نقلا عن : الاخبار 21/11/07 أثارت الدراسات والتصريحات الصادرة بشأن التفكير في اقامة عاصمة جديدة لمصر رد فعل علي اعلي المستويات. خلال زيارته للاسماعيلية لافتتاح بعض المشروعات الخدمية قال الرئيس حسني مبارك للصحفيين الذين سألوه عن مشروع هذه العاصمة الجديدة ان الاولوية لتحقيق العدالة الاجتماعية واقامة المرافق التي تخدم المواطنين غير القادرين. قال ان الدولة ليست علي استعداد لانفاق مبالغ كبيرة في تمويل انشاء هذه العاصمة في وقت تحتاج فيه لهذه الاموال لسد الاحتياجات الشعبية. اعلن ان اقامة عاصمة جديدة يدخل ضمن الخطط المستقبلية التي يمكن الاقدام علي تنفيذها مثلا بعد 15 سنة عندما تسمح الظروف وتتحسن الاوضاع المالية. وقال الرئيس ان هناك الكثير من المشروعات التي يجري التخطيط لها من اجل ان تستفيد منها الاجيال القادمة. واذا كانت الامكانيات المالية التي يعايشها الرئيس لا تسمح حاليا بتحقيق امل ان يكون لمصر عاصمة ادارية تخفف من التكدس والاعباء والمعاناة الملقاة علي عاتق قاهرة المعز فإن علي اجهزة الدولة ان تضع خطة عاجلة لانقاذها وانقاذ سكانها من كل هذه المشاكل. واذا كان هناك استحالة امام احياء مشروع العاصمة الجديدة خضوعا للأولويات التي لا تسمح متطلباتها المالية بالاقدام علي هذه الخطوة فإنه يصبح ضروريا العمل علي تحسين الوجه الجمالي للقاهرة والارتفاع بمستوي الخدمات والمرافق ومواجهة ارتفاع معدلات التلوث. الاهم من كل هذا وباعتباره عنصرا اساسيا في تحقيق كل هذه الأماني هو ان تكون هناك اجراءات حاسمة للحد من الهجرة إليها وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بتحسين ظروف الحياة والمرافق وفرص العمل في عواصم المحافظات ومدنها والالتزام باللامركزية في الخدمات التي تقدمها اجهزة الدولة. وتعليقا علي المقال الذي كتبته امس الاول وتناولت فيه الدراسة التي بعث بها الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الي مجلس الشوري حول مشروع العاصمة الجديدة قال لي احمد ابو الغيط وزير الخارجية في اطار اهتمامه كمسئول ومواطن بالقضايا الداخلية انه وبدلا من اقامة هذه العاصمة التي تحتاج الي اموال طائلة فإنه يمكن التخطيط لتطوير المناطق العشوائية في القاهرة وان يتم اقامة مشروعات خدمية وجمالية مكانها ويضيف ابوالغيط انه لابد وان يسبق اتخاذ هذه الخطوة تدبير بيوت حديثة وصحية لسكانها في المناطق الجديدة مع تعويضهم تعويضا عادلا وقال ان تمويل هذه المشروعات الاسكانية سيتم في هذه الحالة من عمليات استثمار اراضي هذه المناطق العشوائية ومن ناحية أخري يري وزير الخارجية ان مثل هذا التحرك الذي يجب ان يتم وفق دراسات وخطوات محسوبة سوف يساهم في حل الكثير من مشاكل القاهرة. واذا كان يمكن النظر بعين الاهتمام الي هذه الافكار كبديل لمشروع العاصمة الجديدة فان الاحوال السيئة التي وصلت اليها الامور بالعاصمة الحالية تتطلب الاسراع في العمل علي كل المحاور من اجل الخروج من هذا المأزق.