قال مخرجان أمريكيان مشاركان في موجة من الافلام التي تناولت الحرب على العراق والنتائج الاوسع لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 انهما يقومان فقط بما فشلت فيه وسائل الاعلام وهو نقل الحقيقة. ويعتبر البعض فيلم (منقح) "Redacted" الوثائقى للمخرج الامريكي بريان دي بالما والذي يبدأ عرضه في دور السينما غدا الجمعة من أكثر الافلام الصادمة التي تناولت حرب العراق ويروي القصة الحقيقية لاغتصاب جنود امريكيين لفتاة عراقية وقتلها عام 2006 كما استمد المخرج بول هاجيس أحداث فيلم (في وادي ايلاه) "In The Valley Of Elah" الذي بدأ عرضه بالفعل من وقائع حقيقية مرتبطة بالحرب. وهاجم المخرجان وسائل الاعلام الرئيسية بسبب تغطيتها للحرب على العراق والاحداث التي أدت لاندلاعها. وقال دي بالما لرويترز أثناء حضوره مهرجان فينسيا السينمائي حيث عرض فيلمه وفاز عنه بجائزة أفضل مخرج "هناك فارق كبير جدا بين حرب فيتنام حيث شاهدنا الصور وحرب العراق التي لم نشاهد شيئا." وأضاف "أشعر بغضب شديد لانني أعتقد انه أمر مهم. اعتقد أن السلطة الرابعة خذلتنا بصورة مروعة." وقال للصحفيين "الامر يمكن متابعته عن طريق الانترنت. يمكنك أن تجده ان بحثت عنه. ولكنه ليس موجودا عبر وسائل الاعلام الكبيرة." واتفق هاجيس الذي عرض فيلمه أيضا في المهرجان مع أراء دي بالما. وقال "أثناء حرب فيتنام كان لدينا صحفيون مذهلون يقومون بعملهم وينقلون لنا الامور التي لم نكن نرغب في سماعها.. ولكن الان ليس لدينا ذلك. اعتقد انه عندما لا يحدث ذلك فهي مسؤولية الفنان أن يطرح تلك الاسئلة الصعبة." ويعتقد ستيفن بارنيت أستاذ وسائل الاتصال في جامعة ويستمنستر بلندن أن العديد من وسائل الاعلام الامريكية تعترف بالقصور في تغطية الحرب على العراق وخاصة مناقشة الاسباب التي دعت لشنها. وقال "أعتقد أن الصحافة الامريكية توافق بشكل عام على أنها تقاعست (عن تغطية الحرب بصورة ملائمة). ومن العدل أن نقول ان هوليوود التقطت الامر ربما متأخرا قليلا." وأشار مارك كوزينس الناقد ومؤلف كتاب (قصة الفيلم السينمائي) "The Story Of Film" الى أن مخرجي الافلام الوثائقية ابدوا اهتماما بارزا بقضية العراق التي تغاضت عنها هوليوود أحيانا. وأضاف "ما حدث مع فيتنام تكرر مع العراق حيث تناولتها الافلام الوثائقية من البداية وهناك بعض الافلام الجيدة جدا". وأوضح أن فيلم (بلادي بلادي) "My Country, My Country" مثال جيد جدا على تلك الافلام.وقال ان "مخرجي الافلام الوثائقية يمكن دائما الاعتماد عليهم في أن يكونوا ضمير المجتمع". واستطرد كوزينس قائلا ان الهجوم على وسائل الاعلام كان احدى الطرق التي لجأ اليها المخرجون لتسويق لافلامهم. وأضاف "حينما تسوق فيلما لابد وان تقول اننا بحاجة اليه. انه فريد.. ها هي الاسباب التي ستجعلكم تأتون لمشاهدة عملي لانكم لم تروا مثله على شاشة التلفزيون".