جونثان باول الرجل الذي كان بمثابة ظل توني بلير وعقله المدبر يكشف للعالم أن رئيس الوزراء البريطاني السابق كان يخاف بشدة من حماته التي كانت تقوم بتأنيبه مراراً لأنه لا يكرس الوقت الكافي لأولاده وزوجته شيري. ويقول باول رئيس أركان مكتب بلير منذ عام 1995 إلى عام 2007 ان الزعيم السابق كان من المقرر أن يقوم بقضاء عطلة عيد الفصح في عام1998 مع عائلته وحماته خارج بريطانيا لكنه اضطر إلى تأجيلها بسبب المفاوضات المضنية وقتها لإبرام اتفاق الجمعة العظيمة وامتدت المفاوضات المتعثرة لفترة أطول ولذلك ظل بلير يقول لمساعده الوثيق باول “آه ماذا سأقول للسيدة جيل (والدة شيري)؟ وماذا سيكون رد فعلها على ذلك؟”. وقد عادت الأضواء لتركز على باول بعد نشره لكتابه المهم عن دوره في مفاوضات تحقيق السلام في ايرلندا الشمالية، وكذلك الفيلم الوثائقي بعنوان “الدبلوماسي الخفي” وكان بلير قد اختار باول لكي يصبح عقله المفكر وظله الذي لا يفارقه منذ عام 1995 وذلك عندما كان يعمل دبلوماسياً في السفارة البريطانية في واشنطن وقبل أن يتولى الزعيم العمالي السابق رئاسة الحكومة البريطانية بعامين. وكان شقيق جونثان شارلز باول قد قام بدور مهم خلال حكم البارونة تاتشر حيث كان مستشارها الأول وأيضاً ظلها الذي لا يفارقها بالنسبة للشؤون الخارجية والدبلوماسية. ويعترف جونثان باول بأن الناس كانت تعتبره بمثابة اليد اليمنى لبلير وصدى صوته. ويقول في حديث مطول مع صحيفة “الديلي تلغراف” ان بلير كان يرى أن التخلي عن الحكم كان يمكن مقارنته بالتخلص من حالة إدمان للمخدرات، وكان بلير يعلن وهو في حالة ابتهاج بعد استقالته انه يشعر وكأن أثقالاً كبيرة كانت تجثم على صدره وتمت إزاحتها، وكان يردد لباول “الآن بوسعي أن أقف وأنا أرفع قامتي بالكامل للمرة الأولى بعد أن غادرت عشرة داونينغ ستريت”.