قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة ان البرلمان اللبناني يجب ان ينتخب رئيسا جديدا يوم الاثنين محذرا من أن اي دولة تتدخل لمنع التوصل لاتفاق ستكون معزولة على الساحة الدولية. واضاف ساركوزي في مؤتمر صحفي عقب قمة للاتحاد الاوروبي "الاثنين هو يوم الفرصة الاخيرة. و تناشد فرنسا كل الاطراف داخليا وخارجيا للعمل كي يستطيع لبنان ان يكون له رئيس للوحدة والاتفاق." وتابع "التزمت فرنسا اكثر من اي بلد اخر بمساعدة لبنان على تسوية صعوباته لكن الاثنين هو الفرصة الاخيرة." وبعد اسابيع من الشد والجذب وافق المعسكر المؤيد لسوريا والاخر المعارض لها في لبنان على ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان للرئاسة الشاغرة منذ 23 نوفمبر تشرين الثاني لكن ليس من المؤكد بعد انجاز الصفقة. و على جانب اخر اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان أزمة الثقة بين المعارضة وقوى الموالاة اتسعت ولن تحل بسهولة وتحتاج إلى إجراءات واتفاقات حقيقية حتى يمكن اعادتها مجددا والاتفاق بطريقة موضوعية. ودعا إلى أن يكون التوافق من ضمن سلة متكاملة تتضمن انتخابات رئاسية والنقاط المختلف عليها قبل إجراء الانتخاب مشيرا إلى أن هذه النقاط ليست محددة ومدونة على ورقة موجودة لدى زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون. وأكد انه لن يتم انتخاب رئيس جديد بمعزل عن السلة المتكاملة وما على الموالاة سوى التوجه نحو العماد عون لمناقشته في هذه النقاط مبديا ثقته بانه يمكن الوصول خلال 24 ساعة إلى حل متكامل يقوم على مبدأ المشاركة. و كان قد بدأ في العاصمة اللبنانية بيروت صباح الجمعة تشييع جثمان مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن فرنسوا الحاج الذي قتل الأربعاء في انفجار سيارة مفخخة في بعبدا، فيما أعلنت الحكومة الجمعة يوم حداد وطني. ونقل جثمان الحاج ملفوفا بالعلم اللبناني بعيد السابعة والنصف من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي من المستشفى العسكري في بيروت في موكب سيارات مدنية وعسكرية إلى منزل الحاج في بعبدا ثم تم السير به تحت المطر محمولا على أكف عسكريين في نعشه إلى موقع الانفجار. وأعلنت الحكومة اليوم الجمعة يوم حداد وطني ورسمي مع تنكيس الأعلام، بينما أعلن وزير التربية خالد قباني إقفال المدارس والجامعات الخاصة والرسمية. وبعد الجنازة، سيتم نقل الجثمان إلى بلدة رميش في الجنوب مسقط رأس الحاج حيث سيوارى الثرى. من جانب اخر، اعلنت مصادر امنية لبنانية عن توقيف اربعة لبنانيين لهم علاقة بالسيارة المفخخة التي استخدمت في اغتيال الحاج. وقد القي القبض على الاربعة في منطقة التعمير المحيطة بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان الذي تتمركز فيه عدد من التنظيمات الاسلامية المسلحة. والموقوفون الاربعة غير مشتبه بهم في عملية الاغتيال لكن يتم استجوابهم فقط لعلاقتهم بالسيارة. واضافت المصادر الامنية ان هناك احتمالا قويا ان تكون للجماعات الاسلامية المتطرفة التي تدور في فلك القاعدة او خلايا فتح الاسلام مسؤولة عن اغتيال الحاج. ومن ناحية اخرى، ادان الرئيس الامريكى جورج بوش بشدة الخميس اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرانسوا الحاج، مؤكدا أن على سوريا أن تكف عن التدخل في لبنان. قال بوش في بيان له أن اغتيال الحاج هو عملية الاغتيال أو محاولة الاغتيال الثانية عشرة التي تستهدف شخصيات لبنانية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. واضاف "في الوقت الذي يسعى فيه لبنان لاختيار رئيس بطريقة ديمقراطية ووفقا لدستوره ينبغي أن ينتهي تدخل النظام السوري وحلفائه الذي يهدف الى ترهيب الشعب اللبناني."