نقلا عن الاهرام 1/12/2007 عقب نكسة1967 عبر الشاعر الرقيق نزار قباني عن لواعجه وآلامه وأحزانه في قصيدة شهيرة تسمي هوامش علي دفتر النكسة تضمنت الرصد الدقيق والعميق لنزيف الجراح الغائرة في جسد الأمة العربية من المحيط إلي الخليج وسكاكين الغدر والخيانة والهزيمة التي تترصد الأحلام والطموح للحاضر والمستقبل في جنح الظلام وعلي الملأ, وأرجع ذلك لأسباب كثيرة قد يكون في مقدمتها تشخيصه للحالة العربية بأننا نجعل من أقزامنا أبطالا ونجعل من أبطالنا أقزاما ويومها لم تشفع حدة المأساة وكآبتها وزلزالها الهادر المخيف لنزار قباني وسارع كبار صغار الموظفين بإصدار الأوامر الصارمة بملاحقة الشعر والشاعر وبقي الشعر وأظل الشاعر بهامته العالية كل الجروح والأوجاع الوطنية والقومية والإنسانية في حين ذهب كبار صغار الموظفين إلي زوايا النسيان والإهمال غير مأسوف عليهم وبقي فقط لا غير هوامش علي دفاتر كثيرة تسيل الدمع والأسي والشجن علي نكسة تجاوزت كل حدود العقل والمنطق والحساب. تذكرت ذلك وغيره كثير وأنا أقرأ تفصيلات قصيدة ردح وهجاء وسب وقذف للصحافة والصحفيين في مصر كان محلها المختار مركز ابن خلدون بجبل المقطم وكان مصدر ما بها من نقيق وسعار شخص تم تقديمه للرأي العام المصري والعربي باعتباره الحائز علي جائزة الديمقراطية الخاصة بما يسمي الوقف الأمريكي والتي قال إن هناك ثلاثة من رؤساء الدول قد حصلوا عليها من قبله وكنا نتمني أن يفصح عن أسماء هؤلاء الثلاثة العظام حتي يعرف القاضي والداني مشاركتهم الجليلة في قضية الديمقراطية وفقا لمعايير إدارة اليمين المحافظ الأمريكي ونظرية وأيديولوجية المسيحية الأصولية الصهيونية التي تطلق علي تفكيره ومنهجه وأسلوبه في إدارة شئون العالم علي الأخص وأن ديمقراطية إدارة الرئيس جورج بوش الابن لم تخلف في بلاد الرافدين الحبيبة إلا مليون قتيل فقط لا غير وأربعة ملايين تم تهجيرهم قسريا من مدنهم وقراهم إلي المجهول بخلاف المدن التي أبيدت بالكامل مثل بعقوبة والفالوجا وغيرها وغيرها وسور الديمقراطية الأمريكية العظيم الذي يفصل أحياء بغداد عن بعضها البعض ويحولها لسجون وقبور بالمخالفة لكل قيم التحضر الإنساني. والميزة الكبري للجنازة التي أعدها مركز ابن خلدون للصحافة القومية والحزبية وللصحفيين في مصر انها جنازة صامتة حضرها الأحاد من الناس, وكان من الواجب أن تبقي الاحتفالية التي تستعيد إلي الأذهان تقاليد الماسونية وأصولها الصهيونية أن تبقي في السر والخفاء احتراما للتقاليد الراسخة والثابتة للتنظيم السري للماسونية العالمية, ولكن ولأن المتحدث تم تعميده عالميا وعلي الملأ بجائزة الوقف الأمريكي الخيري للديمقراطية وتم استكمال التعميد في البيت الأبيض بواشنطن وعن طريق الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بنفسه فقد كان من واجبات الصحافة المصرية ممثلة في جريدة يومية قومية وفي جريدة يومية خاصة أن تحتفي بالهراء والنعيق الصاخب بحكم ما يحيط به من معان ودلالات تشكل رأس الحربة الساعي لاختراق العقل والفكر والقلب والفؤاد للأمة وللدولة وللوطن من خلال نموذج نابض بالمعاني للولادة القيصرية للأبطال الجدد ودورهم المهم في صناعة الوهم القادمة بسرعة الصاروخ عبر الحدود والسماوات. ***** وبحكم أن التكليف محدد, والأوامر الصادرة صارمة فقد جاءت الأقوال دقيقة مهما تصور البعض أن ما تحتويه وتتضمنه لا يرتبط بالفكر والعقل والمنطق السديد من قريب أو من بعيد وأنها أقوال تستوجب من جهات الاختصاص اصدار شهادة معاملة الأطفال الشهيرة لضمان عدم مساءلة القائل عما يقول أو يفعل خاصة أن الأقوال تضمنت تحديدا جازما بوفاة الصحافة القومية والحزبية وأن كل ما يصدر صباح ومساء كل يوم من صحف ومجلات ومطبوعات ما هي إلا أوهام وأضغاث أحلام وأنها تصدر عن مؤسسات توفيت بالفعل ومظاهر النشاط والحركة ترجع إلي التكنولوجيا الحديثة المتقدمة التي تبقي الموتي أحياء أكلينيكيا فقط لا غير, ومضمون التوصيف في ألمعيته المستفزة لا يمكن إلا أن يأتي من شخص حاصل علي جائزة الديمقراطية الأمريكية التي يتلذذ جنودها الاعزاء بالتفنن في ممارسة فنون التعذيب الوحشية والقذرة في سجن أبو غريب العراقي وغيره من السجون السرية الأمريكية في العديد من دول أوروبا الشرقية التي كانت ضمن المعسكر الاشتراكي الشيوعي سابقا وصححت أخطاؤها باللحاق بالمعسكر الغربي الأمريكي الديمقراطي. وليس غريبا أن تنطلق هذه الهلاوس القائلة بأن حق الحياة والوجود والاستمرار يقتصر فقط لا غير علي الصحف الخاصة المملوكة ملكية خاصة لعدد قليل من رجال الأعمال الذائعي الصيت في العبث والإفساد وحصد الثروة والمال من معاملات غير مشروعة ومن استغلال للنفوذ والعلاقات واحتراف التعدي علي القانون وتهوين شأنه ونفوذه وكأن قدر مصر الحقيقي مصيره الوقوع القهري في حجر الملكية الخاصة المرتبطة كماركة مسجلة بالمخطط الصهيوني الأمريكي بكل مخاطره الحادة والجسيمة علي الأمن القومي المصري والعربي وبكل مخططاته ذائعة الصيت التي تركز علي اغتيال العقل والهوية والحضارة والعقيدة وبكل طموحاتها لإعادة استعمار الأرض والعرض ونهب الثروات وقهر إرادة الشعوب واستعبادها وإفقارها. وقد وصف هشام قاسم صاحب بشري التخلص من بلاوي وشرور الصحافة القومية والحزبية نفسه بأنه متخصص في اعادة هيكلة الصحف, ومعني اعادة الهيكلة بمفاهيم علم الاقتصاد الدارجة العمل علي اصلاح حال المايل والفاشل والمعرض للسقوط والانهيار والافلاس الذي يرتهن بقاؤه في السوق والعمل والنشاط بإعادة هيكلته إداريا وتنظيميا وماليا وتسويقيا وبشريا, في حين أن كل المعروف عن سجله الشخصي أنه تولي مسئولية تقارب من مسئولية العضو المنتدب للشركة التي تصدر جريدة العالم اليوم منذ بدايتها الأولي وهي سابقة أعمال لا علاقة لها باعادة الهيكلة بمعناها العلمي الدقيق وهو ما يثبت أن إعادة هيكلة الصحف تحتاج إلي إعادة تعريف في ضوء مقتضيات مخطط الاختراق والسطوة والسيطرة الساعي لإعادة هيكلة الإعلام المصري والعربي ليصبح أليفا ساجدا مسخرا لخدمة المخطط الأمريكي الصهيوني. ثم غاب شهورا هنا وهناك تولي خلالها مسئوليات اعلامية في المنطقة العربية خاصة بالإدارة الأمريكية قد تكون مرتبطة بالفعل بتخصص اعادة هيكلة الصحف في ظل مئات الملايين من الدولارات التي تم اعتمادها رسميا كجزء من الميزانية الفيدرالية الأمريكية بهدف تجميل صورة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واعلان الحرب ضد الإرهاب التي تحددت بأنها حرب ضد الأصولية الإسلامية. ثم تطورت تعريفاتها علي لسان الرئيس جورج بوش الابن لتصل إلي الحرب علي الفاشية والنازية الإسلامية بعد أن كان قد أعلن عند تفجير برج التجارة العالمي ومبني البنتاجون الحرب الصليبية ضد الإسلام ثم اعتذر عن زلة لسانه وهفوتها. ***** وكان الهدف الرئيسي من انفاق مئات الملايين من الدولارات واضحا وصريحا بحكم أن أموال الميزانية الفيدرالية يتطلب تخصيصها حدا أدني من الشفافية أن يتم انشاء صحف ومجلات جديدة واصدار مطبوعات واطلاق قنوات فضائية تقوم برعاية وخدمة السياسة الأمريكية التي هي سياسة اليمين المحافظ بعقيدته الأصولية المسيحية الصهيونية التي يتركز جانب مهم ومحوري منها في العداء السافر للإسلام والتحضير للخلاص بالميلاد الثاني وتوفير متطلباته وفقا للنبوءات الإسرائيلية وما تستوجبه من إسالة دماء المسلمين أنهارا في فلسطين حتي يصعد الانجيليون الذين ينتمي إليهم الرئيس بوش وإدارته إلي السماء والخلاص لملاقاة السيد المسيح وتتهدم الأرض علي من عليها من الباقين من طوائف مسيحية, ومسلمين, وبوذيين, وهندوس, وعبدة شيطان, وكفرة, وماجوس. وتضمنت الأهداف الرسمية المعلنة أن يتم السيطرة علي أجهزة اعلام قائمة بالفعل استغلالا لشهرتها واسمها التجاري الصحفي مع شراء ضمائر الصحفيين, وبالتعبير الخفيف الناعم ضمان تعبيرهم عن المصالح الأمريكية وتركز الانفاق في ثماني دول عربية في مقدمتها مصر ولبنان والعراق والأردن ودول الخليج العربي وقد كشفت الوثائق المعلنة من الأجهزة الأمريكية عن أسماء لصحفيين محددة, وكشفت عن أسماء صحف قديمة وحديثة محددة وفي ظل الهلوسة القومية العامة من المحيط إلي الخليج فإن كشف الأسماء والعناوين كأن لم يكن وكأنه سحابة ليلة صيف في رسالة قوية وعاصفة عن القدرة علي حماية الانحراف والفساد وتأمينه من العقاب والمساءلة وفي تأكيد مضحك علي غفلة الرأي العام وانتشار مساحات البلاهة والبلادة بين الكافة والعموم. واللافت للنظر أن خبير اعادة هيكلة الصحف ارتبط عمله دائما بإثارة زوابع الشك والريبة حول الصحف الخاصة التي يعيد هيكلتها من الألف إلي الياء لضمان سلامة الهيكل والمعبد منذ لحظة انطلاقه الأولي وتدشينه للمهمة الكبري, وثارت أقوال وشائعات حول دخول المصري اليوم تحت مظلة الاستفادة من مئات الملايين من الدولارات الأمريكية علي الرغم من ملاءة وغني وثراء ملاكها من القطاع الخاص ولاحقتها علامة استفهام كبري مازالت تبحث عن الإجابة الصادقة والصائبة وقد واجهت بنفسي كبير الملاك السيد صلاح دياب رجل الأعمال الوافر الثراء بهذه الشائعات فنفاها بشدة وعنف إلي الحد الذي دفعني للتوقف عن طرح السؤال الثاني الضروري عن تأثير معاملات البيزنس لشركاته واسعة النطاق مع إسرائيل علي أعماله ومصالحه بشكل عام ومن ضمنها بالطبع وبالضرورة المصري اليوم وغيرها في ظل أن قواعد السلام البارد المصري الإسرائيلي منعت الغالبية الكبري من مجتمع الأعمال من العمل مع إسرائيل بالرغم من فوائده ومغانمه. ***** وقد تواصلت الشبهات والشائعات عندما حط خبير اعادة هيكلة الصحف في محطة جريدة البديل وهي مملوكة ملكية خاصة أيضا ولكن تردد أنهم رجال أعمال من طينة أخري وطبيعة أخري لأنهم رجال أعمال أصولهم يسارية, وكأن اليسار علامة دامغة علي حب الوطن والتمرغ في ترابه وشرب ماء النيل مهما أصابه من تلوث وتدمير بيئي حاد, وكأن الأستاذ لطفي الخولي رحمه الله وكان زعيما كبيرا للشيوعية واليسار وظل يكتب في الأهرام مقالات عصماء متصلة عن الاتحاد السوفيتي والامبراطورية السوفيتية العظيمة حتي في لحظات السقوط الدامغة والمؤكدة ويتغني بنضال قوي الشعب العامل ويا عمال العالم اتحدوا.. لم يتحول في غمضة عين إلي بطل عظيم من أبطال التطبيع والشرق الأوسط الكبير والصغير وجماعات أوسلو ودافوس ومنتدياتها وغيرها وغيرها الكثير ومع حطة الخبير البهية علي البديل فتح أبوابه أمام الخبراء الأفذاذ الذين يصرون علي عدم علاقة هنري كورييل الزعيم الكبير للشيوعية في مصر وأحد أبناء الطائفة اليهودية المصرية بالصهيونية العالمية وهو الأمر المؤكد ولثابت وثائقيا وتاريخيا والذي دفع حكومة الوفد برئاسة مصطفي النحاس في الخمسينيات من القرن العشرين لملاحقته وجماعته وأنصاره وكان الث من الطبيعي الذي يجب أن تدفعه جريدة البديل الخاصة أن يطلق عليها بعض الكتاب الوطنيين الغيورين لقب البديل الصهيوني ببركة خبير اعادة هيكلة الصحف, وعلي الرغم من كل الماضي الوطني النضالي لأصحابها من رجال الأعمال اليساريين والذي يتطلب الكثير من الشرح والفهم والاستيعاب حفاظا علي الذاكرة القومية الوطنية مما يترصدها ويتهددها, وللأمانة فإن ملف الدولارات الأمريكية لا يقتصر علي ذلك بل يمتد إلي45 مليون دولار أخيرة دفعت لتدريب الصحفيين المصريين بما فيهم العاملون في الصحف القومية والحزبية التي أعلن عن دفنها وتشييعها إلي مثواها الأخير وعقد في ظلال هذه المنحة الغامضة العديد من المؤتمرات المشبوهة شكلا ومبني ومعني طالما أن البساط أحمدي والكلام لا يدفع عنه جمارك ويتحدث فيه ويحضره هؤلاء الذي رمي الوطن طوبتهم من زمن وأعلن عدم حاجته إلي جهودهم ووافق علي تفرغهم لخدمة الهيكل والمعبد. ولم يقتصر خبير اعادة هيكلة الصحف في رصده الدقيق العنيف للواقع الصحفي المصري والاعلان الجازم بوفاة الصحف القومية والحزبية لأنها لا تبيع ولكنه أصدر حكما صائبا بأن صدور الأرقام الحقيقية عن توزيع هذه الصحف سيؤدي إلي انفضاض سوق الإعلان عنها وسقوطها المدوي وكأن البلاهة والسذاجة والتخلف وعدم الكفاءة صفات لا تقتصر فقط علي الصحف القومية والحزبية بل تمتد إلي كل جنبات أم الدنيا الاقتصادية والمالية والتجارية والخدمية فتدفعهم كالقطيع إلي انفاق المليارات من الجنيهات سنويا لاعلانات في صحف ومجلات ومطبوعات سكة لا يشتريتها مواطن حتي من باب الصدقة بحكم أن الصدقات تأتيها من التوزيع الإجباري عن طريق الحكومة والقوات المسلحة, وهو حديث يدخل تحت بند الاستنطاع الفكري ويؤرخ لبداية فترة تاريخية فاصلة لفساد وجليطة واستهبال من يطلقون عليهم خلافا للعلم اسم النخب إلا إذا فهمناها من خلال القطفة الأولي المنتخبة من الطماطم والخيار والكوسة وغيرها وفقا لقواعد علوم النبات وبعيدا عن بديهيات علوم الاجتماع بكل صرامتها ودقتها. وبحكم أن الصدام الأول لخبير اعادة هيكلة الصحف في جريدة المصري اليوم مع الزميل أنور الهواري رئيس التحرير المختار بالخطأ كان خلافا حول نشر اعلانات الويسكي في الجريدة وتركها ساحة مستباحة لاعلانات الخمور من اللحظة الأولي للاصدار والصدور, فقد تحدث باستهزاء ديني وعقيدي عن بعض الصحف القومية ووصفها بأنها صحف الرحمن علي وزن موائد الرحمن وهو استخفاف حقير بالإنسان والمواطن المصري وعقائده وحضارته وسلوكياته والقاء لاتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة بالنسبة للصحافة القومية في الأهرام والأخبار والجمهورية ودار الهلال والتي تشكل القاعدة الرئيسية والصلبة للصحافة المصرية ويصل توزيعها إلي مئات الآلاف وفي مجملها إلي المليون يوميا بإصداراتها ومطبوعاتها. *** بالقطع هناك حديث مكثف وهم يومي يطارد المؤسسات الصحفية القومية لاصلاح أوضاعها المالية والاقتصادية بعد أن تعرضت علي امتداد نحو ربع قرن إلي نهب منظم وفساد مقنن وتجاوزات مالية, عندما يقال عنها إنها بلغت المليارات فإن ذلك لا يعد من باب التضخيم والتهويل بل من باب رصد الحقائق الثابتة بالمستندات والتي هي محل تحقيق لابد أن ينتهي مهما طالت مدته بإظهار الحقيقة كاملة ومعاقبة اللصوص ومافيا الفساد علي ما ارتكبوه عيانا جهارا ومع ضخامة ما نهب وسرق فإن القدرة علي الاصلاح الجزئي في توقيتات زمنية يسيرة يشكل الدليل الحاسم علي الامكانات والقدرات الضخمة التي تملكها المؤسسات الصحفية القومية وتؤهلها من خلال التوزيع والاعلانات أن تصحح وتصوب عندما توقف جزئيا بعض نواحي النزيف المالي وليس كلها وليس جميعها. ولا يمكن أن يتحقق للصحافة القومية كل هذا الذيوع والانتشار بالرغم من الهجوم عليها والنواقص المهنية والسياسية التي تعاني منها والاتهامات المكثفة التي تلاحقها ليل نهار بأنها بوق الدعاية الحكومية إلا إذا كانت تملك من المقومات والمؤهلات البشرية والكوادر الصحفية ما يتيح لها الفرصة أن تبقي في قمة السوق الصحفية في مواجهة منافسة شرسة من الصحف الخاصة الداخلية والخارجية وهو ما يثبت أن البديل بتعريفات علم الاقتصاد مازال بديلا ناقصا يفتقد إلي الحرفية ويفتقد إلي قدرات التواصل الحقيقي مع القاريء علي الرغم من كل متغيرات مزاجه وسلوكه وتفضيلاته العاصفة والحادة علي امتداد السنوات الماضية. لا نقاش ولا جدال ولا فصال في أن الصحافة المصرية القومية وكذلك الحزبية تحتاج إلي متغيرات عاصفة في التقنية والامكانات الفنية, كما تحتاج إلي ثورة كاملة لرفع كفاءة العنصر البشري بما يتوافق مع متغيرات العصر ومقتضياته وتحديات الصحافة الالكترونية وغيرها, كما أنها تحتاج إلي سياسات تحريرية عصرية ومتطورة تسابق احتياجات القاريء ومتطلباته وتتوافق مع احتياجات المواطن العالي وثقافته ومزاجه, ولكن كل ذلك يظل دائما في سياق هاجس التحديث المشروع والملزم لكل مؤسسات المجتمع ومنشآته انطلاقا للزمن القادم, وهو حديث متصل ومتشعب يحتمل الكثير من التفسيرات الضرورية واللازمة في أحاديث قادمة ومتواصلة؟!