الاهرام 30/1/2008 أين العرب مما يحدث في غزة الآن؟!.. لقد خيم الصمت الرهيب علي الدول البترولية والثورية معا.. وهاهم قد استراحوا مادامو ألقوا بالكرة في قلب مصر.. مصر التي تتحملهم دائما ولا تجد إلا نكران الجميل وخروج الصغار ليتطاولوا عليها بحناجرهم وأقلامهم المسمومة من بعض الفضائيات والصحف المدفوعة الأجر. لقد ارتفع سعرعلبة السجائر إلي10 جنيهات وتضاعفت أسعار السلع بشكل جنوني علي المصريين والفلسطينيين معا وأقتسم المصريون رغيف الخبز مع إخوانهم الفلسطينيين, ولم يتحرك أحد من الرؤساء والملوك والأمراء لإرسال الطائرات الخاصة بهم محملة بمواد الإغاثة إلي رفح والعريش لتغطية احتياجات الاشقاء الفلسطينيين. بعيدا عما حدث ومن السبب فيه فقد جاء الموقف المصري رائعا وفي توقيته الصحيح تماما, وعلي عكس كل توقعات قادة حماس وإسرائيل معا, لأن الموقف المصري جاء تعاطفا مع الأشقاء الفلسطينيين ضحية الصراع علي السلطة بين فتح وحماس وضحية الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف الدولية حيث انها كقوة احتلال مطالبة بتوفير الحد الأدني من الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني, وأن تكف عن محاولات الإذلال والتجويع والإبادة التي تمارسها ضد الأطفال والنساء والشيوخ. المشكلة في تصوري أنه برغم ماحدث من تداعيات خطيرة فلايزال الانشقاق قائما بين القادة الفلسطينيين, وحماس تركب رأسها وتريد الاحتفاظ بغزة مهما كانت تضحيات أبناء غزة, وفتح تقف علي الجانب الآخر وترفض التفاوض إلا بعد إنهاء الاوضاع الانقلابية علي حد وصفها في غزة لتعود الامور إلي ما كانت عليه قبل انفصال غزة عن السلطة الفلسطينية. أتمني لو استمع القادة الفلسطينيون إلي الدعوة التي أطلقها الرئيس حسني مبارك للحوار في القاهرة في أقرب وقت وبأقصي سرعة رافعين شعار المصلحة الفلسطينية أولا وقبل كل شئ, وأن يحتكموا إلي صوت العقل, وألا تأخذهم العزة بالإثم مكتفين بنشوة نصر زائف علي جثث وأشلاء الشيوخ والأطفال والوطن المحتل الكسيح, فالوقت ليس في مصلحتهم ولن يرحمهم التاريخ. المزيد من اقلام واراء