الكاتب البريطاني آرثر كلارك أحد رواد أدب الخيال العلمي الذي توفي عن 90 عاما أمضى عقودا من حياته في "كوخ إلكتروني" بسريلانكا يتصل بالعالم الخارجي عبر مذياع وحاسوب ليستفيد عملياً من خياله البارع ونظريته في الاتصالات التي لم يربح منها إلا 30 دولاراً وقت أن طرحها قبل عقود. وتوفي كلارك الذي يعتبر أحد رواد مؤلفي قصص الخيال العلمي في كولومبو عاصمة سريلانكا حيث استقر منذ 51 عاما. ولادته وصباه ولد كلارك في بريطانيا عام 1917 وكان في صباه يتردد على جمعية تهتم بالفضاء وبدأ ولعه بقصص الفضاء عندما بدأ يقرأ مجلة "قصص مدهشة" (Amazing stories). ومنذ عام 1945 استبق رجل الأدب والعلم آرثر كلارك ازدهار الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.وكان قد ألف أكثر من ثمانين كتابا وهو من أشهر الأجانب المقيمين في سريلانكا حيث تحمل اكاديمية علمية اسمه. واستقر هناك عام 1956 بعد ثمانية أعوام من استقلال سيلان سابقا. خدم ملازما أول في القوات الجوية البريطانية وتنبأ في دراسة في نهاية الحرب العالمية الثانية بعصر تصبح فيه الاتصالات عبر الأقمار الصناعية لكن الدراسة كادت ترفض عندما عرض نشرها على مجلة اعتبرتها "حالمة" أكثر من اللزوم. وعندما طرح كلارك نظرية الاتصالات بالأقمار الصناعية نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكسب منها إلا 30 دولارا تقريبا وها هي النظرية قد طورت صناعة تقدر مداخليها بالمليارات الآن ومع ذلك لم يطلب براءة لاكتشافه. توقع كلارك، الذي رحل يوم 19 مارس/ آذار 2008، اكتشاف وجود كائنات حية على كواكب أخرى بحلول 2030 وقد ألف نحو مائة كتاب عن الفضاء بينها روايات خيال علمي أشهرها "2001: أوديسا الفضاء" التي كتبها قبل أربعة عقود وتحولت فيلما أخرجه ستانلي كوبريك هو الآن أحد كلاسيكيات الخيال العلمي. وإلى جانب الخيال العلمي كان كلارك مهتما بالغطس وهي رياضة ألهمته عشرة مؤلفات وأسس لها مدرسة في كولومبو التي أعفته من الضرائب بعد اقتناعها بمقترح بتقديم مزايا لمن يساهم في توفير العملة الصعبة لهذا البلد. رغم مواهب كلارك العديدة كان يفضل أن يذكره العالم كاتبا وكان يقول إن لديه ثلاث أمنيات أولاها تحقيق السلام في سريلانكا والثانية إيجاد أدلة على وجود حياة خارج كوكب الأرض وثالثها أن يستعمل العالم وقودا أنظف. اعمال كلارك كتب كلارك أحد أكثر أعماله مبيعا "3001: الأوديسا الأخيرة"وهو في التاسعة والسبعين وكان راجع أخيرا نسخة روايته الأخيرة "النظرية الأخيرة" التي ألفها مشاركة مع الكاتب الأميركي فريدريك بوهل وتنشر هذا العام. وأمضى كلارك قبل وفاته عقودا في "كوخ إلكتروني" بسريلانكا يتصل بالعالم الخارجي عبر مذياع وحاسوب يشتغل عليه صباح كل يوم ليرد على رسائل الأصدقاء والمعجبين الإلكترونية.