أعلن الرئيس السورى بشار الأسد أن بلاده ترفض اجراء اتصالات سرية مع اسرائيل ، مشيرا فى الوقت نفسه الى وجود جهود "صديقة" لاقامة اتصالات بين البلدين لتحريك مفاوضات السلام المجمدة منذ عام 2000. وأكد الأسد خلال اجتماع لحزب البعث الحاكم في سوريا ان كل ما يمكن ان نقوم به في مجال المفاوضات مع اسرائيل سيكون معلنا امام الراي العام في سوريا ، مشيرا الى "ان المعيار في القبول باي مباحثات هو ان تتسم بالجدية وان تلتزم بتنفيذ قرارات الاممالمتحدة". وتحدث مسؤولون سوريون سابقا عن جهود تركية للعب دور الوسيط بين سوريا واسرائيل ، وفي عام 2006 ساعد دبلوماسيون سويسريون في التوسط في محادثات غير رسمية بين الاسرائيليين والسوريين ووضع خطة تركز على انسحاب اسرائيلي من مرتفعات الجولان. وكانت المحادثات بين البلدين قد انهارت عام 2000 بسبب حجم انسحاب اسرائيلي مقترح من مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ، وفشلت محاولات دولية لاقناع سوريا واسرائيل باستئناف المحادثات مع وضع الجانبين شروطا للعودة الى طاولة المفاوضات. وأكد الأسد لدى افتتاحه القمة العربية في دمشق في 29 اذار/مارس الماضى ان السلام لن يتحقق الا بعودة الجولان كاملا حتى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967 ، كما تفضل سوريا اشراف الولاياتالمتحدة على المحادثات ، في حين تريد اسرائيل ادراج علاقات سوريا مع حزب الله اللبناني وحركة حماس في جدول الاعمال . وحول الضغوط التي تمارس على سوريا وخصوصا من جانب الولاياتالمتحدة التي تفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية عليها منذ 2004 لاتهامها بالتدخل في العراق ولبنان ، قال الاسد ان المماطلة الاسرائيلية لن تجلب لهم شروطا افضل ولن تجعلنا قابلين للتنازل عن شبر او حق"وانه كلما اتضحت صورة صمودنا كلما ازدادت الحملات علينا شراسة ولكن قررنا ان المقاومة هي قرارنا الذي سنتمسك به" وقال الاسد ان سوريا ستبقى "بلد المقاومة والممانعة" لما تعتبره دمشق سياسات امريكية واسرائيلية عدوانية في الشرق الاوسط. تجدر الاشارة الى ان الهدوء يسود جبهة الجولان منذ وقف لاطلاق النار عام 1974 في اعقاب حرب غير ناجحة شنتها سوريا ولكن سوريا تدعم مقاتلين عربا يعملون ضد اسرائيل من بينهم حزب الله الذي خاض حربا مع اسرائيل عام 2006. وزادت حدة التوتر بين اسرائيل وسوريا بعد ذلك على الرغم من مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس للسلام في العام الماضي والذي ركز على استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس . واكدت سوريا في الاجتماع عرضها على اسرائيل اقامة علاقات طبيعية مقابل استعادة الجولان كلها وذلك بعد شهرين من شن اسرائيل غارة على منشأة عسكرية سورية العام الماضي لم تؤد الى رد انتقامي من جانب سوريا. (رويترز ، ا ف ب)