قال الكاتب جاك شاهين إن الأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية الأمريكية التي صورت بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 عززت صورة العرب على الشاشة بأنهم متعصبون وأشرار ، مرسخة أحكاما عامة ضارة. وفى كتابه (مذنبون .. حكم هوليوود على العرب Guilty -- Hollywood's Verdict on Arabs after 9/11 )، أكد أن العديد من الأفلام الأمريكية صورت العرب والمسلمين بصورة أكثر قتامة مثل فيلم (المملكة The Kingdom ) (2007) وفيلم (الريشات الأربعة The Four Feathers) (2002). وأدان شاهين خلق نموذج "لبعبع أمريكي من أصل عربي" في الدراما التلفزيونية الأمريكية مثل مسلسل (24). وأوضح شاهين أن تشويه هوليوود لصورة العرب سهل الطريق أمام سياسة الإدارة الأمريكية ، فبعد عشرات الأعوام من تصوير العرب والمسلمين بأنهم الأعداء "قد سهل ذلك كثيرا علينا أن ندخل العراق.. لقد كان هناك عدد قليل جدا من المحتجين". وأضاف أن "الصور ساهمت في تعزيز السياسة الأمريكية.. وحينما تصبح السياسة أكثر إنصافا ربما تعكس السينما ذلك". وتناول شاهين -وهو أمريكي من أصل لبناني وألف أيضا كتابا آخر عن تشويه هوليوود لصورة العرب - كيف تم تصوير العرب والمسلمين في أكثر من ألف فيلم من بينها أكثر من مئة فيلم تم تصويرها بعد هجمات 11 سبتمبر. واستعرض أفلاما من بينها أفلام من نوعية أفلام الحركة مثل (أكاذيب حقيقية True Lies) (1994) وفيلم الرسوم المتحركة (علاء الدين Aladdin) (1992) وحدد أفلاما ساهمت في استمرار الأحكام المسبقة التي تشوه صورة العرب والمسلمين. وأضاف شاهين وهو أستاذ إعلام متقاعد وعمل مستشارا في أفلام مثل (سيريانا Syriana) (2005) و(الملوك الثلاثة) (The Three King) (2005) "ما الذي يمكن تلك الصور من الاستمرار.. أحد أهم الأسباب هو الصمت". وأوضح "لا يوجد أحد في السلطة أو زعيم سياسي ولا شخصية في هوليوود اتخذ موقفا وقال إن تشويه صورة العرب والمسلمين تماما كتشويه صورة اليهود أو السود أو الآسيويين أو أي جماعة عرقية أخرى". ووصف شاهين فيلم (المملكة) الذي عرض في دور العرض في العام الماضي وهو فيلم من نوعية أفلام الحركة يتناول قصة عملاء لمكتب التحقيقات الاتحادي يتوجهون إلى المملكة العربية السعودية لتعقب إرهابيين بأنه أحد أسوأ الأفلام الحديثة التي تشوه صورة العرب حيث "لا يمكنك حتى الوثوق في أطفال العرب". كما استعرض شاهين ظاهرة جديدة وهي تحويل الأمريكيين من أصل عربي وأمريكيين مسلمين إلى "البعبع الجديد" وانتقد المسلسل الأمريكي (24) لأنه عرض "صورا شريرة لأمريكيين مسلمين كريهين وأيضا أمريكيين من أصول عربية". من ناحية أخرى ، امتدح جاك شاهين بعض الأفلام التي أنتجت بعد هجمات 11 سبتمبر لأنها قدمت صورة أكثر تعاطفا مع العرب والمسلمين الذين تعرضوا لعقاب من هوليوود لعقود ، مثل ( بابل Babel) (2006) و(التسليم Rendition ) (2007) لأنها صورت العرب "بطريقة أكثر عمقا وإنصافا" وأضاف "ولكن القليلين جدا يسمعون.. أنه أمر شديد الصعوبة يشبه محاولة سمكة سلمون أن تسبح ضد التيار". وقال "يقول أفلاطون إن رواة القصص يحكمون المجتمع. لم يتغير أي شيء ،فرواة القصص اليوم لديهم تأثير هائل على العالم وكيف نراه". (رويترز)