تصوير : محمد اللو في بداية يناير الحالي طالعتنا الصحف ووكالات الأنباء المحلية بتصريح عنوانه : " زيادة ونشر مشروعات الحضانات التكنولوجية في المحافظات" استرعى هذا العنوان إنتباهنا وتساءلنا هل هذه الحضانات التكنولوجية هي "رياض اطفال"مزودة بأجهزة كمبيوتر مثل المدارس الذكية التي بدأت وزارةالتربية والتعليم في انشائها ؟!!! أم أنها أشياء تكنولوجية كبطاريات تربية الأرانب مثلا؟!! . محتوى الخبر كان يتضمن تصريحا للدكتور "حازم عبد العظيم" الرئيس التنفيذي ل "هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات" جاء فيه " أعلن الدكتور حازم عبدالعظيم الرئيس التنفيذي الجديد لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات أن الهيئة ستعمل خلال الفترة المقبلة علي زيادة ونشر مشروعات الحضانات التكنولوجية في الاقاليم والمحافظات بعد أن بدأت هذا في القرية الذكية ب12 حضانة تكنولوجية بعضها الآن يصدر خارج مصر" الآن بدأ الأمر يبتعد بنا عما كنا نفكر فيه ، لكن لماذا نحير أنفسنا و زوار موقع "أخبار مصر ". لابد أن نزيل الالتباس من نفوس قراءنا. توجهنا إلى القرية الذكية عند مدخل طريق مصر – الإسكندرية . ولم نجدها تمت إلى القرى في شيء إلا الاسم ، فلم نجد هناك عمدة أو شيخ خفر لكن شركات ورجال أمن عصريون شوارعها حريرية ونظافتها فائقة حتى أننا تصورنا لبعض الوقت أننا لسنا في مصر. سارت بنا السيارة حوالي عشر دقائق في شوارع القرية الواسعة حتى وصلنا إلى مبنى فخم مكتوب عليه "الحضانات" توجهنا منه إلى قاعة مكتب رئيس الهيئة "الكتور حازم عبد العظيم" وبدأنا نسترجع المعلومات التي نعرفها عن ضيفنا الذي سنتحاور معه : وهو الدكتور حازم عبد العظيم عمره 48 عاما وتخرج في هندسة النظم في جامعة القاهرة عام 1982 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات التطبيقية في 1985، ثم على درجة الدكتوراه في التعرف على الأنماط والذكاء الاصطناعي عام 1989، في جامعة القاهرة. ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ماستريخت بهولندا عام 2003(أول الدفعة بتقدير امتياز). كما أنه حاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1992 وله عدة براءات اختراع في مجال الذكاء الاصطناعي في البداية نقلنا تساؤلنا عن الحضانات إلى الدكتور حازم عبد العظيم الذي اوضح أن مشروع الحضانات إنما هو جزء من منظومة تشجيع الشباب على الابتكار والاختراع التي تتبناها وزارة المعلومات والاتصالات منذ انشائها وأضاف قائلا: "في البداية نذكر بالخير الدكتور "خالد إسماعيل" فهو الذي بدأ مشروع الحضانات عندما كان مستشارا للوزير ثم اتبعته أنا كمستشار للوزير في مايو 2007 وكان المشروع تابعا لصندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات حتى تم ضمه بالكامل لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات [إيتيدا] مع تعييني رئيسا للهيئة [في [ديسمبر 2007]". وأكد الدكتور حازم أن رعاية الهيئة لمسابقة خطط الاعمال لتطوير الافكار والابتكارات التكنولوجية يأتي في إطار الاتجاهات التنموية وبرامج رعاية المبدعين والمبتكرين ومن خلال التعاون بين وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي، حيث تم الاعلان عن مسابقة بين قاطني الاسكندرية والساحل الشمالي في 21 يناير الحالي، علي أن يتم التقدم بموجز الافكار المقترحة في موعد اقصاه 14 فبراير، ومن المنتظر أن يتم الاعلان عن الفائزين في الدور النهائي في 17 ابريل المقبل. أن مشروع الحضانات التكنولوجية قد بدأ في القاهرة من خلال احتضان المشاريع الفائزة في المسابقات السابقة بالقرية الذكية ويتم توسيع نطاقه الان في المحافظات الاخري بدءا من الاسكندرية وقريبا في اسيوط والمنصورة وأضاف : " يتم بعد الاعلان عن المسابقة فرز المتقدمين وتقييم مشاريعهم على عدة مراحل ، وفي العام الماضي تقدم لنا أكثر من ثلاثمائة فكرة أخذنا منهم أفضل ثلاثين فكرة من أحسن ثلاثين مجموعة عمل ، وبدأنا في إعطائهم مجموعة برامج تدريب في تنمية المهارات لكيفية كتابة دراسة جدوى وخطط أعمال لمشاريعهم ، وبعد الدراسة تقدموا مرة أخرى بدراسات الجدوى وتم اختيار أحسن عشر . [ولا يعتبر العشرون الباقون خاسرون فقد تعلموا كيفية كتابة خطط الأعمال ودراسات الجدوى ] ويتم بعد ذلك عرض المشروعات العشر على مجموعة من المحكمين المتخصصين لاختيار أفضل ثلاثة مشاريع لاحتضانها. واختيارهم معناه توفير تدريب مجاني وتوفير أجهزة ومكان عمل وعائد شهري مناسب – لأنهم يركزون في عملهم بالحضَّانة- ونساعدهم كذلك في ترويج منتجاتهم والوصول إلى العملاء. طبعا المشروع في البداية يكون لديهم مجرد فكرة ولا تكون لديهم معلومات عن التسويق أو إدارة الأعمال أو الأسواق وما إلى ذلك من اعتبارات خارج نطاق تطوير المنتج نفسه. ونحن نقوم بتدريبهم ومساعدتهم على ذلك لمدة 12 إلى 24 شهرا.وسوف نعلن قريبا عن قصص نجاح من بين هذه المشاريع. *إذاً قبل معرفة قصص النجاح ، ما مغزى أو معيار نجاح هذه المشاريع ؟. -معناه أنه وصل للعميل او وصلت الفكرة للعميل وبدأ المشروع يعطي عائدات وتحقق الهدف منه - *وماذا بعد ؟ - بعد هذا ، هو ممكن يقف على قدميه ممكن يلتقي بمستثمر ليزيد من نشاط شركته وحجم العمالة وبالتالي حجم العائد الذي تحققه الشركة .أو أن يحقق ذلك من خلال صناديق التمويل". وهنا يضيف "الدكتور حازم عبد العظيم الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات " إلينا قائلا: "الحقيقة أنه من ضمن المنظومة التي نعمل بها في الهيئة أو بوزارة الاتصالات والمعلومات هناك صندوقا خاصا بتمويل مشروعات تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ، وهو نموذج جيد للتعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص لأنه يشارك فيه "الشركة المصرية للإتصالات" وبعض البنوك وشركات التأمين.ورأسمال الصندوق 10 مليون دولار تم استثمارها بالكامل حاليا في 12 شركة وسوف يتم زيادة رأس المال ليصبح 50 مليون دولار، وهذا الصندوق يكمل منظومة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ، لأن الحضانة هي مايسمى بالانجليزية ""grass root" أو الفكرة الخضراء غير الناضجة التي تحتاج للرعاية لكي تصبح منتجا له شركة لها اسواق ومنتجات * لكن هل تنتشر ثقافة الاستثمار والمخاطرة براس المال في مشاريع تكنولوجيا المعلومات في مصر بالقدر الكافي؟ - ثقافة الاستثمار والمخاطرة برأس المال في مصر ليست بالحجم الموجود بالخارج ، لكن الحقيقة بالنسبة لدول المنطقة ودول الخليج نحن متقدمون نسبيا، لكن إذا تكلمنا عن أوروبا وأمريكا ، نجد أن صناديق راس مال المخاطر هو العجلة التي تقوم عليها التنمية *من خلال نتائج المسابقة والمشروعات المقدمة للهيئة ، ماهي رؤيتكم لعقلية الشباب المصري وما مدى قدرته على المنافسة؟ - أنا لن أكون مبالغا إذا قلت إن التأكيد على تميز الشباب المصري لم يات من الداخل فقط ، إنما يجيء من كافة الأصعدة التكنولوجية في العالم وهو يثبت جدارته حينما يسافر للعمل في الخارج. وهنا أكدت كبرى الشركات العالمية التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر ومنها :إنتيل و"بريتيش تيليكوم" على كفاءة وتميز شباب مصر تكنولوجيا. وقد زادت مسابقة تطوير الأعمال من تأكيد ذلك فقد جاءتنا مقترحات ومشروعات غاية في الابتكار والتقدم والمهم أن نضع أيدينا على هذه الأفكار وأن ندعمها من خلال ايجاد المنظومة التي تستوعب هذه الأفكار على نطاق أوسع وأشمل من مجرد عشر حضانات أو مائة .وهذا هو الهدف المنشود الذي نسعى لتحقيقه في الفترة القادمة. *- نعود لقصص النجاح التي تحققت والتي تبعث برسالة أمل لكل الشباب سواء المتقدمين للمسابقة أو يملكون أفكارا جديدة ، ترى ماهي ابرزها؟ *هنا تردد الدكتور حازم عبد العظيم رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في الإجابة واتضح من كلامه التالي أنه كان لايريد الاعلان عنهم قبل المؤتمر الصحفي الذي سيخصص لذلك .وبعد برهة من التفكير بدأ يتحدث من جديد فقال من المعروف في هذه البرامج أنه بعد فترة من الاحتضان تستمر نحو عام ونصف تقريبا تخرج مشروعات وتدخل مشروعات أخرى بعد أن تحقق المشروعات الأولى النجاح المنشود ، وبالفعل هناك ثلاث مشروعات بدأت تعلن عن نفسها. الأول مشروع للألعاب الإلكترونية، وكما تعرفون صناعة الألعاب الإلكترونية صناعة كبيرة جدا وعليها إقبال كبير جدا في العالم، والحقيقة أنهم بدأوا يشتغلون بألعاب لها LOCAL TOUCH أو طابع محلي والمعروف أن هناك تنافسا شديدا بين صناع الألعاب . ونحن حين نقوم بتقييم مشروعات الحضانات نسال عن الميزة التنافسية التي يتمتع بها المشروع فهذا ابرز التحديات التي تعرضها دراسة الجدوى. والمشروع الثاني كان خاصا بالمنتجات الزراعية وهو يتضمن برنامجا لإدارة ولتسويق المنتجات الغذائية عامة. أما المشروع الثالث فكان ذو علاقة بالتطبيقات الطبية ويقوم على تحليل صور لفك الإنسان وعمل مجسمات ثلاثية الأبعاد وارسالها مرة أخرى لأحد المؤسسات الطبية الأمريكية لتشخيص المرض المصاب به الشخص. ويعمل في هذا المشروع مجموعة من الأطباء والمهندسين والمبرمجين وهو مثال جيد للتعاون بين أشخاص متخصصين في مجالات مختلفة لانجاز عمل إلكتروني. ورغم عرضي لهذه النماذج الثلاث الناجحة فأنا اود أن يتحدثوا إليكم جميعا فيما بعد لعرض أفكارهم ونجاحاتهم وما استفادوا منه وماهي سلبيات تجربتهم. ولهذا لاأريد الزيادة في التفصيل حتى يتكلموا بأنفسهم * الدولة مشكورة تقوم بدعم مشروعات الشباب واحتضانها ، لكن لايمكن أن يستمر الدعم هكذا دون أن يتحقق عائد للدخل القومي المصري ، فما هو المردود على الدخل العام الذي تحقق من مشروعات تكنولوجيا المعلومات ؟ مشروع الحضانات جزء من منظومة استراتيجية الهيئة والدولة ككل وهو كمشروع ناشيء لايمكن تقيمه حاليا ، لكن الاستراتيجية المعلنة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي الوصول بصادرات مصر من منتجات وبرامج تكنولوجيا المعلومات إلى 1.1 مليار دولار عام 2010 وقد وصلت حاليا إلى 450 مليون دولار وكانت في العام الأسبق 350 مليون دولار وأنا متفاءل أننا سوف نصل إلى أكثر من المستهدف في عام 2010.وهناك تركيز شديد على التصدير هذه الفترة خاصة وأن هناك تنافسا شديدا مع دول تتعاظم قوتها التصديرية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الفلبين والبرازيل والصين. لكننا لدينا ميزة تنافسية كبيرة عليهم وهي الموقع القريب من أسواق ألخليج وأوروبا وكذلك ميزة إجادة اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية ، وكذلك الدعم الحكومي الكبير بالاضافة للقوة البشرية المؤهلة من الشباب وخريجي الجامعات * خلال يناير الحالي وقعت الهيئة اتفاقا مع وزارة البحث العلمي لتأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل فما فحوى هذا الاتفاق ؟ إن دورنا في الوزارة والهيئة هو تسويق مصر عالميا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهذا التسويق ينضوي على قدوم الشركات العالمية للعمل في مصر مما جعل الطلب على الخريجين المؤهلين أكثر من المعروض وأكبر من الخطط التي وضعناها ولذا كان لزاما علينا أن نتحرك بسرعة ، فرغم أن لدينا "معهد تكنولوجيا المعلومات " وهو معهد متميز يقوم بتأهيل نحو 900 خريج سنويا لكن هذا لايكفي فالطلبات الآن بالألاف ، و|أعطيكم مثلا بإحدى شركات مراكز الاتصال العالمية تطلب 2250 خريجا مؤهلا. وهذا الأمر بالنسبة لنا أمر إيجابي ولذا فيجب تأهيل الشباب للعمل في هذه الشركات . والحل الأمثل هو اللجوء للجامعات . والتحرك الأفضل يكون قبل التخرج وليس بعده. والحقيقة أن الاتفاق الأخير مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي جاء بمبادرة من الدكتور هاني هلال الذي قال أنه يريد إعادة النظر في المناهج لخلق التواصل بين العرض والطلب ، وتم الاتفاق مع الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات والمعلومات على سرعة العمل في تنفيذ هذا الاتفاق الذي وقعته هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والمجلس الأعلى للجامعات والذى سيبدأ بتدريب طلبة الجامعات أثناء العامين الدراسيين الثالث والرابع في خمس كليات وهى كلية التجارة وكلية الحاسبات وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وكلية التجارة وكلية الحاسبات بجامعة عين شمس، على أن يتوسع بعد ذلك ليشمل جميع الصفوف بجميع الكليات والجامعات على مستوى الجمهورية.و كان لابد من الاستعانة بالشركات العالمية، وهى "ساب" و "أوراكل " و "مايكروسوفت"، للقيام بمهمة التدريب في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام لتدريب 3 آلاف طالب في المرحلة الأولى على المهارات الأساسية والبرمجيات، وبعد ذلك سيبدأ تطبيق الجزء الأصعب من البرنامج وهو توصيل متطلبات الشركات العالمية لأعضاء هيئات التدريس حيث سيتم تدريب المدربين منهم الذين سيقومون بالعمل بعد ذلك. أن المهارات الأساسية التي سيركز عليها البرنامج هي مهارات الاتصال والتحاور والعرض والكتابة المحترفة والتعامل مع الزبائن إضافة إلى مهارات اللغة الانجليزية، أما مهارات البرمجيات فستركز على ما يسمى ببرامج تخطيط وإدارة موارد المؤسسات والتي يوجد عليها إقبال كبير من السعودية وباقي دول الخليج. المزيد من التحقيقات