أكد الدكتور عبدالعزيز حجازي، رئيس وزراء مصر الأسبق أن حرب أكتوبر 1973 والنصر فيها لم يكن السبب الوحيد في الانفتاح الاقتصادي على الغرب، مشيرا إلى أن مصر بدأت في تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي قبل حرب أكتوبر، ولكن هذه الحرب سارعت من وتيرته. وقال حجازي في صالون إحسان عبد القدوس الذى عقد مساء اليوم السبت بنقابة الصحفيين، إنه غير مسئول عما حدث بالبلاد في الفترة بعد يناير 1975، مضيفا "أبريء نفسي من الانفتاح بعد عام 1975، وقد فشلت سياسة الانفتاح لسوء تطبيقها في مصر." وأضاف حجازي "عند التفكير في الانفتاح الاقتصادي كنا نحلم أن يقدم الخير للمواطن المصري، ولكن نسبة الفقر وصلت إلي 40%، وكنا نحلم بمجتمع يستقطب الأموال والاستثمارات، ولكن الاستثمار الأجنبي لم يزد خلال السنوات الأخيرة على 2%". وأضاف أن التحول إلي سياسة الانفتاح كان بدوافع محلية، مشيرا إلي أن البذرة الأولي للانفتاح كانت من نقد الرئيس جمال عبد الناصر للقطاع العام، وتوجيه الوزارة للخروج من سيطرة القطاع العام، مؤكدا أن عبد الناصر لو عاش فترة أطول لكان طبق سياسة الانفتاح، وذلك لعدم القدرة على السيطرة على خسائر القطاع العام، وارتفاع أسعار السلع، وخاصة الأساسية. وأشار إلي أن بداية الانفتاح لم يكن بضغط ولكنه كان بدوافع وطنية، ولم يكن الهدف منه أن يكون سداح مداح كما قال الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، ولكن كان الهدف استثماريا بضوابط. وأوضح أن الانفتاح الاقتصادي لم يكن نظرية وفلسفة ولكن كان حاجة وطنية، وضرورة فرضتها الظروف، لفتح الباب للاستثمار، وأنه كان تغيرا وطنيا مستقلا لم تتحكم فيها القوي الدولية أو الشركات متعددة الجنسيات. وطالب حجازي الرئيس المقبل بتقييم الأوضاع جيدا في جميع المناحي، ورسم خطته، وإعداد رؤيته للمستقبل قبل تولي المسئولية وحلف اليمين رسميا، والاستفادة من الطاقات المعطلة، مشددا على ضرورة طرح وثيقة لرؤية مصر الاقتصادية للمستقبل لا تمثل رأي شخص أو حزب وإنما تمثل رأي أمة. وقال محمد عبد القدوس، وكيل نقابة الصحفيين، إن إنعقاد هذه الندوة جاء بمناسبة مرور 40 عاما علي الانفتاح الاقتصادي، الذي أعقب حرب السادس من اكتوبر في عام 1973.