عاد الرئيس حسني مبارك الى أرض الوطن مساء الثلاثاء قادما من موسكو بعد زيارة عمل لروسيا الاتحادية استغرقت يومين. وكان الرئيسان حسنى مبارك والروسى فلاديمير بوتين قد شهدا فى موسكو الثلاثاء مراسم التوقيع على اتفاق تعاون بين البلدين فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. وقع الاتفاق عن الجانب المصرى حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة وعن الجانب الروسى سيرجى كيريينكو مدير عام شركة "روس اتوم" الحكومية للطاقة الذرية . ومن شأن هذا الاتفاق أن يتيح للشركات الروسية المشاركة فى مناقصة بناء المحطات الكهروذرية فى مصر .. والاتفاق ذات طابع اطارى وينص على امكانية تنفيذ مشاريع معينة مستقبلا فى مجال اعداد الكوادر للعمل فى منشآت الطاقة النووية ومراقبة أمن هذه المنشآت وفعالية أدائها . وتقدر تكاليف بناء أول محطة كهروذرية فى مصر بما يتراوح بين 5ر1 - 2 مليار دولار . وعقب توقيع الاتفاق أعرب الرئيس مبارك عن سعادته بهذا الاتفاق فى مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، مشيرا الى قرار مصر بدء برنامج لبناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتنا القومية للطاقة . وجهودنا لتأمين حاجتنا المتزايدة من مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، من أجل التنمية . وأوضح الرئيس مبارك ان الاتفاق الذى شهد توقيعه يأتى فى سياق تطلع مصر للتعاون مع شركائها الدوليين والوكالة الدولية للطاقة الذرية فى اطار من الشفافية واحتراما لالتزاماتنا وفق نظام منع الانتشار . وأضاف الرئيس أن هذا الاتفاق يخطو بنا لمجال جديد وحيوى فى علاقات التعاون بين مصر وروسيا ويعكس متانة هذه العلاقات والثقة المتبادلة والرغبة المشتركة فى المزيد من تدعيم أواصر الصداقة بين مصر والاتحاد الروسى. واكد الرئيس مبارك أن المشاورات مع الرئيس الروسي أكدت تمسك الجانبين بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها خاصة فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة . وغير ذلك من المجالات . القضايا الاقليمية والدولية واجرى الرئيس مبارك مع الرئيس بوتين مشاورات هامة وبناءة حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك شهدت اتفاق مواقفنا حول الوضع الراهن بالشرق الاوسط والتطورات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية وفى العراق ومنطقة الخليج . وأضاف أنه والرئيس بوتين اتفقا على ضرورة احتواء التصعيد الحادث بالاراضى الفلسطينية المحتلة والضرورة الموازية والعاجلة لتحقيق التهدئة بما يتيح رفع الحصار عن غزة واعادة فتح معابرها وبما يوفر الاجواء المواتية لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل حول اتفاق للسلام، ينهى معاناة الشعب الفلسطينى . ويحقق تطلعه لقيام دولته المستقلة . كما اتفقنا على الحاجة العاجلة لمتابعة الجادة لنتائج اجتماع /أنابوليس/ بما يكفل نجاح مفاوضات الوضع النهائى وتذليل ما تصادفه من عقبات وصعوبات . من جانبه اكد الرئيس بوتين أن مباحثاته مع الرئيس مبارك عكست تشابها فى المواقف بين البلدين حول الكثير من القضايا وخاصة مسألة أهمية إستعادة التوافق " الفلسطينى - الفلسطينى " وضرورة حل النزاع بطريقة عادلة تضمن عودة الوفاق الفلسطينى حتى تتحقق المصلحة الفلسطينية، محذرا فى هذا الصدد من أنه بدون ذلك فلا يمكن عمليا إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة فى سلام وإستقرار مع دولة إسرائيل . وأضاف الرئيس الروسى "أننا تناولنا أيضا الوضع فى كل من العراق وسوريا ولبنان والملف النووى الايرانى، حيث عكست المباحثات كذلك تقارب وجهات نظرنا إزاء هذه القضايا الهامة وبما يعزز التنسيق بين البلدين فى مجالات السياسة الخارجية . وكانت أعمال القمة المصرية الروسية قد بدأت ظهر الثلاثاء بين الرئيسان مبارك وبوتين حيث عقد الزعيمان جلسة محادثات ثنائية اقتصرت عليهما وذلك فى قصر "نوفا اجاريوفا" مقر الرئاسة بضواحى موسكو. وشارك فى الجلسة من الجانب الروسى وزير الخارجية سيرجى لافروف، ومساعد الرئيس للشئون الخارجية سيرجى بريخودكو ووزير الصناعة والطاقة خريستينكو ورئيس الشركة القابضة للطاقة النووية "اس كيرينكا" . مبارك وميدفيديف لقاء مبارك وميدفيديف وقد التقى الرئيس مبارك صباح الثلاثاء مع الرئيس الروسى المنتخب ديمترى ميدفيديف الذى يتولى مهام رئاسة الجمهورية فى السابع من مايو القادم. وقدم الرئيس مبارك التهنئة لديمترى فى بداية اللقاء الذى عقد بالكرملين لفوزه فى انتخابات الرئاسة، كما اعرب ميدفيديف عن سروره وسعادته بالتعرف على الرئيس مبارك ووصف العلاقات بانها وثيقة وكان الرئيس مبارك قد بدأ نشاطة صباح الثلاثاء بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول فى الميدان الأحمر بوسط العاصمة الروسية. (أ ش أ)