قال المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت إنه يمكن أن يتفهم تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شبه جزيرة القرم مضيفا في تصريح لصحيفة "دي تسايت" الأسبوعية التي تصدر غدا الخميس في ألمانيا: "أعتقد أن ذلك مفهوم تماما". وأشار شميت، العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى أنه يشك فيما إذا كان ضم القرم إلى روسيا يعتبر بحق انتهاكا للقانون الدولي وقال إنه كان سيحذو حذو الصين ويمتنع عن التصويت في مجلس الأمن بشأن الاستفتاء الذي أجري في القرم لحسم الانضمام إلى روسيا وهو الاستفتاء الذي اعتبرته 13 من إجمالي 15 من الدول الأعضاء بمجلس الأمن غير صحيح ولم تؤيده سوى روسيا نفسها باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار. وكانت الصين هي الدولة الوحيدة التي امتنعت عن التصويت. ووصف شميت "95 عاما" العقوبات الغربية ضد روسيا بأنها "سخف". يشار إلى أن المستشار الألماني الأسبق هو ثاني مستشار ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يشاطر الغرب انتقاداته الحادة لبوتين جراء ضم القرم لروسيا. وقال شميت للصحفيين الذين أجروا معه اللقاء: "إذا كنتم مكان بوتين فربما كان رد فعلكم مشابها لرد فعله". وأشار شميت إلى أن القانون الدولي انتهك عدة مرات، شملت تدخل الغرب في الحرب الأهلية الليبية وقال إن الأهم من القانون الدولي في تقييم الأزمة هو تاريخ القرم مضيفا: "لم يكن الغرب يشك حتى بداية تسعينات القرن الماضي في أن القرم وأوكرانيا، كلاهما، جزء من روسيا". ورأى شميت أن هناك خلافا بين المؤرخين بشأن ما إذا كانت هناك أصلا أمة أوكرانية. وعبر شميت عن انزعاجه جراء حظر سياسيين كبار في روسيا من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي وقال: "إذا كان هناك مؤتمر عام على غرار مؤتمر هلسنكي عام 1975، لا يمكن استبعاد هذه الشخصيات من السفر". كما رأى شميت أن العقوبات الاقتصادية على روسيا ذات أهمية رمزية ولكن تأثيرها على الغرب مثل تأثيرها على روسيا تماما. وأكد شميت أنه ليس من الحكمة أن يطلق الغرب تحذيراته لروسيا من التدخل في مناطق شرق أوكرانيا وقال: "أرى أنه من الخطأ عندما يتصرف الغرب وكأن هذا التدخل هو الخطوة التالية لا محالة، لأن ذلك ربما يؤدي إلى تحفيز شهية الجانب الروسي". كما اعتبر شميت رفض الغرب عقد قمة مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبرى في منتجع سوتشي الروسي، حسبما كان مقررا لها بمثابة خطأ أيضا وأكد ضرورة أن تلتزم السياسة الخارجية الألمانية التحفظ إزاء روسيا بسبب ماضي الحرب العالمية وقال: "من المهم جدا تذكر أنه على الرغم من الحرب العالمية الثانية فغن الروس نحوا كراهيتهم للألمان جانبا". ورفض شتيفان زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية التعليق على مضمون هذه المقابلة واكتفى بالقول إن المستشار الأسبق عبر عن رأيه "الذي لا ينبغي لي أن أعلق عليه".