قتل جندي أمريكي الخميس أن جنديا أمريكيا قتل الثلاثاء الماضي بمحافظة الأنبار غربي العراق اثر انفجار قنبلة على جانب الطريق، ياتي هذا فيما أشارت دراسة مولها سلاح الجو الأميركي ونشرت الأربعاء الى ان انسحابا أميركيا من العراق سيصبح محتملا في حال لم ينخفض مستوى العنف بشكل واضح في هذا البلد. واعتبرت الدراسة التي أجراها معهد "راند كوربوريشن" ان خفض مستوى العنف ضد المدنيين العراقيين يجب ان يكون الهدف الأساسي للإستراتيجية الأميركية طالما ان القوات الأميركية لا تزال في العراق. وقالت ان الولاياتالمتحدة ستواصل اعتماد نفس المقاربة في عملية إرساء الاستقرار في البلاد "الا اذا تصاعد العنف الى درجة يقرر فيها المسؤولون الأميركيون بان الانسحاب سيكون أفضل". لكن معدي الدراسة قالوا انهم "غير متفائلين بحصول نجاح في المستقبل القريب" وحذروا من انه سيكون من الصعب احتواء الضغوط لسحب القوات الأميركية اذا لم تتمكن من خفض معدل العنف. وأوردت الدراسة "اذا لم يتراجع عدد العراقيين الذين يقضون في أعمال العنف بشكل كبير في صيف 2007 فانه سيكون من المستحيل مقاومة الضغط السياسي المحلي لسحب القوات الأميركية". ويؤكد الجيش الأميركي ان إرسال تعزيزات عسكرية اميركية منذ مطلع العام الى العراق قلص مستوى العنف. لكن الأرقام التي جمعتها ثلاث وزارات عراقية تظهر ان عدد القتلى المدنيين قد ارتفع الى 1652 في يوليو/ تموز اي بزيادة الثلث عما كان عليه في يونيو/ حزيران وأكثر بقليل مما كان عليه في فبراير/شباط. وقالت اولغا اوليكر ابرز معدي الدراسة التي جاءت بعنوان "خيارات للعراق: اعادة تقييم" ان المستوى الحالي للعنف في العراق يشير الى ان الإستراتيجية القائمة على إرسال تعزيزات ليست فعالة. وأوضحت في مقابلة تمت عبر الهاتف ان "العنف لا يزال في مستوى غير مقبول" مضيفة "لا يزال هناك عدد من العراقيين يقتلون بمعدلات عالية جدا وآلاف يغادرون البلاد يوميا". وأمضت اوليكر مع خمسة أشخاص آخرين اكثر من عام في العراق لوضع هذه الدراسة بعد مقابلة عدة مسؤولين وخبراء. وهذه الدراسة التي مولها سلاح الجو الأميركي تقدم عرضا مسهبا للخيارات والإستراتيجية الأميركية في العراق. ومن بين الخيارات التي كانت مدار بحث استعمال قوة كبرى لفرض النظام او تقسيم البلاد حسب الاتنيات التي تعيش فيها او اختيار منتصر في حرب أهلية ودعمه او بكل بساطة الانسحاب من العراق والانتظار لمعرفة من سيخرج منتصرا من هذا النزاع. لكن معدي الدراسة خلصوا الى ان فرص نجاح او تطبيق هذه الخيارات قليلة جدا. واعتبروا ان "الالتزام الأميركي في العراق يجب الا يكون بدون نهاية". ورأوا انه "اذا لم تكن القوات الأميركية قادرة على خفض العنف في العراق فان استمرار وجودها واستمرار النفقات المالية والخسائر في الأرواح لن يحظى بالدعم حتى لو كان تواجدها يحقق أهدافا أخرى". وقالت الدراسة انه حتى قبل اتخاذ قرار حول الانسحاب ام لا على الحكومة الأميركية ان "تحضر لاستيعاب تداعيات الانسحاب واستمرار وتوسع النزاع في العراق". وأضافت انه يجب التشاور مع الحكومة العراقية وحلفاء الولاياتالمتحدة قبل اتخاذ القرار وانه يجب اطلاع الدول المجاورة للعراق بما يشمل إيران وسوريا على ذلك وانه على واشنطن ان تطمئن الشركاء الإقليميين بانها ستبقي على التزاماتها الأمنية.