فيما يعتبر أول واقعة في تاريخ البلاد لانتقال السلطة بشكل ديمقراطي،شهدت الانتخابات الأفغانية إقبالا كبيرا من جانب الناخبين لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي. ورغم التهديدات السابقة من حركة طالبان إلا أن العملية الانتخابية تمت بدون معوقات تذكر باستثناء بعض الحوادث في بعض مراكز التصويت. وكانت حركة طالبان قد توعدت باستهداف اللجان الانتخابية والعاملين فيها والناخبين بسبب ما قالت إنه مؤامرة غربية ضد البلاد. سبعة ملايين شخص أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية من بين 12 مليون ناخب لهم حق التصويت بما يعادل 58 في المئة. بلغ عدد اللجان التى أدلى الناخبون فيها بأصواتهم أكثر من 6 ألاف لجنة فرعية.،وانتشرت قوات الأمن في أرجاء العاصمة كابول والأقاليم الأفغانية كافة بهدف منع أي هجوم محتمل تشنه حركة طالبان التي تعهدت بعرقلة الانتخابات. وشهدت الانتخابات اختيار مرشح في السباق الرئاسي علاوة على انتخاب أعضاء المجالس المحلية في 34 إقليما أفغانيا في الوقت نفسه. ويتنافس ثمانية مرشحين لخلافة الرئيس حامد كرزاي الذي يمنعه الدستور من السعي لشغل المنصب لفترة ثالثة على التوالي. وأكد كرزاي عقب إدلائه بصوته أهمية هذه الانتخابات. وقال إنه "يوم مهم جدا لتحديد مستقبل دولتنا حيث ينتخب شعب أفغانستان رئيسا وأعضاء مجالس الأقاليم عبر الاقتراع السري". ويخوض المنافسة في الانتخابات ثمانية مرشحين، أبرزهم ثلاثة وزيرا الخارجية السابقين عبد الله عبد الله، وزلماي رسول، ووزير المالية السابق أشرف غاني أحمدزاي. وقام عبد الله بحملة واسعة، فيما يتمتع غاني بدعم قوي في صفوف الشباب بالمناطق الحضرية.،أما رسول فيبدو أنه المرشح المفضل لدى الرئيس كرزاي. ومن غير المتوقع أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، وهي النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، وهو ما يعني إقامة جولة ثانية يوم 28 مايو/ أيار المقبل. وأبدى مراقبون دوليون تفاؤلا متزايدا بأن إحكام الأمن وعدد الضمانات الجديدة ضد التزوير سيجعل هذه الانتخابات أكثر نزاهة من أي اقتراع شهدته أفغانستان وكانت السلطات قد حظرت على المواطنين إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة حتى موعد إغلاق الصناديق مساء السبت بهدف منع استخدام هذه الخدمة للدعاية في آخر لحظة. تأمين عملية الاقتراع .. وبدأت أكبر عملية عسكرية في أفغانستان منذ سقوط نظام حكم طالبان في عام 2001 لتأمين الاقتراع،حيث منعت السلطات دخول المركبات إلى كابول منذ منتصف يوم الجمعة، فيما أقامت قوات الشرطة نقاط تفتيش عند كل تقاطع. ونشرت السلطات 400 رجل أمن لتأمين الناخبين أثناء عملية الاقتراع، حسبما أعلن مسؤولون. وكانت الفترة التي سبقت الاقتراع الأشد دموية منذ سقوط طالبان،فقد شن مسلحون هجمات على مقر وزارة الداخلية شديد التحصين، والمجمع الرئيس للجنة المستقلة للانتخابات، وفندق سيرينا الفخم.،لكن يبدو أن العنف أدى إلى تقوية عزيمة الأفغان على المشاركة في عملية الاقتراع كما يرى المراقبون . وكان استطلاع للرأي، أجرته "مؤسسة الانتخابات الحرة والنزيهة" قد اظهر أن أكثر من 75 في المئة من المشاركين يعتزمون التصويت بالرغم مما يشاع عن تراجع الثقة في العملية الانتخابية. ترحيب دولى .. مجلس الأمن الدولي رحب بالانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان وأكد في بيان له ، على أهمية هذه الانتخابات التي وصفها ب"التاريخية" في التحول والتطور الديمقراطي لأفغانستان . وأثني بيان المجلس على مشاركة الشعب الأفغاني وشجاعته للإدلاء بصوته، رغم تهديدات حركة طالبان والجماعات المتطرفة و الإرهابية الأخري. كما أشاد البيان بالجهود التي قادتها أفغانستان للتحضير لهذه الانتخابات وعقدها وبالدور المهم للمؤسسات الانتخابية، بما في ذلك اللجنة المستقلة للانتخابات واللجنة المستقلة للشكاوى الانتخابية، وقوات الأمن الوطنية. وأدان بيان مجلس الأمن تصرفات أولئك الذين حاولوا تعطيل الانتخابات، خاصة الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، بما في ذلك موظفي الانتخابات والمرشحين، وجميع أعمال العنف و الإرهاب من قبل حركة طالبان وتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات العنيفة والمتطرفة و الجماعات المسلحة غير المشروعة التي تهدف إلى زعزعة الوضع في البلاد. وحث أعضاء مجلس الأمن جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المرشحين ومؤيديهم، إلى التحلي بالصبر واحترام المؤسسات والعمليات الانتخابية. وقال أعضاء المجلس في البيان نتطلع قدما إلى إعلان النتائج النهائية للانتخابات من قبل لجنة الانتخابات المستقلة، ونتطلع إلى العمل مع الممثلين المنتخبين حديثا من شعب أفغانستان.