تبدأ في العاصمة السعودية الرياض السبت أعمال القمة الثالثة لرؤساء الدول الأعضاء بمنظمة الأقطار المصدرة للبترول "أوبك"وسط استمرار الارتفاع في أسعار النفط بالأسواق العالمية، فيما شهدت الاجتماعات الوزارية التي عقدت تمهيدا للقمة خلافا حول إعراب دول أوبك عن قلقهم إزاء تراجع سعر صرف الدولار. ولكن وزراء الخارجية والنفط والمالية بدول أوبك اتفقوا فيما بينهم في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضى على الصيغة النهائية للبيان الختامي الذي سيتم رفعه للقمة، ويتناول القضايا الثلاثة الرئيسية التي وضعت على جدول أعمال القمة، والتي تتعلق باستقرار إمدادات النفط و دفع مسيرة التقدم الاقتصادي عالميا وحماية البيئة. وبالنسبة إلى استقرار الأسواق العالمية، فقد أكد بيان القمة على استمرار التزام "أوبك" بتزويد الأسواق العالمية كما في الماضي، وجهودها في استقرار هذه الأسواق بإمداداتها، وتأكيد توفير طاقات إنتاجية زائدة، كي تساعد على استقرار هذه الأسواق. ووفق ما جاء في البيان، الذي من المتوقع أن يقره قادة الدول الأعضاء بمنظمة أوبك خلال اجتماعاتهم التي تستمر ليومين، فإن المنظمة ستطلب من الدول المستهلكة للنفط بأن تتعاون من أجل وضع إستراتيجية واضحة، وخلق أجواء للحوار المباشر والمستمر. وبالنسبة إلى قضية الرخاء الاقتصادي، أكد البيان دعم منظمة أوبك لجهود منظمة "اوفيد" لمساعدة الدول الفقيرة، كما أكد حرص دول أوبك على حماية بيئة كوكب الأرض، رغبتها في المساهمة في حلول مشكلات التغيير المناخي. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أنه سيخرج عن القمة بيان تحت اسم "إعلان الرياض"، وهو تتويج لنجاح منظمة "أوبك" وترجمة لتطلعات شعوبها، واستمرار لإعلان الجزائر عام 1975، وإعلان كاراكاس عام 2000. واضاف"يأتي هذا الإعلان انطلاقاً من إيماننا بمسؤولياتنا تجاه شعوبنا، وبالمساهمات التي نقوم بها لدفع عجلة النمو في الاقتصاد العالمي، حيث استند إلى ثلاثة مرتكزات رئيسة، هي استقرار السوق النفطية الدولية، واستغلال الطاقة من أجل التنمية المستدامة، والاهتمام بقضايا البيئة". وذكر الفيصل خلال رئاسته لاجتماع ضم وزراء الخارجية والمالية والنفط في دول أوبك الجمعة، إن "انعقاد القمة الثالثة في هذا المنعطف المهم، إنما يعكس تطلعات دول نفطية تسعى إلى استغلال ثرواتها كجسر بناء للمستقبل، واهتمام دولنا بالأوضاع الاقتصادية والنفطية والتنموية والبيئية العالمية من ناحية أخرى". وشهد الاجتماع الوزاري خلافا حول تضمين البيان الختامي للقمة جملة تتضمن إعراب دول أوبك عن قلقها بسبب "تدهور سعر الدولار"، بناء على طلب من وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا من وزير النفط الفنزويلي، فيما اعترض عليه وزير الخارجية السعودي، الذي كان يرأس الجلسة. وتمكن الصحفيون الذين يغطون الاجتماعات من متابعة البث الحي لوقائع ما دار في الاجتماع، والذي كان من المقرر أن يكون مغلقا على وزراء الخارجية لمناقشة البيان الختامي. وردا على اقتراح وزير الخارجية الإيراني،صرح الفيصل "هذا موضوع حساس يجعل الدولار ينهار أكثر، وبالتالي يزيد من المشاكل التي نعاني منها"، وأضاف قوله إنه "إذا ما سارت أوبك بالاقتراح الإيراني، ربما نرى أن الدولار ينهار أكثر بدلاً من أن يحصل ما هو لصالحنا". وحسم الوزير السعودي الجدل حول هذه النقطة الخلافية بقوله إنه يجب ترك هذا الموضوع إلى الجهة المختصة، وهي وزراء المالية. ومن جانبه، وصف وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي بن إبراهيم النعيمي قمة أوبك التي تعقد في الرياض وتستمر يومين، بأنها ستكون "ذات تأثير إيجابي على تضامن المنظمة، وعلى التعاون العالمي في مجال البترول والطاقة". ونقلت احدى وكالات الأنباء السعودية عنه "إن لهذه القمة أهمية خاصة" كونها تعقد في المملكة العربية السعودية التي تعد أكبر منتج ومصدر للبترول في العالم، مشيرا إلى أن المملكة تنهج سياسة نفطية تعتمد على مبدأ التعاون بين دول الأوبك نفسها، وبينها وبين الدول المنتجة خارج الأوبك، وكذا التعاون مع الدول المستهلكة.