اشترت( لبنى) وخطيبها ( محمد ) كامل صيغتها الذهبية عدا عن ذبلة الخطوبة بقيمة 25 دينارا فقط تحضيرا لعرسها القادم في شهر حزيران. وكان لجوء العروسين الى شراء المصاغ المقلد وليس الحقيقي بما يعرف ب الذهب الروسي الرخيص الثمن- وفقا للخاطب محمد -بعد ارتفاع اسعار الذهب من جانب وارتفاع اسعار تاثيث منزل الزوجية من جانب اخر. اتفق العروسان على عدم اخبار أحد من اقاربهما بقصة المصاغ المزيف خوفا من وقوع المشاكل او اتهام العريس بالتقصير. كما قامت (هبة) التي تستعد لحضور حفل زفاف اختها الاسبوع المقبل بشراء عدد من قطع الذهب الروسي من محل الاكسسوار القريب من مكان عملها لتلبسها في تلك المناسبة بعدما كانت قد باعت مصاغها الذهبي كدفعة اولى لشقة العمر. في الاونة الاخيرة، درجت سيدات اضطراريا الى اقتناء المصاغ المقلد والمتعارف عليه محليا ب الذهب الروسي في ظل ارتفاع اسعار الذهب الحقيقي من جهة ولرخص ثمنه واقتراب شكله ولمعانه من المصاغ الحقيقي من جهة اخرى. لكن ورغم الاقبال المرتفع عليه، يطالب امين سر نقابة اصحاب محلات الصاغة ربحي علان الجهات الرسمية ممثلة بوزارة الصناعة و التجارة بمخاطبة اصحاب محلات الاكسسوار ومنع تسمية هذه الاكسسورات ب الذهب الروسي باعتباره ليس ذهبا حقيقيا. وحول انتشار تداوله بين الناس والاقبال على شرائه كمصاغ لقرب شكله ولمعانه من الذهب الحقيقي ، قال علان : هذا يعد غشا واحتيالا على الناس. التظاهر وعدم المصداقية عادات اجتماعية بالية تؤدي لوقوع المشاكل العائلية بين الناس يجب الابتعاد عنها ، بحسبه ، فالفتاة المتعاونة ماليا مع خطيبها تقبل بذبلة وخاتم او ساعة باقل الاسعار دون الحاجة الى اللجوء للاحتيال على الناس بالادعاء بان الذهب الروسي هو حقيقي .فالمصداقية مهمة من بداية الحياة الزوجية بين كلا الشركين . يشار الى ان سعر غرام الذهب عيار 21 يبلغ حاليا 17 دينارا و عيار 24 يبلغ 5,19 دينار. ورغم الارتفاع في أسعار الذهب الا ان حركة الاقبال على سوق الصاغة جيدة حيث لا ركود في حركة الشراء كما كان الوضع في الاشهر السابقة ،يؤكد علان. مبينا ان سعر غرام الذهب عيار 21 و الذي كان يبلغ 6 دنانير عام 1999 تضاعف ثلاثة مرات وصولا الى 18 دينارا مؤخرا ، الامر الذي جعل الناس يتوجهون لاختيارات اخرى منها خيار الذهب الروسي الذي هو معدن نيكل لا قيمة له يصنع في تايوان و الصين وحاليا يصنع بالمشاغل المحلية.وحذر علان من انتشار ظاهرة التعامل بالذهب الروسي، مؤكدا أثرها السلبي على سوق الصاغة، ومن امكانية تعرض المواطنين للنصب من خلال شرائهم ذهبا مقلدا على انه اصلي. غير ان ثلاثة من اصحاب محلات الاكسسوار اكدوا نجاح تجارة الذهب الروسي وحاجة الناس له في ظل الارتفاع المستمر في اسعار الذهب. وقال محمد غيث، تاجر مصاغ في حي نزال ، أن جمالية القطع المعروضة من الذهب الروسي ووجود كفالة تضمنها لستة أشهر أسهم في انتشاره، معتبرا اياه نوعا من الذهب الرخيص جميل المظهر. وقال اخر ان الذهب الروسي هو نحاس مطلي بالذهب أو بمكونات الذهب بكمية قليلة (كأن يتم طلاء كيلو نحاس بغرام واحد من الذهب)، ووفقا له فإن هذا النوع من الحلي اخذ تسميته على اعتبار انه ليس ذهبا حقيقيا ولا علاقة له بروسيا، فهو يصنع في الصين وتايوان ودول عربية مجاورة وقد يكون منتجا محليا . وبين الثالث أن الكثير من المواطنون وخاصة المقبلين على الزواج بعد ان فقدوا قدرتهم الشرائية في ظل الأسعار المرتفعة ، بدأوا بالتوجه الى محلات الحلي المقلدة (الاكسسوارات) ليغدو الذهب الروسي زينة النساء بديلا عن الذهب الذي بات بعيدا عن متناول الايدي. .