بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة زيارة الى جنوب السودان يلتقي خلاله الرئيس سلفا كير للسعي الى وقف اطلاق النار في النزاع الدامي المستمر منذ اربعة اشهر والذي اثار تحذيرات من وقوع ابادة ومجاعة. وقال مسؤولون اميركيون انه سيجري محادثات عبر الهاتف مع زعيم المتمردين رياك مشار. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي ان "كيري سيشدد مجددا على ضرورة ان يحترم جميع الاطراف اتفاق وقف اطلاق النار والتوقف فورا عن شن هجمات على المدنيين". ومن المقرر ان يجتمع كيري مع قادة قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي تعرضت قواتها لهجوم من الاطراف المتنازعة. كما يجتمع مع مسؤولي المجتمع المدني وممثلين عن حوالى مليون شخص اضطروا لمغادرة منازلهم ولجأ عشرات الالاف منهم الى قواعد الاممالمتحدة . وتتعرض الولاياتالمتحدة لضغوط من اجل التدخل لانها كانت الراعية الاساسية لاستقلال جنوب السودان عن الخرطوم وضخت مليارات الدولارات لمساعدة البلاد منذ انفصالها عن السودان في 2011. وقد عبر كيري الخميس عن نفاد صبر واشنطن قائلا ان اعمال كير ومشار "تخيب الامال" لا سيما وان التنافس بينهما ادى الى موجة اعمال قتل اتنية بين قبيلتي الدينكا (التي يتحدر منها كير) والنوير التي ينتمي اليها مشار. ولم تحقق محادثات السلام بين الطرفين التي جرت في اثيوبيا اي تقدم وبقي اتفاق لوقف اطلاق النار وقع في اواخر يناير حبرا على ورق وانتهكه الطرفان عدة مرات. واضاف كيري "يجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل المستهدفة على اسس اتنية وقومية، ونحن نعكف على دراسة فرض عقوبات ضد من ينتهكون حقوق الانسان ويعرقلون المساعدات الانسانية". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وقع الشهر الماضي مرسوما يسمح بفرض عقوبات من بينها مصادرة الارصدة وحظر تاشيرات السفر ضد اي شخص يعتبر مهددا لجهود السلام في جنوب السودان. وقتل الالاف وربما عشرات الالاف واجبر 1,2 مليون شخص على الاقل على الفرار من منازلهم في البلد الذي حصل على استقلاله من السودان في 2011. وكانت المفوضة العليا لحقوق الانسان لدى الاممالمتحدة نافي بيلاي قالت ايضا الاربعاء خلال زيارة الى جنوب السودان "صدمتني اللامبالاة الظاهرة حيال خطر المجاعة الذي أبداه القائدان. لم يبدوا متأثرين كثيرا بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الالاف من أبناء شعبهم، بسبب فشلهما شخصيا في حل خلافاتهما سلميا".