض الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان في بلد عربي. وقال أحد أعضاء فريق الفيلم -خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد ظهر الخميس في قصر المهرجان- إن هناك اتصالا مع دبي لمحاولة عرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي لكنه عاد وقال إنه لم يتأكد شئ بعد وأن الأمر لا زال أمنية". وحرص المخرج آري فولمان على القول خلال المؤتمر الصحفي -وكما ورد في أحداث الفيلم- بأن من قام بمجازر صبرا وشاتيلا هم "ميليشيات لبنانية" ، مغفلا كون المجازر نفذت بغطاء من الاحتلال الإسرائيلي وفي ظله عام 1982. وشدد المخرج على أن إسرائيل لم تنفذ المجازر وأنه لا يعلم متى علم بها القادة الإسرائيليون في حين أنه كان كجندي ينفذ الأوامر بإطلاق القنابل المضيئة ليلا فوق المخيمين خلال المجازر كما يحكي في الفيلم. وجاء رد المخرج على سؤال يتعلق بما عرضه فيلم "مساكر" اللبناني - الألماني للقمان سليم ومونيكا بيرغمان في 2007 من شهادات مع عدد من منفذي المجازر الذين أوضحوا أنهم دربوا في إسرائيل على أيدي الإسرائيليين وكانوا حين دخلوا المخيم يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي. وورد في شهادات هؤلاء القتلة الذين لم يحاكموا ولا زالوا يعيشون بين سائر اللبنانيين أن مدربيهم الإسرائيليين عمدوا الى تدريبهم على أعمال قتالية شتى كما جعلوهم يشاهدون أفلام فيديو عن تصفية النازيين لليهود. واذا كان المخرج آري فولمان يقول في الفيلم وفي التصريحات إن ما حدث في صبرا وشاتيلا هو أقرب ما يكون الى ما فعلته النازية باليهود فهو يسارع الى القول إن صبرا وشاتيلا لم تصنع بأيدي اليهود. وتعتبر نقطة التوازي التي يقيمها المخرج بين مجازر لبنان ومخيمات الاعتقال النازية لليهود من أهم نقاط "فالس مع بشير" إضافة الى نقطة طبيعة عمل الذاكرة وهذا أول فيلم إسرائيلي يقيم هذا النوع من التوازي كما أن الفيلم الذي بدا وفيا للواقع في رسم المناظر العامة التي نقلت عن صور فوتوغرافية وباعتباره يستند على الذاكرة يطرح الكثير من المسائل حول الحقيقة التاريخية التي يجب أن يكتبها المؤرخون خاصة حين بدا أن كثيرا من الصحفيين المشاركين في مهرجان كان والذين حضروا المؤتمر الصحفي لا يعرفون بخبر المجازر وهم تعرفوا عليها من خلال ما ورد فى الفيلم. وردا على مسألة الحقائق التاريخية قال فولمان إن فيلمه ليس تاريخيا وإنما هو يحكي عن الذاكرة. وحول توقعاته لرد فعل الجمهور الإسرائيلي حين سيعرض الفيلم في إسرائيل كرر فولمان عبارة طالما كررها الساسة الإسرائيليون: "لديكم هنا في فرنسا وفي أوربا فكرة خاطئة عن إسرائيل... إسرائيل بلد ديمقراطي ويمكن فيه التعبير عن الرأي". تجدر الإشارة الى أنه في عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان اقتحمت ميليشيات لبنانية حليفة لإسرائيل مساء 16 ايلول/سبتمبر مخيمي صبرا وشاتيلا بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي أضاء ليل المخيم "انتقاما" لاغتيال رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل قائد القوات اللبنانية المسيحية اليمينية. واستمرت المجزرة ثلاثة أيام دون أن يتدخل الجيش الإسرائيلي المنتشر حول المخيم لوقفها ووسط تعتيم إعلامي تام ، وأسفرت عن مقتل ما بين 800 و2000 شخص. ( أ ف ب )