في بادرة لإرساء علاقات قوية بين الرئيسين تمهيدا لتجاوز الخلافات السابقة بين البلدين.، استقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش وعائلته الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي يقضي إجازته الصيفية في الولاياتالمتحدة، على مأدبة غداء فى مزرعة آل بوش في كينيبنكبورت (ولاية ماين في شمال شرق البلاد) . الهدف من اللقاء بالنسبة إلى الرئيسين في رأي عدد من المراقبين هو إعادة الحرارة إلى العلاقات بين بلديهما بعد الخلافات التي شابتها في عدد من القضايا الدولية وخاصة الحرب على العراق. وعلى مأدبة الغذاء الغير رسمية أكد الرئيس الامريكي جورج بوش ان الولاياتالمتحدةوفرنسا يرتبطان بعلاقات صداقة على الرغم من الخلافات التي وقعت بين البلدين ابان الحرب على العراق. من جهته قارن ساركوزي العلاقات الفرنسية الامريكية بالعلاقة بين افراد عائلة واحدة لا يتوافق افرادها دائما على كل الامور، لكن ذلك لا يمنع ان يكون هناك علاقة صداقة. معربا عن اعجابه بالولاياتالمتحدة كنموذج لبلاد الحرية والديمقراطية ، ومشيرا الى ان فرنساوالولاياتالمتحدة صديقان وحليفان منذ 250 عاما .. جدير بالذكر أن معارضة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لحرب العراق كانت قد أدَّت إلى تراجع العلاقات الفرنسية-الأمريكية إلى أدنى مستوى لها. إلاَّ أن ساركوزي أكَّد بوضوح أنه سيتبنى موقفا أكثر تأييدا للولايات المتحدة.. ولدى وصوله إلى مزرعة آل بوش اعتذر ساركوزي عن غياب زوجته سيسيليا واثنين من أبنائهما بسبب أصابتهم بوعكة صحية وابدى الرئيس بوش وزوجته تفهمها للامر (والذى يبدو انه شائبة هذا اللقاء) الذي هدف إلى إرساء علاقات شخصية بين الرجلين، والذي شدد البيت الأبيض على أنه سيكون لقاءً "عائليا" وغير رسمي. ورحب الرئيس الأميركي وزوجته -يرافقهما والده بوش الأب ووالدته باربارا- بالرئيس الفرنسي. وأعد أولاد العائلة الرئاسية الأميركية لافتات ترحيبية بضيفهم. مصادر رسمية اكدت أن الاجتماع بين الرئيسين ليس لقاء قمَّة، ولكنه يشكل فرصة للرجلين لمعرفة بعضهما البعض عن قرب خلال تناولهما سندويشات السجق والهمبرجر.. وتعد هذه دعوة نادرة إذ إن بوش لم يوجه الدعوة لأي رئيس آخر الى منزل عائلته المطل على البحر سوى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لتهدئة التوترات المتزايدة بسبب خطط الولاياتالمتحدة الدفاعية الصاروخية في أوروبا. وتأمل الولاياتالمتحدة أن تتحسن العلاقات مع فرنسا تحت قيادة ساركوزي بعد أن أصيبت العلاقات بالفتور أثناء فترة حكم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي أبدى معارضته للغزو بقيادة الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. ويؤكد بوش على اهمية اقامة علاقات ودية كمدخل لتسوية مشكلات العالم وهو يعول على الاجواء الودية التي يولدها هواء البحر لاقامة روابط مع ساركوزي لم تكن قائمة مع شيراك. وبعد التوتر الشديد الذي قام بين البلدين نتيجة الحرب في العراق، بعث انتخاب ساركوزي املا في الولاياتالمتحدة بتجاوز هذه المرحلة المضطربة واقامة علاقات هادئة ومستقرة. وفى تاكيد على ان البلدين على مشارف مرحلة جديدة اشار المراقبون إلى أنه من المستحيل تصور أن بوش كان سيوجه مثل تلك الدعوة إلى شيراك. ، حيث تشعبت الخلافات بين الولاياتالمتحدةوفرنسا في عهد شيراك لتشمل قضايا أخرى كالتجارة وتغير المناخ، الأمر الذي أوجد شرخا في العلاقات بين الرجلين. وعلى العكس من شيراك، فإن ساركوزي أوضح بجلاء، ومنذ الأيام الأولى لفترة رئاسته، بأنه بإمكان أمريكا التعويل على الصداقة مع فرنسا . وقد أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن البلدين يعملان بشكل وثيق على قضايا عدة.. وبعد النقانق والهامبورجر..تجاذب الطرفان الحديث حول بعض الملفات الدولية الاكثر اهمية في الوقت الراهن ولا سيما الملف النووي الايراني. وقضايا دارفور ولبنان والتعاون الاميريكي-الفرنسي في مجلس الامن الدولي. ويحظى ساركوزي بموقف مؤيد في الولاياتالمتحدة الامر الذى ادى الى تعرضه لانتقادات كثيرة من خصومه الفرنسيين بسبب ميوله الاميركية،. يُذكر أن قرار ساركوزي تمضية عطلته في أمريكا كان قد أثار تعليقات سلبية في فرنسا، وخصوصا من قبل أولئك النقاد الذين يعتقدون بأن ساركوزي يرغب بإجراء تغييرات جذرية في اقتصاد بلاده ليلحق بنموذج اقتصاد السوق الحر الأمريكية. استطلاع للرأي في باريس، كشف ان اكثرية نسبية من الفرنسيين لا تريد العلاقات الفرنسية - الاميركية او تراجعها، بل تؤيد بقاءها (على ما هي عليه). واعرب 40% من المستطلعة آراؤهم تأييدهم ل (بقاء العلاقات بين البلدين على ماهي عليه)، في حين أمل 33% في ان (تتوطد) هذه العلاقات، و26% في ان (تبتعد فرنسا اكثر عن الولاياتالمتحدة)، بينما امتنع 1% من المستطلعين عن إبداء اي موقف. وفيما يخصّ طريقة ساركوزي في اتخاذ المبادرة في معظم الملفات ، أعرب 64% من الفرنسيين عن ارتياحهم و36% عن استيائهم. وظهر الانقسام بين اليمين واليسار واضحا في تلك النقطة حيث أبدى 93% من أنصار حزب اليمين الحاكم الاتحاد من أجل حركة شعبية، تأييدهم لتلك الطريقة في الحكم (مقابل 7%) في حين أعرب معظم أنصار الحزب الاشتراكي عن استيائهم (53%) مقابل 47% أبدوا ارتياحهم. 12/8/2007