قال مسؤولون امريكيون ان العقوبات المالية الامريكية على ايران تعزل طهران عن أوساط الاعمال في العالم، فيما اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن تقدم إيران في التخصيب النووي "بطيء". قال مسؤولون بحكومة الرئيس جورج بوش الخميس ان العقوبات المالية الامريكية على ايران تزيد من الضغط على طهران بعزلها عن أوساط الاعمال في العالم. وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية لمشرعين ان العقوبات لم تؤد بعد الى آلام اقتصادية كافية للضغط على طهران لتتخلى عن طموحاتها لاكتساب أسلحة نووية، لكن الحكومة الامريكية مازالت تأمل انها ستجعل ايران "تغير حساباتها". وقال جيفري فيلتمان نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى في جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي ان ايران تعاني عزلة متزايدة، وهي تضطر الى قضاء وقت أكبر لتحديد كيف يمكنها مباشرة التحويلات المالية؛ فالعقوبات تترك أثرا. وقال فيلتمان ان واشنطن ملتزمة بايجاد "حل دبلوماسي لمجموعة التحديات التي تشكلها ايران." وتمنع وزارة الخزانة الامريكية المواطنين الامريكيين من التعامل مع عدد من بنوك الدولة الايرانية وشركات ايرانية أُخرى بسبب تورطها المزعوم في تمويل انشطة اكتساب تقنيات نووية وصاروخية. وتتهم الولاياتالمتحدة أيضا بعض الشركات المدرجة في قائمتها السوداء بتقديم دعم مالي الى جماعات ارهابية في العراق واجزاء اخرى من الشرق الاوسط. تقدم إيران النووي بطيء من جانبه ، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن التقدم الذي تحرزه إيران في مجال تخصيب اليورانيوم بطيء، وان اجهزة الطرد المركزي التي أضافتها في الآونة الاخيرة الى منشآتها لانتاج الوقود النووي ليست سوى اجهزة طرد مركزي اقدم. وقال البرادعي ان ايران كانت قد اقامت 3000 جهاز طرد مركزي بحلول نهاية العام الماضي، وان لديها اليوم ما بين 3300 و3400 جهاز طرد مركزي من فئة بي 1 التي تعود الى السبعينات جاهزة للتشغيل في قاعة التخصيب بمنشأة نطنز. ودعا ايران الى عدم تسريع عملية التخصيب الى ان تسوى الخلافات بين الجمهورية الاسلامية والقوى العالمية بشأن الشكوك في نواياها النووية. وتقول ايران انها لا تريد انتاج الوقود النووي الا من اجل توليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير المزيد من النفط. غير ان الاممالمتحدة فرضت ثلاث مجموعات من العقوبات على طهران لاخفاء انشطتها النووية عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى عام 2003، ولعدم قدرتها على ان تثبت للمفتشين منذ ذلك الحين ان برنامجها أهدافه سليمة تماما ولرفضها تعليق البرنامج. وقال البرادعي في مؤتمر صحفي خلال زيارة لبرلين "ينتجون بصفة اساسية بعض اجهزة الطرد المركزي من الطراز القديم...اجهزة الطرد المركزي بي 1 التي كانت هناك بالفعل. معدل التقدم في هذا الشأن ليس سريعا جدا." كانت ايران قد أعلنت الاسبوع الماضي انها قامت بتركيب ما يقرب من 500 جهاز آخر للطرد المركزي في نطنز بموجب خطط لتركيب ستة آلاف جهاز جديد. وتقول طهران انها تختبر جهازا متقدما للطرد المركزي يقول المحللون انه قد ينقي اليورانيوم مرتين او ثلاثة اسرع من اجهزة بي 1 التي لا تعمل بصورة مستمرة في وحدة الاختبار بمنشأة نطنز. ولم تبرهن ايران حتى الآن على انها تستطيع تشغيل الآلاف من اجهزة الطرد المركزي في نفس الوقت بسرعات عالية ولفترات طويلة، وهي الخطوة الرئيسية لتخصيب كميات كافية من اليورانيوم للاستخدام كوقود لمحطات الكهرباء او لانتاج قنابل ذرية اعتمادا على درجة التخصيب. وقال البرادعي الذي يزور برلين للمشاركة في مؤتمر يضم 32 دولة لمناقشة افكار عن اقامة موقع متعدد الاطراف لانتاج وقود نووي انه يأمل في ان يكون قادرا على تقديم مقترحات محددة بحلول نهاية 2008 بشأن هذا الاجراء الطموح. وأضاف "نود ان يكون لدينا بنك (وقود) تديره الوكالة الدولية للطاقة الذرية..."، واضاف ان الامر يتطلب 150 مليون دولار لبدء اقامة البنك، وانه لم يتم حتى الان سوى التعهد بمبلغ 105 ملايين دولار. وقال "آمل خلال العام وبمجرد الحصول على الموارد ان نذهب الى (مجلس محافظي) الوكالة للنظر على وجه الدقة في المتطلبات القانونية والسياسية". (رويترز)