دخل مستقبل تنفيذ «إعلان صنعاء» الذي وقعته حركتا «فتح» و«حماس» في العاصمة اليمنية نفقاً مظلماً مع تباين تفسيرات مسؤولين من الجانبين لما تصمنه، فضلاً عن تشكيك مسؤولين مقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صلاحية رئيس كتلة فتح عزام الأحمد بالتوقيع عليه. ونقلت صحيفة« القدس»، وهي كبرى الصحف الفلسطينية التي تصدر من مدينة القدس أمس عن مصادر في الرئاسة الفلسطينية أن «رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد الذي وقع بالنيابة عن الحركة إعلان صنعاء لم يكن مخولا بالتوقيع على الإعلان ولم يجر أية مشاورات مع الرئيس عباس قبل التوقيع». ويعني هذا التطور أن «إعلان صنعاء» قد ولد ميتا وانه من غير المتوقع أن «يمهد لحوار حقيقي بين الحركتين التي تسيطر إحداهما على قطاع غزة والأخرى على الضفة الغربية» . وأكد مصدر في الرئاسة الفلسطينية أنه «من الواضح أن هذا الإعلان كما وقع عليه الأحمد يتناقض في احد بنوده الرئيسية مع تصريح الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والبيان الرسمي الذي صدر عن الرئاسة بعد الإعلان عن التوقيع على الاتفاق الذي رعاه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح». وينص«إعلان صنعاء» على:« نحن ممثلو حركتي فتح وحماس على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين؛ للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة، تأكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني أرضا وشعبا وسلطة واحدة». بينما أكد الناطق باسم الرئاسة، وكذلك الإعلان الرئاسي أن المبادرة اليمنية للتنفيذ، وبحاجة إلى آليات لتطبيقها وليست للحوار. وشدد المصدر الفلسطيني أن «الرئيس محمود عباس مازال يصر على موقفه المعلن إزاء المصالحة مع حركة حماس وهو التراجع عن انقلابها وقبولها بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، والموافقة على إجراء انتخابات جديدة». وانتقدت حركة «حماس» تصريح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بشأن المبادرة اليمنية، معتبرة أنها تتناقض مع «إعلان صنعاء» الذي نص صراحة على اعتبار المبادرة إطارا للحوار بين حركتي «حماس» و«فتح »وليس إطاراً للتنفيذ. وقال الناطق باسم الحركة الإسلامية الدكتور سامي أبو زهري في تصريح له«نحن في حركة حماس نخشى أن تكون هذه التصريحات تعكس عدم جدية الرئاسة الفلسطينية في الحوار، وأن توقيعها الاتفاقية من باب المجاملة ليس أكثر». وقدم القيادي البارز في حماس محمود الزهار تفسيراً لإعلان صنعاء من شأنه أن يقلل من فرص إمكانية تلاقي قريب للحركتين المتصارعتين. وقال الزهار في تصريح إن «ما تم توقيعه في العاصمة اليمنية صنعاء، بشأن مبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليس برتوكولاً، وإنما عبارة عن عناوين.. وليس أساساً ولكنه إطار، وهذا يعني أنه يمكن أن يوضع بداخل هذا الإطار الكثير من العناوين». وأضاف القيادي في حركة حماس الذي تصنفه حركة فتح ضمن قادة التيار المتشدد في حماس «هم (فتح) جاؤوا على أساس أنه توقيع على المبادرة كما هي.. وعملياً يمكن أن تكون المبادرة في هذا الإطار لوضع كل العناوين التي يجب الإجابة عنها» مستدركاً «في المحصلة أعتقد أن هذه خطوة عملية مهمة».