منذ البداية أعلنت «هند يوسف اليوحه» انحيازها إلى خيار العلم، وبذلت في سبيل ذلك كل جهد ممكن، توجته بان أصبحت أول طالبة إماراتية تحمل درجة الماجستير في إدارة المشاريع من الجامعة البريطانية في دبي (جامعة مانشستر في بريطانيا) واصغر عضو هيئة تدريس في كلية دبي للتقنية العليا. تطال كلمات الفتاة الإماراتيةالشابة أعماق القلب بسهولة ويسر، فهي تحمل في جعبتها حلما عنوانه ومحوره بناء إنسان هذا الوطن وتغيير الفكر السائد عن كون أبناء وطنها لا يملكون القدرة على تحمل المسؤولية، ولا يمكن لهم أن يكونوا في موقع القرار أبدا. تقول هند إن المبدع يحتاج إلى بيئة تحفزه على الإبداع وأشخاص يشجعونه ويقدرون أعماله ويساعدونه على المضي في أبحاثه وانجازاته، لافتة إلى أن هناك مؤشرات تساعد أي شخص على الإبداع منها الذكاء والرغبة في العمل والنشاط المتواصل ، مشيرة إلى أنها كانت محظوظة لأنها ابنة لهذا الوطن الذي يدفع ببذخ في سبيل تسليح أبنائه بالعلم في زمن أصبح لا يعترف إلا بالتعليم سلاحا للولوج بقوة إلى ساحات العالم المتحضر. وقالت اتكئ في حياتي على مبدأ مفاده أن كل فرد بمقدوره أن يكون سيد قدره، انطلاقا من قناعتها بأهمية إعلاء دور العقل والإبداع والانفتاح على الحضارات الأخرى والذي هو مفتاح للنجاح، مؤكدة أنها صممت على الدراسة في مجال تخصصي نادر.. فبعد أن أنهت متطلبات الدبلوم العالي في المحاسبة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من تقنية دبي للطالبات، باشرت بدراسة تخصص إدارة الأعمال لنيل درجة البكالوريوس. وعن تقلدها أول منصب وظيفي، قالت إنه تم اختيارها للعمل في دائرة الطيران المدني بدبي بعد لقائها بعدد من مسؤولي الدائرة خلال مؤتمر علمي عقد في الكلية وكانت تلقي فيه كلمة الافتتاح الرسمية، موضحة بأنها وخلال فترة عملها في الدائرة كانت طالبة تسعى للحصول على شهادة البكالوريوس. حيث تخرجت أيضا بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأمر الذي خولها لتحظى بشرف التكريم من قبل صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك آل نهيان «أم الإمارات» نظرا لحصولها على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف على مستوى كليات الدولة وسبق ذلك حصولها على الدبلوم مع مرتبة الشرف. مشيرة إلى أنها تلقت تكريما مماثلا من قرينة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخة هند بنت مكتوم لحصولها على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف على مستوى إمارة دبي، وكان الشهر الذي تخرجت فيه «هند اليوحه» هو الشهر ذاته الذي التحقت فيه للعمل في دائرة الطيران المدني حيث بدأت متدربة ووصلت بسرعة قياسية لمنصب مديرة الأداء والإستراتيجية. مشيرة إلى أنها كانت تعمل من خلال موقعها على تحديد مؤشرات الأداء على مستوى الإدارات والأقسام إضافة إلى انتسابها كعضو في أكثر من فرقة عمل منها فريق البيئة في مطار دبي الدولي الذي قدم تقريرا عن أثر المطارات على البيئة وهو التقرير الأول من نوعه في الشرق الأوسط. حيث ساهمت من خلاله في جمع المعلومات وكتابة جزء من التقرير بشكل تفصيلي حيث تناولت فيه إدارات المطار والشركاء الاستراتيجيين، وأثر المطار على الطاقة كالكهرباء والماء والبترول وعلى البيئة كلها، وما هي السياسة التي يتبعها المطار في الحفاظ على الطاقة والبيئة ، كما ترأست «هند» بعد ذلك فريقا الجودة ومؤشرات الأداء والتميز والإستراتيجية والشركاء الاستراتيجيين. وتقول «هند» إنها واصلت العمل في دائرة الطيران لأكثر من ستة أعوام لازمتها خلال ذلك العديد من الذكريات الجميلة والتجارب الغنية ستترك آثارا ايجابية كبيرة كما تؤكد في مسيرة حياتي المهنية. مشيرة إلى أنها لن تنسى أبدا أن تتقدم بخالص شكرها وامتنانها لمديري الإدارات والأقسام في دائرة الطيران المدني لدعمهم ووقوفهم إلى جانبها خلال فترة عملها ، لافتة إلى انه تم طلبها للعمل في هيئة الطرق والمواصلات إذ تشغل حاليا مدير الأداء المؤسسي في الهيئة ومهمتها الرئيسية تقييم أداء الإدارات والمؤسسات. وتستعد «هند» للسفر إلى ولاية بوسطن الأميركية لعرض البحث الذي نالت عليه درجة الماجستير كأول مواطنة تحصل على هذه الدرجة العلمية في مجال إدارة المشاريع على مستوى الدولة، حيث يتناول هذا البحث إستراتيجية الأداء والتميز المؤسسي. كما ستناقش «هند» في شهر ابريل المقبل موضوع البحث في مؤتمر التكنولوجيا الذي تستضيفه إمارة دبي معللة اختيار بحثها كنموذج للعرض في أكثر من مؤتمر لان مجال البحث يؤثر بصورة أساسية على أداء وإنتاجية المؤسسات خاصة وانه يتطرق إلى تخصص نادر في الدولة. وقالت هند إن حصولها على درجة الماجستير خولها لتطلب من قبل الكلية أن تشغل منصب عضو هيئة تدريس في تقنية دبي لمادة إدارة المشاريع ولديها في الفصل 25 طالبة وهو ما يساعدها من وجهة نظرها على تقديم دولتها بصورة مشرفة والعمل على خدمة الوطن من خلال تخريج وبناء كوادر تعي كيف تطور المشاريع والأداء في مختلف الدوائر والمؤسسات. وأشارت «هند» إلى انه من الأهمية بمكان البدء بتأسيس الخريجين وذلك بإتاحة الفرصة لهم لممارسة التفكير الفعال والمبدع الذي يعود عليهم وعلى مجتمعهم وعلى الإنسانية كلها بالخير من خلال المناهج التي يتعلمونها يوميا فهم بناة المستقبل وهم الذين يملكون أدوات التغيير في مجتمعاتهم. «هند اليوحه» التي أنهت متطلبات الماجستير في عام واحد تطمح إلى تغيير وتطوير العمل المؤسسي متمنية أن تكون نموذجا لقيادة نسائية فعالة قادرة على أحداث التغيير وتطوير الإنتاجية لأنها تريد أن ترد جزءا من جميل الوطن عليها وان تخدمه بما تعلمته خلال السنوات الماضية خاصة وأنها من القيادات الفتية التي تسعى لإحداث تغيير لكن مع الحفاظ على الهوية الروحية.