أصبحت مقبرة "وادي السلام" في مدينة النجف العراقية اسما على مسمى حيث تراجعت أعداد القتلى مع انحسار العنف. فالمقبرة كانت الى وقت قريب واحدة من أكثر المقابر نشاطا حيث يعمل حفارو القبور ومتعهدو الدفن ليل نهار لدفن عشرات الالاف من العراقيين ضحايا العنف الطائفي. ومع تراجع أعداد الضحايا من المدنيين العراقيين في الشهرين الماضيين ، أشار مسئولو المقابر أيضا الى انخفاض حاد فى عمليات الدفن بعد ان شهد العام السابق تدفقا مرتفعا لاعداد الضحايا. وفي النجف التي تعد من أكثر الاماكن شعبية لعمليات الدفن في العراق نظرا للمكانة الخاصة التي تحظى بها المدينة لدى الشيعة تراجع النشاط بمقدار عشرة أمثال تقريبا. وقال عدنان الصافي المتحدث باسم مقبرة وادي السلام إن المقبرة استقبلت حوالي 900 عراقي لقوا حتفهم في أعمال العنف في يوليو تموز الماضي.وحوالي نصف هؤلاء تقريبا اعتبروا "مجهولين". وقال الصافي ان عدد الذين قتلوا في أعمال العنف تراجع الى النصف تقريبا الى 472 قتيلا في أغسطس اب الماضي والى 356 في سبتمبر أيلول.وانخفض الى 130 قتيلا في أكتوبر تشرين الاول الماضي. وقال المتحدث باسم مقبرة اخرى تسمى الكرخ ان المقبرة استقبلت في يوليو تموز الماضي 194 جثة وتراجع هذا الرقم بشكل متواصل على مدى الاشهر الثلاثة التالية الى 107 جثث في أكتوبر تشرين الاول.وكان أعلى رقم استقبلته المقبرة في شهر واحد 516 جثة في أبريل نيسان عام 2006 بعد شهرين من تفجير المزار في سامراء. ومن الاسباب التي أدت الى تراجع أعداد الخسائر البشرية في الشهرين الماضيين زيادة في القوات الامريكية قدرها 30 ألف جندي وتحسن أداء قوات الامن العراقية والاعداد المتزايدة لوحدات شرطة الاحياء التي شكلها زعماء العشائر.