أصغرمتخصص كمبيوتر

حينما تتألق الموهبة وتتحدث لغة الإرادة ورغم حداثة السن ينصاع النجاح ويرفع الراية البيضاء ليرسم تألق إسم يخط وجوده بخطوات ثابتة لكنها متوازنة وواثقة تؤكد الجدارة والاستحقاق وترسم معالم مستقبلها بأمل يسافر في الافق الرحب تحصد النجاح وتعزف سمفونية خاصة تبصم بها وبالعشرة انها ستكون في المستقبل ذات شان ومكانة وتجبر كل من تابعها علي رفع القبعة اعترافا واحتراما.
من هذه القائمة الذهبية والمحدودة الراية الاسبوعية حاورت شاباً يافعاً يأسرك بهدوئه لكنه يجذبك بذكائه الذي يشع مع بريق عينيه وإرادته التي تترجمها مفرداته وثقته في نفسه التي زادته تالقا فهو يتصرف كالكبار ويحمل أفكار النوابغ والشطار ومبدؤه في الحياة ان المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس الأقوياء انه زيد علي حسن اللواتيا. صاحب ال14ربيعا فقط الذي ورغم حداثة سنه يتعامل مع الحاسوب بكفاءة عالية بل ويصمم المواقع بجودة عالمية وهو قبل ذلك طالب ناجح وبالعلامة الكاملة لا يتنازل عن الصدارة.. قمنا بزيارة زيد وكانت لنا معه جلسة تحدث فيها بلغة الثقة وجعلنا ندرك اننا نحاور انسانا صغيراً بعمره لكنه كبير بافكاره وطموحاته وقدراته.
طموح لا حدود له
بداية هل لك ان تعرف بنفسك أصدقاءك في قطر والوطن العربي؟
اسمي زيد علي حسن اللواتيا. عماني من مواليد 10-9-1993طالب في الصف التاسع أساسي شغوف بالدراسة وأصر ان أكون الأول دائما اما هوايتي الأولي فهي الكومبيوتر الذي اعتبره صديقي كما أمارس الفروسية.
تتمتع بكفاءة عالية في تصميم المواقع هل لنا ان نعرف قصتك مع الحاسوب؟
لقد احببت هذا الجهاز منذ صغري حيث بدأت أتعامل معه منذ ان كان عمري 8 سنوات وبروزي ولما لاحظ والداي شغفي بهذا الجهاز وبروزي في التعامل معه اشتروا لي واحدا وبفضل التشجيع استطعت ان أتحكم فيه وانا صغير جدا وهذا ما رفع درجة التحدي عندي وجعلني اطمح الي ان أغوص في اعماق هذا الجهاز واعرف كل أسراره ومكوناته وبالفعل وظفت فضولي وطموحي واستطعت شيئا فشيئا ان أضع الموضوع تحت السيطرة كما انني اتابع كل جديد في عالم الحاسوب الذي تربطني به علاقة خاصة حيث انني أصبحت اعرف كل إسراره وقد استرعت انتباهي المواقع وبما انها أضحت لغة العصر فقد قررت ان أغزو هذا العالم ايضا وبفضل المطالعة والاطلاع والتجربة والخطأ أصبحت أصمم مواقع بمقاييس عالمية وحيث انني املك موقعا خاصا كما صممت مواقع لعدة أشخاص ومؤسسات في السلطنة وخارجها وأتلقي دائما العديد من الطلبات لتصميم مواقع اعمل علي انجازها والحمد لله كل الافراد و المؤسسات الذين صممت لهم المواقع اشادوا بها بل واعترفوا بالتميز.
سمعت انك اصغر عماني يحصل علي احدي الشهادات الخاصة بالكمبيوتر؟
-نعم انا اصغر عماني يحصل علي شهادة صيانة الحاسوب وحل مشاكله حيث تحصلت عليها وانا لم ابلغ ال13 سنة بعد وقد كنت ادرسها مع مجموعة كلهم اكبر مني لكن بفضل الإرادة والجهد تفوقت.
حينما تصادفك مشكلة في الكومبيوتر او امر يستعصي عليك كيف تتصرف؟
-أولا وقبل كل شيء اعتمد علي نفسي و أحاول جاهدا ان احله مهما كلفني ذلك من جهد ووقت وقد اسهر معه الي ساعة متأخرة من الليل او أظل معه أياما عديدة وغالبا ما انجح في التحدي واصل الي الحل المطلوب اما اذا استعصي الامر فإنني ألجأ الي المختصين.
هل تعتبر انك وصلت الي نقطة النهاية؟
-أبدا فانا اعتبر انني مازلت في البداية وعالم الكمبيوتر محيط واسع لا حدود له فكل يوم هناك جديد بل احيانا كل ساعة في هذا عالم الحاسوب لذلك فانا اعمل جاهدا لأكون علي اتصال دائم ومتابعة دقيقة لكل خطوة وذلك عبر المواقع الالكترونية والمجلات والجرائد وكل ما يحمل اخبار الكومبيوتر وانا لا اعرف الجديد فقط بل اسعي للتمكن فيه.
الي اين يصل طموح زيد وماذا يتمني ان يكون في المستقبل؟
-اتمني ان أواصل دراستي حتي الدكتوراه وسأتخصص في الكمبيوتر لأكون مهندسا في الحاسوب باذن الله.
ماهي مكانة الكمبيوتر في حياتك؟
-إنه صديقي الدائم والنافذة التي تربطني بالعالم
ألا يشغلك ذلك عن الدراسة ويؤثر علي نتائجك؟
-إطلاقا فانا إنسان منظم جدا واعمل حسب برنامج مدروس ودقيق اعطي لكل شيء حقه وأدرك جيدا ان الدراسة هي المستقبل لذلك امنحها الاهتمام الكافي واللازم والحمد لله احقق دائما المراتب الاولي في الدراسة حيث ان كل نتائجي متميزة وانا راض عن نتائجي في الدراسة لكن اعمل علي تحسينها لانني انسان طموح واحب دائما ان أكون الاول في كل المجالات وبما ان طموحي يسافر بعيدا فانا اقترب من الثانوية العامة وتفصلني عنها بعض السنوات لكن هدفي الماجستير وبعده الدكتوراه انه طموح مشروع اعرف انه يتطلب مني جهدا وعملا لكن انا مستعد لكل شيء وسأحقق ذلك باذن الله.
هل لك ان ترسم لنا وبالتفصيل معالم النظام الذي تتبعه للتوفيق بين الدراسة والكمبيوتر وممارسة مختلف الهوايات الأخري؟
-الامر فعلا ليس سهلا فالإنسان بطبعه خاصة في مرحلة سني يميل الي اللعب والمرح لكن والحمد أتمتع بوعي يسمح لي بتحديد المعالم وإعطاء الأولوية ووقتي اقسمه بدقة فهناك مساحة لها الاولوية للدراسة من خلال انجاز الواجبات وتحضير الدروس ومراجعة ما درسته ثم بعدها اوزع الوقت الباقي للكومبيوتر وهواياتي الأخري وحتي للأصدقاء فالوقت من ذهب ان لم تغتنمه ذهب وقد صدق الحكيم الذي قال ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فاذا لم تستغل وقتك رحل عنك بسرعة وعقارب الساعة لا يمكن ان تقف وترجع الي الوراء او حتي ان تبطيء من سرعتها لذلك علينا ان ننظم برنامجنا علي مقاس سرعتها ولا يكون هناك وقت ضائع والنظام لن يحرمنا من اي شيء بل العكس تماما فهو يسمح لنا بتحقيق كل اهدافنا.
ألا يسرق منك الاهتمام بالكمبيوتر والدراسة وقتك ويحرمك من متعة اللعب والاستمتاع ببعض الوقت في الألعاب والمرح؟
-الإنسان المنظم يستطيع ان يصل الي كل شيء ونا أذاكر جيداً ويوميا وامنح وقتا كافيا للحاسوب وكذلك للواجبات الأخري ايضا اجد مساحة واسعة للعب والمرح مع أصدقائي ومع اخواني ايضا لانني اعرف ان ذلك جزء مهم في حياتي وهو اساسي لنمو سليم واؤكد انا النظام اساس النجاح وان والحمد لله اشعر انني اعيش حياتي باستقرار وتوازن.
ثقة وشعور بالمسؤولية
ماذا قدم لك النجاح في الدراسة والكومبيوتر؟
-أعطاني الثقة في النفس فقد تأكدت من قدراتي وانني املك كل الإمكانيات اللازمة للنجاح وبتميز كما وسعت افقي وجعلت طموحاتي تكبر وتزداد وعلمني ايضا الشعور بالمسؤولية فحينما التزم مع مؤسسة او شخص لانجاز موقع تكون تلك مسؤولية اشعر بثقلها وأدرك انني في مستواها فالذي اختارني من بين كل الاسماء الموجودة رغم صغر سني اكيد قد وضع ثقته المطلقة في وبالتالي تكون تلك مسؤولية اشعر بثقلها لكنني أتصرف بثقة لانني ادرك انني في مستواها والحمد لله كل الذين أنجزت لهم مواقع لحد اليوم انبهروا بها واكدوا انها أروع مما كانوا يتوقعون كما ان هذا المجال اكسبني حب الناس وهي نعمة عظمي.
اعتراف بالفضل
من يقف وراء نجاحك ويدفعك للامام؟
-الوالد والوالدة في المقام الأول وانا دائما اعترف بجميلهما وادعو الله ان يحفظهما فهما الشمعة التي تنير لي الطريق والشحنة التي تمدني بالطاقة وتشعل في روح المثابرة والطموح وذلك بفضل توفيرهما لكل الظروف الملائمة لي ليس المادية فقط بل الروحية بالدرجة الاولي فدوما هناك حوار ومتابعة وهذا بفضل الجو الاسري الدافئ في البيت الذي جعل العلاقة بين الجميع حميمية كما ان الاسرة والأصدقاء يمدونني بالتشجيع.
دور الأسرة أساسي
اراك تتحدث كثيرا عن الجو الاسري هل لنا ان نعرف رايك في دور الاسرة في تشجيع ابنائها؟
-انه دور مهم وأساسي وانا أتحدث عن تجربة وواقع أعيشه فالجو الأسري المستقر والدافئ الذي اعيش بين احضانه له دور فعال في بروزي وبزوغي فلولا تشجيع الأسرة وتوفير الظروف الملائمة ما استطعت تحقيق اي شيء بل الاسرة هي التي اكتشفت موهبتي فغذتها ودفعتني في الاتجاه الصحيح وهذا هو الدور الذي يجب ان تضطلع به الاسرة ولا شك ان متابعة الاسرة لابنها ستوقد في الابن روح الحماس. واؤكد علي نقطة مهمة جدا فالكثير من الاسر توفر لابنائها كل الماديات التي يحتاجونها واكثر لكنها تغفل شيئا هاما جدا وهو الجانب الروحي لذلك لابد من الاهتمام بهذا الجانب فالطفل بحاجة ماسة الي الغذاء الروحي من حنان ومتابعة واهتمام وتشجيع وانا سأظل دائما اعترف بان الجو الروحي الدافئ الذي اعيشه داخل الأسرة من اهم أسباب نجاحي وبروزي.
كيف يكون شعورك حينما تقف في محطة للنجاح؟
-انه شعور لا يوصف ولحظات لا يمكن للكلمات ان تصفها فهي لحظة جني ثمار المثابرة والعمل والجهد وفي تلك اللحظة دائما ايضا اتذكر كل الذين كانوا وراء نجاحي فاعترف بفضلهم وادعو لهم.
العقل السليم في الجسم السليم
انت ايضا فارس مغوار تمارس رياضة الفروسية بشغف
نعم انها الرياضة المفضلة عندي فانا اؤمن ان العقل السليم في الجسم السليم لذلك امارس الرياضة بانتظام خاصة الفروسية التي احرص عليها وفق برنامج اسبوعي احرص علي تنفيذه بدقة وانا أمارس هذه الرياضة منذ سنة وانا اجد في الفروسية المتعة ولا ننسي انها من الرياضيات التي أوصانا بها الإسلام حيث قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) والفروسية علمتني التركيز والثقة والقوة و الدقة والكثير من الأمور الممتعة وسأظل أمارسها دوما بإذن الله.